«الزواج الإلكتروني».. وسيلة عصرية لبناء أسرة.. أم مغامرة خطرة؟

  • 12/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سادت حالة من الجدل حول انتشار ظاهرة الزواج الإلكتروني باعتباره من وسائل الحياة المدنية الحديثة ومن تداعيات ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما يرى البعض أنه نتاج روح العصر الذي نعيشه، ويقبلون به، خاصة مع وجود مواقع الزواج على الإنترنت أو الزواج الإلكترونى وهي تسمح بالاختيار من منطلق عقلي وليس عاطفياً، وذلك لتوفير حد أدنى من فرص النجاح والاستمرار، فضلاً عن القضاء على نسبة العنوسة المنتشرة في العالم العربي، رأى آخرون أنه لا يخلو من مخاطره ولا تتفق مع أهمية الزواج بمفهومه الهادف إلى الاستقرار. يرى الفريق المؤيد والمشجع للزواج الإلكتروني أنه يمكن أن يكون تحت إشراف من هيئات دينية واجتماعية واقتصادية وقانونية لتوفير الخبرات والاستشارات للفئات العمرية المختلفة باعتباره وسيلة تساهم في إيجاد طرق حديثة وعصرية للزواج تساعد على التوفيق بين الفتاة والشاب من خلال بوابة إلكترونية، بالمقابل يرى الفريق الآخر أنه غير مضمون ويسهل من خلاله تزييف الحقائق والخروج عن التقاليد المتوارثة والوقوع في معاصٍ وأخطاء تضر الطرفين ولا ترضي الله عز وجل. العتيبي: يجب وضعه تحت مظلة رسمية لتلافي الاحتيال ذكر علي العتيبي أن من أهم مميزات الزواج الإلكتروني الاستفادة منها في إيجاد حلول عملية للكثير من المشاكل الاجتماعية التي من أهمها الإسهام في إيجاد طرق حديثة وعصرية للزواج تساعد على التوفيق بين الفتاة والشاب من خلال بوابة إلكترونية تحت مظلة رسمية للقضاء على النصب والاحتيال التي تحدث غالباً من الخطابات. وأشار إلى أنه يجب أن تكون هناك بوابة إلكترونية للخطبة أو برنامج يعالج مشكلة الخطبة ويقدم معلومات عن الفتاة والشاب بطريقة احترافية وتحت مظلة جهاز رسمي، سواء من خلال الشؤون الاجتماعية أو من خلال بعض القطاعات الخاصة التي تعمل على الإشراف عليه وتطويره وتحديثه لأنه سيقضي على الكثير من المشاكل المتعلقة بالزواج وبالتواصل مع الخطابات التي يتقاضين مبالغ غير معقولة، خاصة في ظل وجود شباب أصبح يرفض الطرق التقليدية للبحث عن زوجة، فمثل هذه البوابة الإلكترونية التقنية فكرة إيجابية شريطة أن يكون لها مرجع رسمي. الشرشني: الجدية أساس مهم في التعامل قال عبدالعزيز الشرشني: «إن هناك خلافاً حول إمكانية اللجوء إلى هذا النوع من الزواج، حيث ينقسم الناس باعتقادهم نحو الزواج عن طريق الإنترنت إلى فئتين مختلفتين، ترى الفئة الأولى، التي تشجع على الزواج عن طريق الإنترنت خصوصاً بعد ازدياد نسبة العنوسة في الوطن العربي، وهذا التشجيع في رأي هذه الفئة تربطه بشرط أن يكون الهدف من هذا الزواج هو البحث عن شريك أو شريكة العمر وليس اللعب واللهو وأن يكون الطرفان صادقين في نيتهما، موضحاً أن البعض يعتبر الزواج الإلكتروني وسيلة جيدة للاختيار من منطلق عقلي وليس عاطفياً ولتوفير حد أدنى من فرص النجاح والاستمرار على أن يكون هناك إشراف من هيئات دينية واجتماعية واقتصادية وقانونية لتوفير الخبرات والاستشارات غير الواضحة للفئات العمرية المختلفة». وأضاف أن لهذه الفئة رؤية تكاد تكون مقبولة عندما نتفهم أزمة المهاجرين العرب خارج أوطانهم فهم متمسكون بعاداتهم ولا يريدون الارتباط بالأجنبية ولذلك فلم يكن أمامهم إلا البحث عن فرصة زواج عن طريق الإنترنت. وأما الفئة الثانية فهي ترى أن الزواج عن طريق الإنترنت بدعة محدثة تدعو إلى الضلال يجب قمعها وإدانتها بشكل كبير بحيث تراه خرقا للقوانين الشرقية الشرعية باعتباره فكرة دخيلة على المجتمع الشرقي العربي، لأنها تدعو إلى تزييف الحقائق والخروج عن التقاليد المتوارثة والوقوع في معاصٍ وأخطاء تضر الطرفين. المالكي: خصوصية المجتمع وانتفاء الثقة أهم العقبات أكدت الدكتورة موزة المالكي الخبيرة النفسية، أن مواقع الزواج والتعارف على الإنترنت التي أُنشئت مؤخراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى حث الشباب والفتيات على الارتباط والتعارف عن طريق الإنترنت، ظاهرة صحية وتواكب التطورات المجتمعية في وجهة نظر البعض، بينما يتحفظ عليه آخرون خشية أن يقع المرء فريسة لأشخاص غير جادين قد تختلف عاداتهم وحياتهم عن عاداته وتقاليده، وأن بعض العادات والتقاليد بدأت تسوء بسبب التكنولوجيا. وتابعت: «من غير المقبول الزواج الناتج من تعارف على الإنترنت؛ لما قد يشوبه من عدم ثقة كل طرف بالآخر، كما أن اتخاذ قرار الزواج عن طريق الإنترنت دون مقابلة وتعارف على أرض الواقع قرار شائك ومحاط بالحذر والخطر، أما بخصوص التعارف المبدئي عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والذي يتبعه التقاء وتعارف وسؤال على أرض الواقع فقد يكون أهون. وأوضحت أن الزواج الإلكتروني تعوقه خصوصية المجتمع وعاداته وتقاليده التي أتعبت أفراده كثيرا وعانوا منها كثيرا، فمثل هذه الفكرة جميلة ولكن المجتمع يرفضها ولا يقبلها، فليس الخطأ في إبداء الرغبة في الزواج للفتاة ولكن المجتمع يخطّئ ذلك ويجد في ذلك عيبا بأنه بعد أن طرأت تغيرات كثيرة على حياتنا ومع التقدم والانفتاحات، أصبح هناك صعوبة تواجه الفتاة لاختيارها الشخص المناسب لها حتى تبني أسرة سليمة ومتناغمة والعكس صحيح، وخاصة في ظل الظروف التي تجعل الفتاة بعيدة عن بلدها وجيرانها ومدينتها، فالبيوت مليئة بالفتيات العفيفات، الصالحات، المثقفات، والواعيات لم يعرف طريقهن من يبحث عنهن من الشباب الذين مطلبهم الستر والعفاف ويريد تكوين أسرة وإكمال نصف الدين. وأرجعت «المالكي» ازدياد حالات الطلاق إلى عدم التوافق الزواجي، الذي زاد من صعوبة الاختيار، فمن يوفق في الاختيار بعد توفيق الله يسهم بشكل كبير في نجاح الزوج، ويقلل من نسبة ازدياد حالات الطلاق، ومع الضغوطات الحياتية على الفتاة وأسرتها لجأ البعض إلى ما يسمى بالخطابات وهن من يعرفن كثيراً من العوائل والأسر من خلال مزاولتهن لهذا العمل عن طريق التواصل معهم، ولكن أصبح للشاب والفتاة مطالب لم تكن بالسابق، كما أصبح للخطابات طلبات لم تكن بالحسبان. وأشارت إلى أنه حينما نقدم على أي فعل ولكي نبني لنا وجهة نظر إما مؤيدة أو مخالفة له يجب أن نوازن بين الإيجابيات والسلبيات فإن طغت الإيجابيات كانت الفائدة أكبر من الضرر والعكس صحيح.;

مشاركة :