السيد وزير التربية... - مقالات

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السيد الفاضل وزير التربية المحترم الدكتور محمد عبداللطيف الفارس... تحية طيبة مليئة بالأماني والدعاء لكم بالتوفيق والسداد. بالتأكيد إن منهج الكفايات قنبلة تفجرت في وزارة التربية ما سبب حالة من الفوضى غير الخلاقة، وتناثرت في الصفوف بقايا أشلاء من معلمين... لم يعودوا كما كانوا!، والسبب في ذلك هو الإطار النظري والمترجم على ما يبدو أو المنقول للميدان بطريقة جعلت المعلمين محنطين في (هرم بلوم)، مما سبب استياءهم واستياء رؤساء الأقسام ومديري المدارس والموجهين وأولياء الأمور وموت جميع المشاهدين!! وقد قرأت يا سعادة الوزير أنك ستجتمع ببعض الخبراء لكي تتخذ القرار حول منهج الكفايات ومشاريعه.. فإما الفناء وإما الوجود.. وإما التعديل على المعدل أصلاً من قبل أن يعرض على الميدان. ورغم أني اعتبر منهج الكفايات جيد كما قدمه البنك الدولي، إلا أن هذا لا يعني أنه جيد بالفعل، تماماً مثلما يعتقد الكثيرون غيري أنه سيئ، ولكن هذا لا يعني أنه سيئ بالفعل! لذلك نحن أمام معضلة يا سعادة الوزير، ربما تشبه لغز (البيضة والدجاجة) أو المجلس والحكومة، أو الكتابة والواقع. واسمح لي أن أحضر اجتماع الخبراء معكم، ولكن عن بعد من خلال الكتابة، ليس بوصفي خبيراً بالتأكيد، ولكن بوصفي معلماً عابر سبيل، يريد أن يتحرر من (هرم بلوم) الملل ليدخل (هرم ماسلو) الأكثر سحراً. طق..طق..طق.. فهل من الممكن أن تفتح لي الباب؟! تفضل... شكراً.. نستطيع أن نتبع مقاربة جديدة ومنهجاً تشاركياً تسير عليه الوزارة يقوم على تمكين المعلمين من سلطة المبادرة ووضع الأطر المتعلقة بتنفيذ الأنشطة والبرامج التعليمية التي من المفترض فيها أن تحقق مطالب الدولة وفي نفس الوقت تحقق فوائد للمعلمين كأولياء أمور في نهاية المطاف حيث ستنصب الفائدة نحو أبنائهم. وهذا يعني أن المعلمين سيكونون شركاء أساسيين في الفناء أو الوجود لأي مشروع تربوي، وليسوا مجرد مستهلكين لبرامج تم وضعها في سياقات بعيدة عنهم، وأهداف وضعها غيرهم، ليكتشفوا أنهم تحولوا من معلمين إلى منفذين، كترس صغير في ساعة حائطية عملاقة.. ولكنها متأخرة ساعتين وست دقائق! سعادة الوزير... إن المقاربة التشاركية تعمل على مستويين ميكانيكي وديناميكي (وانت سيّد العارفين) بحكم التخصص. فهي تحقق توافقاً أولياً ورضا مبدئياً تجاه قضايا ذات صبغة مشتركة مثل البرامج التربوية التي تمس الجميع، بدلاً من حالة تعطل الحركة والجدل الدائم حول كل برنامج جديد تقدمه الوزارة للمعلمين.. بدءاً من الفلاش والآي باد وانتهاءً بالكفايات. إن الترس الصغير في الآلة الكبيرة إذا قرر التمرد فلن تفيد الكهرباء في شيء. نستطيع أن نصل إلى النتائج المطلوبة من خلال عملية (تفتيت سلطة النشرات القادمة من أعلى) أي مشاركة المعرفة والقرار والنتائج مع المعلمين والتي بدورها ستفرز الإحساس العالي بالمسؤولية والوعي بالدور عند المعلمين أنفسهم، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في وضع البرامج التي سينفذها في النهاية.. المعلمون أنفسهم. وأنا هنا يا سعادة الوزير لا أقصد أن يتم وضع البرامج من خلال وعي المعلمين، ولكني أقصد أن نبدأ من وعي المعلمين وليس من وعي صندوق البنك الدولي أو أصحاب المؤسسات.. إنها مقاربة تشاركية تراعي الإدارة الرشيدة وقدرات الناس، حيث يتم تشارك السلطة والمعارف والخبرات والمسؤولية والنجاح والفشل. إن المؤسسات العسكرية فقط هي من تعطي الأوامر. أما المؤسسات التعليمية فلها رأي آخر. ولكي تتم هذه العملية بنجاح فعلينا أن نراعي فعلية المشاركة وليست اسميتها، ومحليتها وليست عالميتها. حسناً.. ما الذي أقصده هنا بالتحديد؟ دكتور جون غراي مؤلف أميركي كتب كتاباً من أجل فهم أفضل للجنس الآخر، ولحل الخلافات الزوجية التي لا تنتهي (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) هذا هو اسم الكتاب الذي بيع منه 14 مليون نسخة ليثبت أنه ممتع وجميل.. ولكنه غير مؤثر هنا بسبب اختلاف السياقات، كما أن زوجاتنا ليسوا مثل زوجته (بوني). إيهاب معوض كاتب مصري حاول أن يجعل من كتاب جون غراي محلياً، فكتب كتاباً بعنوان (الرجال من بولاق والنساء من أول فيصل) أيضاً كتاب ممتع وقد بيع منه 23 طبعة.. ولكنه غير مفهوم لنا هنا. (الرجال من خيطان والنساء من الضاحية) هو الكتاب الذي نحتاجه هنا. سعادة الوزير.. نستطيع أن نوفر على الدولة الكثير من أشكال الهدر غير المرئي إذا ما بدأنا من وعينا نحن، وليس من وعي الآخرين، إن القفز على الوعي يعني أن نصرخ في بوق ليسمعنا من هم في أعلى التل ولا يسمعنا من يقف بجانبنا.. رغم أن كل ما قلناه في البوق (ناولني هذه الورقة)! سعادة الوزير.. مبروك الوزارة. كاتب كويتي moh1alatwan@

مشاركة :