تعترف الفنانة الإماراتية فاطمة الحوسني بأن قرارها السابق بالاعتزال، جاء على خلفية شعورها بأن حقوق الفنان الإماراتي مهضومة أدبياً ومعنوياً؛ ما دفعها إلى إعلان هذا القرار بعد سنوات من العمل على خشبة المسرح، والمشاركة في العديد من الأعمال والمسلسلات الدرامية التي تنقلت فيها بين الإمارات والكويت وقطر والبحرين. وقالت في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «لا أنكر أنني شعرت في فترة ما بالإرهاق من السفر الدائم للعمل خارج الإمارات؛ ما أثر بشكل واضح على عائلتي، ما دفعني لاحقاً إلى إعلان اعتزالي التمثيل؛ لكن الأمر لم يستمر طويلاً، لاسيما بعد لقائي بالدكتور حبيب غلوم في مهرجان الفجيرة للمونودراما، العام الماضي، إذ علمت بمشروع مسلسل درامي إماراتي جديد سيحمل مضامين ورسائل جديدة للجمهور». وتابعت الحوسني التي ذكرت أنه سيكون هناك عمل جديد عن الشهداء، تأمل أن تشارك فيه: «شعرت في البداية بالسعادة عندما قرأت ملخص (خيانة وطن)، ما دفعني للعودة عن قرار الاعتزال للمشاركة في هذا العمل الجديد كلياً، والذي نال النجاح الذي استحقه على كل الأصعدة». • فاطمة الحوسني: «أزمة حقيقية نشهدها اليوم من ناحية كتّاب الدراما التلفزيونية، على خلاف كتّاب المسرح في الإمارات». لا للأدوار العادية عن طقس علاقتها الحالية بمنتجي الدراما الإماراتية والخليجية، بعد عودتها عن قرار الاعتزال، قالت فاطمة الحوسني: «لا خلاف لي مع أحد؛ فالجميع بات يعرف خياراتي الفنية وما يناسبني من أدوار وشخصيات درامية جديدة، كما سبق وأكدت للجميع إصراري على عدم تقديم أي أدوار (عادية) لا تضيف لي وللجمهور أي فائدة أو أي قيمة معنوية ملموسة». وأضافت «التقيت أخيراً بالمنتج سلطان النيادي، وأخبرني بأنه سيكون هناك مشروع جديد لسلسلة (طماشة) سأشارك فيه أنا وزميلتي بدرية أحمد، بالإضافة إلى مجموعة مشروعات سينمائية جديدة أخبرني عنها المخرج ناصر التميمي قد أشارك في أحدها في وقت لاحق». ورغم مرور الفنانة الإماراتية بظروف عائلية خاصة أثناء مشاركتها في هذا العمل الدرامي، إلا أنها استطاعت أن تقدم دوراً لافتاً أثار الكثير من الاهتمام، وانعكس جزء منه في ردود الأفعال الإيجابية التي تناولت كيفية تقديم الحوسني للشخصية في عمل درامي وطني وصفته الفنانة بالقول: «الجميع في المسلسل أبطال، ولا مكان فيه للبطولة الفردية؛ وهذا ما ميز رؤيته الجديدة، وجعله إلى جانب الموضوعات وطرق الطرح الدرامي الجديدة قادراً على تحقيق النجاح الكبير الذي نال به استحساناً عاماً لم نكن نتوقعه كممثلين اشتغلنا فيه بقلب واحد». هموم إنتاجية ودعت فاطمة الحوسني إلى البحث عن مناطق درامية جديدة، بعيداً عن واقع الدراما الإماراتية والخليجية التي انزلقت في السنوات الأخيرة في دائرة التكرار ونسق اجترار الموضوعات والقصص والمشكلات المنبثقة من الأزمات ذاتها، موضحة أنه «يجب أن يبحث كتّاب النصوص الدرامية عن موضوعات جديدة تهم الجمهور وتلتصق بواقعه اليومي، وأن يحاولوا النبش في هذا الواقع وتسليط الضوء على قضاياه الحقيقية، فبعد سنوات طويلة من الدراما التي تتناول الظواهر الاجتماعية نفسها والأزمات العاطفية والنفسية للأشخاص، أضحت معظم الأعمال أسيرة حلقة المعاودة نفسها التي أحالتها تلقائياً إلى سجون الترداد ونأت بها عن تقديم رؤية جديدة تلتحم بمرآة الواقع وتتداخل مع أصغر تفاصيله اليومية، الأمر الذي دفع بالكثير من الأعمال المقدمة في الفترة الأخيرة إلى فقدان جزء من الاهتمام الجماهيري والمتابعة التي استحقتها الجهود الفنية المبذولة فيها»، مستطردة «هذا الأمر يدفعنا للحديث عن أزمة حقيقية نشهدها اليوم من ناحية كتّاب الدراما التلفزيونية، على خلاف كتاب المسرح في الإمارات الذين أثبتوا درجة عالية من الحرفية بفضل ما يقدمونه اليوم من أعمال تستحق الاهتمام». ورأت الحوسني أن الأمر يحتاج إلى جهود استثنائية من قبل المنتجين بالدرجة الأولى، بعد «أن تحولت أغلب الأعمال الدرامية إلى أعمال تجارية»، على حد تعبيرها، «بدل أن يضع المنتج في جيبه عائد أرباح قد يقارب أو يتعدى المليوني درهم، لماذا لا يكتفي بنصف مليون درهم مقابل تقديم عمل ناجح على مستوى النص والإخراج والإمكانات الإنتاجية». رسائل اجتماعية على صعيد آخر، تتمنى فاطمة الحوسني المشاركة في أعمال درامية تترك بصمة لدى الجمهور، مستشهدة بمشاركتها الأخيرة في مسلسل «خيانة وطن» الذي تابعه الجمهور الإماراتي والخليجي باهتمام، لما تضمنه من رسائل ومضامين اجتماعية تسلط الضوء على جملة من المشكلات التي تهم شريحة واسعة من الجمهور المحلي والعربي. وكشفت لـ«الإمارات اليوم» عن مشروع جديد يعكف د. حبيب غلوم على التحضير له، بعد عدد من التجارب الناجحة أخيراً في هذا المجال. وقالت «مازال موضوع مشاركتي في مسلسل درامي جديد يتطرق إلى موضوع شهداء الوطن قيد الدراسة، وحتى لو لم أشارك في هذا العمل الجديد فأنا أسانده وأشجعه باستمرار على خلفية تطرقه وطرحه لموضوعات وأفكار جديدة، وهذه دعوة لجميع الممثلين والفنانين الإماراتيين لتشجيع المنتجين أصحاب الرسائل الحقيقية التي تطرح مشكلات وهموم المجتمع بطريقة واقعية ومنطقية تثري المشهد الإبداعي وتكرّس أهدافه».
مشاركة :