لا تتوقف أصابعها أبداً عن معانقة الخيوط الملونة كي تنسج أجمل اللوحات الفنية لتشكل للآخرين لوحة فنية جميلة، تأخذنا بأسلوبها الممتع في رحلة بصرية لا تنتهي.. إلا بابتعاد عين المتلقي عن اللوحة، إنها الفنانة التشكيلية السعودية «خديجة الربعي»، التي التقتها مجلة اليمامة، وكان لنا هذا الحوار: ،، كيف ومتى بدأت (خديجة الربعي) رحلتها في دروب الفن التشكيلي؟ - بداياتي كانت موهبة منذ الطفولة، اتضحت بالمرحلة المتوسطة، وتأكدت بعد ذلك بالدراسة الأكاديمية بمرتبة الشرف الثانية ثم تشكلت بالممارسة الفعلية وكثرة التجارب. ،، كيف تبحثين عن موضوعات رسوماتك، أم إنها تلقائية وتأتي وحدها؟ - أساس الإبداع التخطيط السليم، وللفكرة عوامل نجاح ينبغي الاهتمام بها حتى لو كانت الفكرة وليدة اللحظة أو تلقائية، فالفن أحاسيس ومشاعر وحوادث حياة يومية تعصف بفكر الفنان فيترجمها على هيئة صور تنتقل للمتلقي بحيث تعكس انطباعاته. ،، ألا ترين أن فنون الرسم يستحوذ عليها غالبا الرسامين الذكور أكثر، خاصة في وطننا العربي؟ - لا..أبداً، فنحن في زمن بلغ العالم أوجه من التطور، والفن بات ثقافة مجتمعية، فكيف نفصل الفن إلى فن ذكوري وآخر أنثوي!، والفنون بمجملها هي نتاج فكري لا يقتصر على فئة دون الأخرى. ،، الفن التشكيلي بالنسبة لكِ هو...؟! - هو عالم برزخي أسقفه ثريّا زاهية الألوان، وأرضيته ديباج هو صومعتي العالية في الفضاء الكبير والتي أطل منها للعالم الصغير، ومن خلالها أسمو بروحي وأهذب أفكاري ومنه أبدع كل جميل ومنه أتواصل بكل جميل. ،، تسكن «المرآة» معظم لوحاتك، فما السر؟! - في لوحاتي محاكاة للمرأة بشكل كبير، فهي في منظوري كل هذا المجتمع منها ولها تشكلت الحضارات، فهي الأم والأخت والزوجة، وهي الجمال والعشق والحنان، وهي العنفوان والكبرياء، وهي العروبة والأصالة فنجد العربي القديم تغنى بفرسة وشبهها بأنثى جامحة في عينيها جمال كل النساء وفي شعرها المتطاير عنفوان العروبة وفي صهيل قدميها غنج رقصات تحفزه على الشموخ والفخر. ،، شاركتِ في معارض كثيرة، سواء داخل المملكة أو خارجها، فماذا جنيت من هذه المعارض؟ - الفن تجارب وممارسات، ولا شك أن مثل هذه اللقاءات كان لها دور إيجابي في تبادل الخبرات والتغذية البصرية والفكرية؛ فالفن كما سبق وأسلفت هو نتاج فكري لثقافة أمة، وجميل أن تمتزج تلك الثقافات في فضاء واحد شعاره رقي وتطلع لرؤية مستقبلية لا حدود لها، فالفن يجمعنا وبالفن نرتقي والفن تبادل لتجارب وخبرات، ولن يتطور الفنان إن كان حبيس مرسمه. باختصار، ما إجابتك: ،، رحلتك مع الفن التشكيلي، متعبة أم ممتعة؟ - هي مزيج بين هذه وتلك لكنها في النهاية، أعتبرها: ممتعة! ،، مهما تعددت الألوان، ما اللون الأقرب إلى قلبك؟ - الأصفر. ،، اللوحة السعودية وصلت للعالمية، نعم أم لا؟ - نعم. ،، لو لم أكن فنانة تشكيلية، لكنت...؟ - مصممة ديكور. ،، هل حقا ما زالت المعارض بالمملكة تنادي الجمهور، وتشتكي وحدتها؟! - نعم، ولكن يرجع ذلك لأسباب عدة يطول الحديث عنها. ،، إلى أي مدرسة فنية تتجه أعمالك؟ - الفنان يمر بجميع المدارس وينهل من جمالها ومن كل زهرة تجده يقطف بتلة ومن ثم يشكلها بأسلوبه، فينتج خطاً فنياً خاصاً به، وبالنسبة لي.. فأنا ما زلت في طور التجارب وكل يوم يمثل مرحلة وتجربة جديدة لي. ،، قبل الختام، ماذا يعني ل «خديجة الربعي» أن تنجز لوحة؟ - شعور جميل يحقق إنجازات بداخلي ومن ثم أرى انعكاساتها في عيون المتلقي. ،، ما مشاريعك المستقبلية؟ - طموحي كبير، ولا حدود للإبداع..لأنني أؤمن بأن الله كريم العطايا وأنه سيعطيني أكثر مما أطمح وأريد.
مشاركة :