يتسابق العديد من زوار مهرجان الظفرة المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويستمر حتى 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على زيارة السوق الشعبي المقام على هامش المهرجان واقتناء المشغولات اليدوية، والمصنوعات التراثية التي تشتهر بها مبدعات من المنطقة الغربية كتذكار لهم عند زيارتهم للمهرجان، وتشكل الأفواج السياحية والوفود الأجنبية الشريحة الكبرى من المشترين لتلك المشغولات. وتؤكد ليليان فوكسي من كندا انها المرة الثانية التي تحضر فيها لزيارة المهرجان حيث سبق لها العام قبل الماضي زيارته بصحبة أصدقاء لها ولم تسنح لها الفرصة العام الماضي للزيارة ولكنها أصرت على زيارة المهرجان في العام الحالي للاستمتاع بما يقدمه من برامج وأنشطة. من جهتها، توضح حمدة سالم المنصوري، التي تعرض منتجاتها في أحد محال السوق الشعبي، أنها تشارك في المهرجان من بداية انطلاقته، مؤكدة أن المهرجان تطور بشكل كبير عن الأعوام السابقة، بل كان يشهد تطوراً كل عام عما قبله. وتشارك في محل مجاور مريم سالم خلفان الرميثي، التي تحرص على المشاركة في المهرجان منذ انطلاقته، والتي أكدت بدورها أن لدورة العام الحالي ما يميزها على كافة الأصعدة، بداية من محال السوق الشعبي الجديدة الواسعة، مروراً بالفعاليات والمسابقات المستحدثة التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال الجديدة، وانتهاءً بنوعية الزوار متعددي الفئات والجنسيات الذين يأتون للمهرجان من كافة إمارات الدولة والدول المجاورة، وكذلك السياح الذين يقفون كثيراً أمام ما تعرضه السيدات في السوق الشعبي للتعرف الى عراقة وتراث شعب الإمارات. وتتعدد المفارقات والمظاهر المميزة في المهرجان، حيث ان مسيرات الفرح بفوز الإبل في أشواط مهرجان الظفرة مشاهد ستتكرر يومياً حتى 29 ديسمبر/كانون الأول الحالي، تاريخ اعلان الفائز ببيرق الظفرة وهو اللقب الذي يطمح إليه ويتمناه جميع ملاك الإبل في جميع دول الخليج العربي. فمع إعلان نتائج الفائزين في كل شوط تخرج مسيرات من الفرح تضم كوكبة من سيارات مالك الإبل وأصدقائه ومعارفه، ومن يرغب أن يشاركه فرحة الفوز وتكون الفرحة في قمتها لصاحبة الناموس في كل شوط. وتنطلق أبواق السيارات لتعلن للجميع عن فرحتهم بالناموس الذي سعى إليه مالك الإبل وتوج أخيراً به ومسيرات الفرح تبدأ مع اعلان النتائج حيث يسارع مالكها إلى رشها بالزعفران قبل أن تخرج الناقة الفائزة أو النوق الفائزة في أشواط الجمل في طريق عودتها لعزبة مالكها لتلتف حولها المسيرات الحاشدة لتزف الإبل الفائزة، ويحيط بها مالكها وربعه (الأهل والأصدقاء) ليسيروا معها من المنصة الرئيسية للمهرجان إلى مخيم أو عزبة مالك الإبل، وهي تردد على طول الطريق الأهازيج والقصائد النبطية المعبرة عن الفرحة بهذا الفوز العظيم، وتعبر كذلك عن السعادة والفخر بالقيادة الرشيدة لما لها من دور عظيم في إحياء التراث والعادات وصونها من الاندثار. ولا تتوقف الاحتفالات عند هذا الحد بل تنتقل إلى موقع المالك حيث ترتفع الأعلام على بوابة صحراء الربع الخالي في مدينة زايد بالمنطقة الغربية وتعلو الأصوات التي يتردد صداها على امتداد واسع في مهرجان الظفرة، ويحتفل الجميع بروح رياضية، حيث يعانق ملاك الإبل بعضهم بهذا الفوز، ويتسابقون لمصافحة الفائز في عزبته وتقديم المباركة له، ومشاركته فرحة الفوز ليأخذوا الفال الطيب أو بحسب تعبيرهم الفائز يجلب الحظ للآخرين وفرحة الفوز تعم الحاضرين. وأشاد عدد كبير من المشاركين في مزاينة الإبل بجهود اللجنة المنظمة لتوفير كافة إمكانيات النجاح والمنافسة الشريفة بين الملاك وتقديم كافة أنواع الدعم اللوجستي للمشاركين، وكذلك للزوار والجمهور الكبير من عشاق تلك الفعاليات التراثية. وقد أشاد عبيد ميرمان العامري، أحد المشاركين في المسابقة والفائز بالمركز الثاني في أحد أشواط الدورة العاشرة، بجهود اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، مؤكداً أن المنافسة هذا العام كانت قوية حيث استعد أغلب ملاك الإبل للمسابقة جيداً بجلب أفضل الإبل المتميزة لتزويد قطعانهم بها وضمان حصد المراكز الأولى في المنافسة التي اشتدت بشكل كبير بين الملاك، وهو ما انعكس خلال المسابقة وأثناء قيام لجان التحكيم بفرز الإبل المشاركة. واعتبر عبدالله سالم من قطر أن المنافسات هذا العام قوية بالفعل بين ملاك الإبل ورغبة كل مالك في اعتلاء منصة التتويج حلم يراود جميع الملاك وحق مشروع للجميع، موضحاً أن المنافسة تزداد من عام إلى آخر. ورأى سالم العامري أن المهرجان نجح بشكل كبير ليكون أكبر ملتقى لمزاينة الإبل في الشرق الأوسط إن لم يكن على مستوى العالم، بفضل التنظيم الجيد والتطوير المستمر الذي يتوافق مع أفضل المعايير العالمية في المسابقات التراثية. تخضيب رأس الناقة بالزعفران يعني الفوز والفرح يبقى تخضيب رأس الناقة بالزعفران عند الفوز أحد القواسم المشتركة العديدة التي تجمع ملاك الإبل وعشاق التراث، والتي أتاح مهرجان الظفرة الفرصة ليطلع عليها الزوار والجمهور الكبير الذي يحرص على متابعة فعالياته، حيث يتم تخضيب رأس الناقة الفائزة بمسحوق الزعفران كتعبير عن الفرح والسعادة وإعلان الفوز، وهي عادة قديمة، حيث يرمز نثر الطيب الأصلي إلى شيوع الفرح، كما يرمز إلى التمييز بين المطية العادية والمطية الفائزة ويبقى على الناقة لأكثر من أسبوع، وتعرف به دون غيرها. دعم تدوير أكد عيسى سيف القبيسي، مدير عام تدوير (مركز إدارة النفايات أبوظبي)، إن مهرجان الظفرة المتميز يشكل وجهة تراثية إماراتية بامتياز، وإنتدوير تعبر من خلال مشاركتها كراعٍ رئيسي وشريك استراتيجي عن دعمها للمهرجان وفعالياته لإنجاحه وإبراز الصورة الراقية المتميزة التي وصلت إليها أبوظبي . وتوزعت المهام التي تضطلع بها تدوير على مراحل مهمة قبل وأثناء وبعد انتهاء الدورة الحالية من المهرجان. وقال خالد البلوشي رئيس قسم التوعية العامة المسؤول: إن تدوير تحرص على أن تكون شريكاً رئيسياً واستراتيجياً للمهرجان ، إذ تعمل على توفير بيئة صحية آمنة تضفي على المهرجان لمسة جمالية لتزيد من عناصر جذبه وتسهم بشكل رئيسي في تسهيل مهامه لإيصال رسالته إلى الزوار. وأكد رئيس قسم التوعية العامة أن تدوير خصصت الكثير من الأفراد والآليات والمعدات كي تؤدي مهامها، حيث يضم فريق العمل أكثر من 130 فرداً من مديرين ومشرفين ومراقبين وسائقين وعمال. دور مهم لأدنوك تعد شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) راعياً رسمياً لمهرجان الظفرة التراثي، كما تشارك في المهرجان كعارض لجزء مهم من تاريخ الإمارات. وقد عملت أدكو، إحدى شركات مجموعة أدنوك، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية الجهة المنظمة للمهرجان، على بناء محال السوق الشعبي بشكله الجديد في الدورة الحالية من المهرجان، والذي أعطى المهرجان شكلاً مميزاً أرضى جميع الأسر الإماراتية المنتجة المشاركة في المهرجان. ويعمل جناح شركة أدكو المشارك في مهرجان الظفرة التراثي على تعريف الزوار بمجموعة شركات أدنوك والشركات التابعة لها ومهام كل منها، كما يوجد بالجناح معرض يضم عدداً كبيراً من الصور القديمة التي توضح طبيعة الحياة في أبوظبي والمنطقة الغربية. رسامون إماراتيون يشاركون بلوحاتهم يشارك الزوار برسم 8 لوحات فنية، لتشكيل جدارية وطنية، تجمع إحداها صوراً لأصحاب السمو حكام الإمارات، فيما تمثل كل لوحة من اللوحات ال7 الأخرى إمارة من إمارات الدولة السبع. وقالت ليلى القبيسي، مسؤولة القرية، إنّ هذا العمل يهدف إلى التعريف بإمارات الدولة، حيث يتم استعراض عدد من معالم كل إمارة ضمن لوحة خاصة بها، مشيرةً إلى أن الفنانة الموهوبة نهى أنور تقوم برسم ملامح اللوحة، ويتم تلوينها من قبل جمهور المهرجان. واستعرض الفنان التشكيلي عبدالقادر السعدي مجموعة نادرة من الصور القديمة النادرة للشيخ زايد الأول، وأخرى تجسد الحياة قديماً في أبوظبي من خلال إعادة ترجمة الصور القديمة إلى لوحات حية . وفي أحد أجنحة سوق الظفرة التراثي، تشارك الفنانة التشكيلية مريم الأشرفي بعدد من اللوحات المائية والأكريليك المميزة . وتعمل الشابة الإماراتية سلامة المنصوري في جناحها بالسوق الشعبي على رسم بعض عناصر التراث مثل الخيول والإبل بالخط العربي، بينما تعرض أختها عوشة المنصوري مواد التجميل والإكسسوارات التي تصنعها بنفسها. مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية تدعم الأسر المنتجة تعمل مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على دعم الأسر المنتجة المشاركة في مهرجان الظفرة التراثي بشكل مستمر، تشجيعاً للسيدات الإماراتيات من هذه الأسر على الترويج لمنتجاتهن اليدوية التقليدية، والاستفادة المثلى من المشاركة في المهرجان، وإحياء للمهن التقليدية القديمة، التي كانت تمتهنها المرأة الإماراتية، وتشكل مصدر دخل مهم لها ولأسرتها. وقال علي الحمادي، المشرف على المحال التابعة للمؤسسة في مهرجان الظفرة التراثي، إن المؤسسة تأخذ على عاتقها دعم الأسر المنتجة في كافة المهرجانات التراثية، بينها مهرجان الظفرة. وأضاف أن المؤسسة تقوم في الدورة الحالية من مهرجان الظفرة على دعم 20 سيدة يعرضن منتجاتهن في 10 محال ضمن السوق الشعبي بالمهرجان، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على تأمين المحال من اللجنة المنظمة، وتمنحها بالمجان لهذه السيدات، دعماً للأسر المنتجة في مواصلة مشاريعها المنزلية وتطويرها.
مشاركة :