توجهت صحيفة "كمسومولسكايا برافدا" إلى الخبير هنري سرداريان بالسؤال عما إذا كان بالإمكان اعتبار مقتل السفير الروسي وعمليتي برلين وزيورخ الإرهابيتين حلقات في سلسلة واحدة. جاء في جواب الخبير هنري سرداريان، القائم بمهمات عميد كلية إدارة الدولة في معهد موسكو للعلاقات الدولية: www.youtube.com هنري سرداريان خلال ثمانينيات القرن الماضي في أيام الحرب الأفغانية، وقف الغرب إلى جانب المتطرفين الإسلامويين، الذين تشكلت منهم حركتا "طالبان" و"القاعدة" وغيرهما من المنظمات الإرهابية المحظورة في العديد من دول العالم، والتي صبت جام غضبها ليس فقط على الاتحاد السوفييتي وروسيا، بل وعلى الحضارة الغربية عموما. ولكن، مع هذا تستمر اللعبة المميتة مع المتعصبين دينيا من أجل الحصول على مكاسب سياسية. يجب على بروكسل وواشنطن إدراك أنه من دون موسكو لا يمكن حل مشكلة الإرهاب الدولي. وهنا يجب أن يدور الحديث ليس عن شكل رسمي للتحالف، بل عن فهم أن هذا الخطر يمكنه تدمير مجمل الحضارة الغربية التي تنتمي إليها روسيا أيضا، شاء من شاء وأبى من أبى. Reuters Fabrizio Bensch العملية الارهابية في برلين والاستخبارات الغربية لم تعد في السنوات الأخيرة قادرة على اكتشاف الإرهابيين. فإذا كانت في السابق تتمكن من مراقبة حركة المسلحين أو عمليات نقل الأسلحة، فإنهم اليوم أصبحوا يتحركون ليس كمجموعات منظمة، بل على شكل أفراد من مواطني الاتحاد الأوروبي من الجيلين الأول والثاني. فهم يحصلون على الأسلحة والذخيرة و"التعليمات" من المرشدين المتطرفين بسهولة باستخدام وسائل الاتصال المعاصرة. والسؤال فيمَ كانت الحكومات الأوروبية تفكر عندما قررت إسكان لاجئين جدد في المخيمات المكتظة، وأملت بسذاجة بأنهم سوف يندمجون بمن فيها بسهولة؟ لقد نسيت وسائل الإعلام الغربية تماما أن واجبها هو نشر المعلومات، وليس نقل وجهة نظر واحدة بشأن أحداث حلب. فقد كانت تعلن عن "قصف روسي" ما لهذه المدينة، ولكنها تلتزم الصمت إزاء القصف الذي تتعرض له اليمن، وترحب بحرارة بالهجوم الذي يشنه التحالف الدولي على الموصل. حتى أن المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض ينفي وجود عشرات الصور وأشرطة الفيديو التي تبين ترحيب سكان حلب بقوات الحكومة السورية. والآن يحاولون إقناعنا بأن مذبحتي زيورخ وبرلين تختلفان تماما عن عملية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف. ولكن العمل الإرهابي هو عنف هدفه بلوغ أهداف سياسية. لذلك، فإن إطلاق النار على الدبلوماسي الروسي والذي رافقه صراخ: "الله أكبر - هذا انتقام لحلب!"، لا يمكن مساواته بعملية قتل محلية. Sputnik السفير اندريه كارلوف ومع الأسف، لا تزال بعض البلدان الغربية تقسم المسلحين إلى "سيئين" و"جيدين" (معتدلين). بيد أن هذا هراء. لأن أي إرهابي بطبيعته يضمر الشر، الذي لا مكان له في العملية السياسية وفي السياسة الدولية. الإرهاب هو ورم خبيث، يجب استئصاله. غير أن هذا الوعي كما يبدو غير موجود لدى شركائنا في الغرب. وفي الختام أود أن أقدم تعازيَّ إلى عائلة وأقارب السفير كارلوف، الذي اغتيل في أنقرة، وأؤكد ألا تبرير أيا كان لهذه العملية الوحشية، وأن حماية الدبلوماسيين تقع على عاتق الدولة المضيفة. لذلك نأمل ألا تكتفي تركيا بالندم والأسف.
مشاركة :