يواجه اللاجئون السوريون في لبنان والبالغ عددهم قرابة المليون ونصف المليون نسمة بحسب البيانات الرسمية الصادرة من رئاسة الجمهورية اللبنانية، ظروفاً صعبة تهدد مستقبلهم مع النزوح من جرائم نظام الأسد جراء ضغوط "حزب الشيطان" لإعادتهم وتطبيع العلاقات مع الأسد، وهو الأمر الذي أصبح محتملاً وبشدة في ظل عجز الحكومة اللبنانية عن القيام بدورها الإنساني تجاههم جراء الأزمة الاقتصادية. وترى الحكومة اللبنانية أنه لا مفر من التخلي عن اللاجئين، في ظل ما وصفه وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين السوريين، معين المرعبي، بـ “بخل” المجتمع الدولي في دعمه للاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، وما شكته الحكومة اللبنانية مراراً مما تسميه “أعباء” اقتصادية بسبب اللاجئين السوريين على أراضيها، والذين فاق عددهم ربع سكان لبنان. ومما زاد من الظروف المعيشية للاجئين سوءاً ما أبلغت به السوريين مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان بأنها ستوقف برنامجها الخاص بالمساعدات الغذائية المقدمة لهم ابتداءً من الشهر القادم، وذلك عبر الرسائل الهاتفية “SMS”، حملت النص التالي: “يؤسفنا إبلاغك بأن شهر تشرين الأول سيكون آخر شهر يمكنك فيه الاستفادة من المساعدات المقدمة عن طريق برنامج الأغذية العالمي لأنك لم تعد مخولاً للحصول على المساعدات الغذائية”. وبناءً على معلومات كشفها مسؤول العلاقات العامة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ريان قطيش، عن معطيات إحصائية قامت بها المفوضية، بالتعاون مع "برنامج الغذاء العالمي" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فقد حذر "قطيش" من أن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان تزداد صعوبة، حيث ارتفعت نسبة من هم دون خط الفقر والفقر المدقع من 49 و29 بالمئة على التوالي في العام 2014، إلى 71 و53 في المئة على التوالي حالياً. ولفت قطيش إلى أن شخصاً واحداً فقط من كل أسرة قادر على العمل، وأن 45 بالمئة منهم يعملون لعشرة أيام أو ما دون في الشهر، فيما معدل الأجور للاجئين السوريين تراوح بين 115 دولاراً للإناث، و215 للذكور شهرياً. وأشار قطيش إلى وجود فارق كبير بين الاستهلاك والدخل يتراوح بين 60 دولاراً للذكور و104 دولارات للإناث، ما يجعل كل أسرة مدينة بـ842 دولاراً شهرياً. وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، لفت قطيش إلى أن 85 بالمئة من الأسر السورية النازحة خفضت إنفاقها على الغذاء، وأن 76 بالمئة من غذائها يشترى بالدين. وفيما يتعلق بالمأوى، لفت قطيش إلى أن 55 بالمئة من اللاجئين السوريين يعيشون في أماكن خطيرة وغير لائقة، فيما المساحة المخصصة للفرد هي أقل من 4.5 أمتار مربعة، في حين يبلغ معدل الإيجارات 189 دولاراً شهرياً.
مشاركة :