صحيفة وصف : تعددت أنواع الأطعمة والمأكولات بالمملكة خاصة الشعبية منها، وارتبط بعضها بفصول العام شتاء كان أم صيفاً؛ لذلك تحرص الكثير من الأسر، على توريث تلك الوجبات جيلاً بعد جيل، وتقوم ربات البيوت بتعليمها لبناتهن، ومن هذه الوجبات وجبة ‘‘العريكة‘‘ الوجبة الأكثر تناولاً في الشتاء. وعلى نحو خاص، تمثل ‘‘العريكة‘‘ بالنسبة للأسر في وادي الدواسر، أهمية كبيرة، قيمة عالية، وهي دلالة على إكرام الضيف وتقديره، فضلاً عما فيها من فائدة غذائية تمد الجسم بالطاقة من خلال السعرات المتوفرة فيها. يتم إعداد ‘‘العريكة‘‘ من: العجين، والبر، مع البزار، ويكون في هذه الحالة “رخواً” ويترك فترة حتى يصل لمرحلة تسمى “راسي”، ويكون في ذلك الوقت قد أشعل التنور، وبعد أن يرسى العجين تقوم المرأة بعمل ما يسمى “التناثيل” وهي تجزئة العجين، إلى ما هو أشبه بالكرات، ثم تبدأ في خبزه على شكل أرغفة متينة. ثم تقوم بعد ذلك، بلصق تلك الأرغفة في جوانب التنور الساخن الذي يشبه الجمر، وبعده يجمع في آنية من الخشب تسمى ‘‘الميقعة‘‘ وتقوم بفرمها بواسطة قطعة من الخشب تسمى ‘‘المعراك‘‘ ويسقى بمرق اللحم والسمن، أثناء العرك، حتى يصبح كومة من العجين المستوي، ثم يتم عمل فجوة بوسطه يوضع فيها المرق والسمن، ويفضل عدم تقديم العريكة في ‘‘الميقعة‘‘ بل يرون تقديمها في بوادي، على شكل برج طيني، واللحم والمرق من حولها. وتتزايد أعداد الأسر في المقبلة على تناول تلك الوجبة بشكل كبير، إلا أن العريكة في وادي الدواسر، تتميز عن غيرها في بعض المناطق؛ وذلك لأسباب استخدام الميقعة والمعراك، وكذلك نوع الطحين يختلف، والجنوب يقدمونها بالعسل والسمن وأحياناً التمر. وتحتوي ‘‘العريكة‘‘ على المنجنيز، والفوسفور، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، وتعد مصدراً جيداً للزنك، والنحاس، والحديد، والبوتاسيوم، وغني بفيتامين B6، النياسين، والثيامين، وحمض الفوليك، وفيتامين بي وحمض البانتوثنيك، كما تحتوي على سعرات حرارية من 339.0 لكل 100 جرام بحسب خبراء تغذية متخصصين. (0)
مشاركة :