أوضح علماء ومثقفون أن جائزة الملك فيصل العالمية التي يرعاها غدا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ــ حفظه الله ــ في الحفل السنوي لتتويج الفائزين في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية تسعى إلى تحقيق النفع والفائدة للإنسانية بإبرازها للأعمال الجيدة، دون أن تهدف إلى أمور سياسية أو غيره، قائلين: بنيت الجائزة لنصرة الإسلام والمسلمين ودفع الثقافة الإسلامية إلى العالمية والحرص على حياديتها من خلال تتويج من يستحق من مختلف الجنسيات والديانات. وأضافوا: إن جائزة الملك فيصل العالمية للعام الحالي في دورتها الـ 36 بفروعها الخمسة (خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب والعلوم) والتي تتيح الفرصة لكل عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن عنه تذكي روح التنافس بين العلماء لبلوغ الأعمال الراقية، مشيرين إلى أن نيل الجائزة شرف كونها تكرم أهل الجهود والإنجازات نظير ما قدموه لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء، إذ حصل على جوائز العام الحالي في مجال خدمة الإسلام الشيخ أحمد أبو بكر ليمو (نيجيري الجنسية)، فيما ذهبت جائزة الدراسات الإسلامية للدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان (سعودي الجنسية)، بينما حاز على جائزة اللغة العربية والأدب الدكتور عبدالله إبراهيم علاوي البوصباح (عراقي الجنسية)، أما جائزة العلوم فقد حصل عليها البروفيسور يوك دنس لو (الصيني الأصل البريطاني الجنسية)، وفي مجال الطب كانت من نصيب البروفيسور جيرد فولتينجر (ألماني الجنسية)، ليبلغ إجمالي عدد الفائزين بالجائزة بفروعها كافة منذ تأسيسها حتى الآن 234 فائزا، من 41 دولة. إبـراز التميز وأوضح المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية لدول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان أن الجائزة بفروعها الخمسة تعين على إبراز الدراسات المميزة، ومن أسهموا في المجالات التي حددتها الجائزة. ونوه بأن مثل هذه الجائزة السنوية التي طرحت فكرتها عام 1397هـ، وابتدئ منحها عام 1399هـ، عبر ثلاثة فروع آنذاك وهي: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، والأدب العربي، تذكي بصورة أو بأخرى روح التنافس بين العلماء لتجويد منتوجاتهم، مبينا أن اختلاف جنسيات المشاركين يعطي دقة في اختيار الجائزة، فتمنح لمن يستحق من مختلف دول العالم. دقـة وحيادية إلى ذلك أوضح رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله عويقل السلمي أن الجائزة تبين مقدار التميز بين مختلف دول العالم، إذ تكشف لنا مقدار تميز الدول والمجالات التي برعت بها، أو التي تتطلب منا تكثيف الجهود لمنافسة الدول المختلفة، إذ الولايات المتحدة الأمريكية حتى الوقت الراهن لها النصيب الأكبر بعد أن حصد 44 أمريكيا الجائزة، أحدهم في مجال اللغة العربية وآدابها، بينما توج اثنان وعشرون أمريكيا بالجائزة في فرع الطب، وواحد وعشرون في فرع العلوم، يتبعها جمهورية مصر، إذ حصد 33 مصريا الجائزة، خمسة منهم في فرع خدمة الإسلام، وسبعة في فرع الدراسات الإسلامية، و21 في فرع اللغة العربية وآدابها. وذكر أن بلوغ الجائزة إلى الدورة الـ 36 يكشف عن مقدار تطور ودقة استخراج اللجنة المعدة للفائزين الذين بلغ إجمالي عددهم منذ تأسيس الجائزة حتى الآن 234، من 41 دولة إسلامية وعالمية، مشيرا إلى أن رعاية ولي العهد للجائزة واهتمامه بها يبين مدى أهميتها، كما أن حصول بعض الحائزين عليها على جائزة نوبل العالمية يوضح دقة العناية في اختيار الفائزين. هدف نبيل من جانبها أوضحت الروائية مها باعشن أن جائزة الملك فيصل العالمية تسعى إلى تحقيق النفع والفائدة كونها تتيح الفرصة لكل عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن عنه، وهذا يسهم في إبراز الأعمال المتميزة. ونوهت بأن تنوع جنسيات الفائزين وأديانهم دلالة هدفها النبيل، كما بينت أن جائزة الملك فيصل العالمية منارة لتكريم العلماء من مختلف أرجاء العالم ممن كرسوا حياتهم لخدمة العلم وإبراز قضايا الإسلام، حتى أثرت بحوثهم تحولات فريدة على مختلف القضايا الإنسانية. بعـد حضاري من جهته بين الملحق الثقافي السعودي في أسبانيا الدكتور سعيد المالكي أن الجائزة تعد بعدا حضاريا يفخر به كل عربي ومسلم، خاصة أنها حققت الحيادية. وأضاف: «ينال الجائزة من أوقف حياته للعلم، فحقق إنجازات فريدة، وتحولا إيجابيا في مجاله، مبينا أن الجائزة تجسيد واضح للقيم والمبادئ الإسلامية إذ تهتم بإبراز التميز، ولعل تنوع الجنسيات وكذلك الأديان يوضح مقدار حياديتها. وذكر أن الجائزة تختار العمل الريادي، وهي ذات أهداف رفيعة تصب في خدمة الإنسانية بمختلف المجالات الفكرية والعلمية والعملية، كما تحقق النفع العام لمستقبل الأمة نحو ميادين الحضارة، وتأصل القيم المثلى وتبرزها للعالم بما يسهم في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني. وزاد: إن عناية اختيار الفائزين تظهر واضحة من خلال جائزة نوبل العالمية التي حققها بعضهم تقديرا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية.. يذكر أن فكرة الجائزة طرحت في اجتماع الجمعية العمومية لمؤسسة الملك فيصل الخيرية المعقود في جمادى الأولى عام 1397هـ، فأعلن آنذاك الأمير خالد الفيصل أن مجلس أمناء المؤسسة قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل يرحمه الله، ومنحت أولى تلك الجوائز عام 1399هـ (1979م)، وقد بدأت الجائزة المكونة حاليا من خمسة فروع، بثلاثة فروع هي: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، والأدب العربي، وأضيف إليها تباعا الفرعان الآخران وهما: الطب والعلوم، فمنحت جائزة الملك فيصل العالمية للطب عام 1402هـ للبريطاني الدكتور ديفيد مورلي، وللعلوم عام 1403هـ والتي حجبت آنذاك، كما تتميز جائزة الملك فيصل العالمية بتحقيق النفع والفائدة من العلوم الإسلامية المتنوعة، بإتاحتها الفرصة لكل عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن عنه، الأمر الذي أكده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إذ لا تهدف إلى أمور سياسية أو خلاف ذلك، بل بنيت لنصرة الإسلام والمسلمين، ولدفع الثقافة الإسلامية إلى العالمية.
مشاركة :