يستضيف مسرح القصباء يوم 10 يناير/كانون الثاني المقبل، أمسية فنية تحت عنوان طعم باريسية يقدمها المؤلف الموسيقي وعازف الأوكورديون الفرنسي دانيال ميل، والذي يكرم فيها عازف الأكورديون الأرجنتيني العالمي آستور بياتزولا، ليقدم موسيقى التانغو برفقة مجموعة مبدعة من ثلاثة عازفين على التشيلو وعلى الدبل باس، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، الذي ينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، برعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، في دورته الرابعة، الذي يقدّم لجمهوره أبرز وألمع الموسيقيين والمغنين من مختلف أنحاء العالم. ويستحضر دانيال ميل في هذه الأمسية أبرز مقطوعات بياتزولا، أحد أهم عازفي التانغو في القرن العشرين، الذي قام بثورة موسيقية عبر مزج مقطوعاته بالموسيقى الكلاسيكية إضافة إلى الجاز، الأمر الذي أخرج التانغو التقليدي من حيّزه المتعارف عليه إلى ما هو أبعد من ذلك. ويعتبر المؤلف الموسيقي الفرنسي دانيال ميل أحد أبرز الأسماء اللامعة في أداء الأوكرديون حيث بدأ مشواره الموسيقي في عمر الثانية عشرة، ثم ما لبث أن ترك آلته بسبب انتقادات أصدقائه الذين وصفوه بأنه عازف لآلة بشعة كونها لا تحمل أي قدر من الرومانسية لضخامة حجمها وشكلها الغريب الذي لا يتناسب مع أجواء المقاهي الباريسية التي كانت تعجّ بالقيثارات وآلات النفخ المختلفة، لكنه وبعد سنوات تعرّف إلى ألحان الأسطورة الأرجنتينية آستور بياتزولا الذي يعتبر أحد أهم أعمدة الأوكورديون في العالم، ما أعاده إلى آلته المفضلة، وبدأ بتأليف ألحانه الخاصة حيث يمتلك في رصيده 9 ألبومات موسيقية قدّمها على مدى 11 عاماً. وقال الفنان فرات قدّوري، مدير مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية: يتمتّع المهرجان بتنوع هائل من الثقافات الموسيقية العالمية ومن خلال المهرجان استطعنا أن نجسد الكثير من عمالقة الموسيقى والغناء في عروضنا اليومية وخصوصا أننا نمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة من محبي الفن الراقي، لذلك نسعى من خلاله إلى تأكيد الحضور الثقافي الكبير الذي تمتاز به الشارقة والإمارات عالمياً وإقليمياً، فضلاً عن إرساء دعائم التلاقي الفكري بين الشعوب من خلال تعريف المجتمع الإماراتي بثقافات المجتمعات الأخرى عبر موسيقاهم التي تحمل الكثير من التنوع والإبهار. ويسعى مركز فرات قدوري للموسيقى ، من خلال إقامة هذا المهرجان، الأول من نوعه في إمارة الشارقة، إلى تعزيز الحضور الثقافي والفني للشارقة وللإمارات، بالإضافة إلى تعريف المجتمع الإماراتي بمختلف الثقافات الموسيقية من جميع أرجاء العالم، فضلاً عن إثراء رصيد الشارقة بعناصر الجذب الثقافية والفنية والسياحية.
مشاركة :