تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى الأوضاع في شمال سوريا؛ مشيرة إلى تورط تركيا في المواجهة مع "داعش". جاء في مقال الصحيفة: تكبدت القوات التركية خسائر جسيمة لأول مرة منذ تدخلها في النزاع شمال سوريا قبل أربعة أشهر. فوفق معطيات القيادة، خسرت القوات التركية في معركة مع مسلحي "داعش" في ضواحي مدينة الباب 16 قتيلا و33 جريحا خلال يوم واحد. والحملة العسكرية الصغيرة في سوريا التي نجحت في بدايتها في تحقيق أهدافها بدأت تشكل صداعا جديا للقيادة التركية. إذ إن عملية "درع الفرات"، التي بدأتها القوات المسلحة التركية في 24 اغسطس/آب الماضي، لم تشهد معارك شديدة كالتي وقعت خلال الأيام الماضية في محيط مدينة الباب، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". فقد اصطدمت القوات التركية وفصائل المعارضة السورية التي تهاجم المدينة بمواجهة مستميتة من جانب المسلحين، الذين يستخدمون الانتحاريين في مقاومتهم للمهاجمين، وألحقوا بهم خسائر جسيمة هي الأكبر منذ بداية "درع الفرات". فخلال يوم واحد قتل 16 عسكريا تركيا، في حين كانت مجمل خسائر تركيا منذ انطلاق العملية 35 عسكريا. كما تعرضت فصائل المعارضة المدعومة من جانب تركيا هي الأخرى لخسائر كبيرة في نفس اليوم. وقدم وزير الدفاع التركي فكري عشق يوم أمس 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري تقريرا عن سير عملية "درع الفرات" إلى البرلمان التركي، ذكر فيه أنه منذ نهاية شهر أغسطس/آب تم تطهير أراضٍ مساحتها ألفا كيلومتر مربع من "داعش"، وقتل أكثر من ألف مسلح. وأكد الوزير أن "عملية مدينة الباب وصلت إلى مرحلة تطهير المدينة من "داعش". Reuters Tumay Berkin وزير الدفاع التركي فكري إيشيق وقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الكلام خلال مؤتمره الصحافي في أنقرة، حيث أكد أن "تنظيم "داعش" في مدينة الباب يعيش أيامه الأخيرة". بيد أن الأنباء الواردة من ساحة المعركة تشير إلى عكس ذلك. فقد تمكن مسلحو التنظيم من شن هجوم معاكس واستولوا على دبابتين تركيتين من نوع "ليوبارد" ألمانيتي الصنع، وناقلة جنود مدرعة. لقد تعثر هجوم القوات التركية على مشارف المدينة، وليس هناك ما يشير إلى أنها ستحقق نصرا حاسما في المستقبل. قال محرر كتاب "الماكينة العسكرية التركية: القوة والضعف" من مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، ألكسندر فاسيلييف في حديث إلى "كوميرسانت": "بالنسبة إلى الأتراك نجحت عملية "درع الفرات" في بدايتها، حيث تمكنوا من دون جهود تذكر من حصر المسلحين في عمق الأراضي السورية. وأصبحت معارك الباب اختبارا حقيقيا للقوات التركية. فمثل هذه القوة الكبيرة من المشاة والدبابات التي تشترك في العملية لم تستخدم سابقا". وبحسب فاسيلييف، كانت القيادة التركية تدرك مدى صعوبة اقتحام مدينة الباب المحصنة جيدا، لذلك "تم قبل بداية عملية الهجوم في هذه المنطقة تعزيز القوات التركية بقوات خاصة إضافية. كما أن الأتراك اتخذوا الاحتياطات اللازمة من استخدام الانتحاريين وحرب الألغام والهجمات على خطوط اتصالاتها". ويضيف فاسيلييف "على الرغم من الخسائر التي تكبدتها القوات التركية، فإنها لا تزال تحافظ على قدراتها القتالية، وأكثر من هذا سوف تعمل بمثابرة أكبر. لأنها تتميز عن نظيراتها بكونها أقل تأثرا بخسائرها. وأنها جاهزة للقتال في ظروف غير مريحة".
مشاركة :