رسم أحد خبراء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى صورة قاتمة لمستقبل تركيا، وقال إن هذا البلد أصبح رهينة عوامل هدامة متعددة. البحث عن "سايكس بيكو" على مقاس الأكراد!! ورصد تقرير نشر في 20 ديسمبر/كانون الأول أن كل هجوم جديد يشنه حزب العمال الكردستاني أو تنظيم "داعش" يدق إسفينا أعمق في المجتمع التركي، لافتا إلى علاقة جدلية بين الأطراف الثلاثة، إذ حين ينفذ حزب العمال الكردستاني هجوما تلقي الكتلة الموالية للحكومة اللوم على المعارضة، وحين يهاجم "داعش" تلقي المعارضة اللوم على الحكومة. وقال على سبيل المثال، إن من وصفهم بالغوغائيين الموالين للحكومة القوا قنابل حارقة على فروع "حزب ديمقراطية الشعوب" الكردي المعارض في جميع أنحاء البلاد، وذلك عقب الهجوم الذي شنته عناصر حزب العمال الكردستاني على جنود أتراك في مدينة قيصري وسط الأناضول وأسفر عن مقتل 14 شخصا. فيما حمل المتظاهرون الحكومة المسؤولية عن الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" في يوليو/تموز 2015 في مدينة سروج وخلف 32 قتيلا. ولفت الكاتب إلى أن تنظيم "صقور حرية كردستان" الذي يدور في فلكحزب العمال الكردستاني أعلن مسؤوليته عن التفجير المزدوج الذي وقع في اسطنبول في 10 ديسمبر/كانون الأول، حيث قتل 20 شخصا على الأقل، مضيفا أن هذه العمليات ستؤدي الى زيادة استغلال "داعش" وحزب العمال الكردستاني لهذه الأزمة في (سوريا). وجزم التقرير بأن الحرب سوف تمتد من سوريا إلى تركيا، "كما يتضح منالاغتيال ذي الذيول السياسية الذي طال السفير الروسي في تركيا"، مضيفا أن البلاد تواجه خليطا ساما "من الاستقطاب السياسي والتهديد بالعنف اللذان من الممكن أن يتحولا إلى كارثة". وأفصح صاحب التقرير عن تشاؤمه، وقال في هذا الصدد إنه كان متفائلا عموما بشأن تركيا، إلا أنه يشعر هذه الأيام بالقلق على مستقل هذا البلد، ورأى في استخدامأردوغان للإسلام و"الحكم الاستبدادي" استراتيجية تهدد بتفكيك تركيا الحديثة. وأشار من جهة أخرى إلى أن أردوغان إذا خفف من أجندته السياسية فسوف يدخل التاريخ باعتباره أحد أكثر القادة تميزا وتأثيرا، وإن لم يفعل، فسيذكر بأنه قاد بلاده إلى الحضيض. المصدر:washingtoninstitute محمد الطاهر
مشاركة :