رحمك الله يا عمي نبيل، كم أشتاق إلى تقبيل رأسك، يا من كان لك من اسمك نصيب، كم كنت نبيلاً في كل شيء، رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، لم تَخَف الموت، بل توقعت وفاتك في مكان عملك قبلها بأيام، أحببت من حولك وأحبوك، كنت قريباً من الكل، وكان الكل يشعر بقربه منك، لا أدري كيف استطعت الموازنة بين كل هذه العلاقات، لا أنسى ابتسامتك الجميلة الباردة التي رُسِمت في أعيننا، رحلت عنا بجسدك وأبقيت لنا الكثير الكثير. كنت صديقاً وأخاً وعماً وأباً ومعلماً، كان لديّ كثير من الأسئلة التي أردت إجابتها منك أنت لا أحد سواك، ولكن مشيئة الله تعالى سبقتني، لا أستطيع أن أشرح وأعدد ما تعلمته منك، ولا أن أبين مكانتك في قلوبنا جميعاً، عشت حياة غير عادية منذ مولدك إلى وفاتك، وما بين ذلك المولد وهذه الوفاة كثير من العبر والقصص والمغامرات، نشعر بالفراغ ونشعر بالحزن ونشعر بالألم، يفتقدك مكانك في "الزوارة"، يفتقدك أطفالنا، يفتقدون حنانك وحبك وقبلاتك وأحضانك وألقابك التي كنت تطلقها عليهم، تأتيني ابنتي وتسألني: متى يرجع بابا نبيل الكويت؟ أبكتني وأبكتني، احتضنتها وقلت لها: لن يعود، بل نحن الذين سنذهب إليه إذا متنا ونلتقي بكل عزيز فقدناه، فتعود وتبكيني حين تقول لي: "بابا خلِّ نموت ونروح نشوف بابا نبيل أبي ألمه، أنا أحبه"، فتدمع عيني وأحضنها. لكن الحمد الله على كل حال، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، وعزائي أنّ وداعنا مؤقت، فراقنا سيكون قصيراً، وموعدنا عند من وسعت رحمته السماوات والأرض، لن أنساك ما بقيت، وموعدنا يوم الرحمة، "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، ندعو لك ونستغفر لك، وبهذا نشعر بالصلة مع الله تعالى، الذي يستجيب الدعاء ويصبّر القلوب ويعيننا على فراقنا المؤقت، رحمك الله يا عمي. اللهم إن عمي نبيل فرّج كرب الكثير من خلقك بفضلك ونعمائك عليه، اللهم فرِّج كربته وتجاوز عن ذنبه واجْزِه بالخير إحساناً، وبالمعصية عفواً وغفراناً، اللهم إن ذنوبه لا تضرك وإن رحمتك إياه لا تنقصك، اللهم اغفر له ما لا يضرك، وأعطه ما لا ينقصك، اللهم إن الكثيرين من خلقك قد استكثروا رحمتك به وغفرانك وأنت أرحم الراحمين، فارحمه رحمة تغنيه بها عن سواك، اللهم آمين يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.