تداولنا مؤخراً عبر وسائل التواصل فيديو الطفلة التي لا يتجاوز عمرها السبع سنوات أثناء عودتها من المدرسة وتحرش أحد المارة بها بشكل مقزز وأصبح هناك تساؤلات كثيرة. هل أصبح العالم متسخاً لهذه الدرجة؟ هل أطفالنا تنقصهم ثقافة وذكاء الحفاظ على النفس والدفاع عنها؟ أم نوجّه اللوم إلى الأهل والتعليم اللذين يشتركان في جريمة عدم التنبيه والتحذير والتعليم؟ نعم.. نحن في مجتمع تنقصه الثقافة، في مجتمع يتعامل بمبدأ العيب لا الحرام. وأصبحت كل تساؤلات الأطفال تواجه بعدم الإجابة المقنعة.. أو بالصمت.. أو بالتوبيخ هذا على صعيد الأهل. أما على صعيد التعليم! فلا يوجد مناهج خاصة تربي وتعلم على أمور مهمة في تفادي التحرش والاعتداء وغيره من الأخلاقيات والسلوكيات المهمة وللأسف هناك من يعارض تعليم هذه المناهج بسبب سقيم وهو العيب وظناً من الكثير بأنه انفتاح متناسين بأن هناك عالماً منفتحاً أكثر وأكثر ومتشعباً.. الإنترنت قام بالواجب.. وأجاب عن كل التساؤلات ولكن بشكل خاطئ وأصبحت المصيبة أعظم والطامة كبرى.. فبدل أن نصلح.. دمرنا وخربنا وأفسدنا. أثناء دراستي في مرحلة الابتدائي والمتوسط والثانوي مروراً بمناهج عدة.. منها الاجتماعيات درسنا في مادة الجغرافيا حدود الكثير من الدول وبالتفصيل الممل وصلنا إلى الصين غرباً والهند شرقاً.. وكأننا سنحرر فلسطين. أما التاريخ أبحرنا في زمن الدولة الأموية وعهد خالد بن الوليد وكأننا سنعود لزمن الأبطال والأمجاد والانتصارات.. تعلمنا المهم ولكن تناسينا الأهم!