أمَّ أحد أقطاب الفكر الجهادي التكفيري "سابقا" بالمغرب محمد الفيزازي ، الملك محمد السادس، في صلاة الجمعة بمسجد طارق بن زياد في مدينة طنجة شمال المغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها، والتي لاقت ترحيبا من مئات المتابعين بالمغرب. من جانبه أوضح الصحفي المغربي عبد الرحيم أريري، أن هذا الحدث يبعث برسائل مهمة؛ لأن الشيخ الفيزازي من أبرز "أقطاب الفكر الجهادي والتكفيري سابقا" في المغرب، كما ربط بين "خطبة الفيزازي" و"استيعابه للحقائق القومية المغربية" ومن أبرزها "لا يمكن أن تنبت في بيئة المغرب، طرق تَعبُّد أخرى"، إلى أن "حدث اليوم التاريخي" يبرز "قدرة السلطات المغربية على التجاوز ، بما يعني أن العقوبة ليست أبدية". بدوره قال إدريس الكنبوري، الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، إن "القراءة الأولية تشير إلى أن الحدث هو انفتاح للدولة على التيار السلفي من الذين قاموا بالمراجعات"، مضيفًا أن الأمر فيه "رسالة إلى من لم يقم بالمراجعات من السلفيين"، وفقا للعربية نت. ويذهب الكنبوري إلى أن "المغرب رسميًا يتعامل بنظام الحالات الفردية في ملف السلفيين، وليس باعتباره ملفًا واحدًا"، مشددًا على أن "الرباط لم تقرر بعد الاعتراف بالسلفيين كوحدة في المجتمع؛ لأن من بينهم من لا يزالون يثيرون قلاقل أمنية، ومُدانين في ملفات الإرهاب". وكان قد دعا الشيخ الفيزازي ــ الذي تعرض للسجن 9 سنوات بسبب أفكاره ــ في خطبته إلى "التنور بالعلم مع التحصن من الفقر" لأنهما من "الضمانات التي تعين على التدين وإخلاص العبادة لله"، مشيرا إلى أن "ما من نعمة أعظم من نعمة أمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله ووطنه". وشدد على أنه في "ظل الأمن تستقيم العبادة والمعاملة، فلا إيمان بلا أمن ولا أمن بلا إيمان". وربط الشيخ الفيزازي بين "شكر الله" و"شكر من أجرى الله هذه النعم على يديه وجعله سببًا في وصولها إلى خلقه". وينتمي الشيخ محمد الفيزازي إلى السلفيين المغاربة الذين قضوا سنوات من السجن، بلغت بالنسبة إلى الفيزازي 9 سنوات، قبل أن يستفيد في عام 2011 من عفو من العاهل المغربي "ليعود للحرية من جديد"، ويبدأ "صفحة حياة أخرى" غيّر فيها "مواقفه من قضايا الدين والدولة"، وانتقل من "متشدد ومتعصب إلى معتدل يقبل بالرأي الآخر". وأدان القضاء المغربي في عام 2003 الشيخ محمد الفيزازي بثلاثين سنة سجنًا في قضايا الإرهاب، قبل أن "يدخل في مسلسل المراجعات الفكرية" ليغيّر "نظرته إلى المغرب" ويتنازل عن "مواقفه المتطرفة"، وحظي الحدث "باهتمام من الصحافة المغربية" التي وصفته "بالمصالحة الجديدة".
مشاركة :