كل الوطن- الخليج اون لاين :ضمن خطوات باتت أكثر نضجاً، شرعت دول الخليج في تنفيذ برامج التحول الاقتصادي؛ من خلال عمليات الاندماج بين العديد من المؤسسات المالية أو شركات الطاقة، لتشكل بذلك كتلة اقتصادية إقليمية قادرة على فرض نفسها أكثر للتأثير في الساحة الإقليمية والدولية. وخلال السنوات الأخيرة، زادت الظروف والمتغيرات في الاقتصاد العالمي؛ منها العولمة، والحرية الاقتصادية، والمشكلات المالية، من حدة المنافسة والتحديات بين الشركات المساهمة والخاصة، ودفعتها نحو توسيع أنشطتها، وزيادة حجم أعمالها داخلياً وخارجياً، بحسب دراسة نشرتها صحيفة الشرق القطرية في 20 ديسمبر/كانون الأول. الإمارات وسبق الاندماج ويبدو أن إعلان بنك أبوظبي الوطني، وبنك الخليج، الاندماج، في صفقة من المتوقع إتمامها في الربع الأول من العام 2017، فتحت شهية المؤسسات المالية والنفطية الخليجية على المسارعة نحو عمليات الاندماج، منها المؤسسات القطرية. وبحسب صحيفة البيان الإماراتية، فقد اعتبر الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة بنك الخليج الأول، أن الموافقة على الاندماج التاريخي دليل واضح على أهمية هذه الخطوة التي من المقرر أن تُشكل كياناً مصرفياً كبيراً من حيث القوة المالية والحجم والخبرات، لينعكس إيجاباً على العملاء والمساهمين، بالإضافة إلى الاقتصاد الإماراتي. ويُشكل الكيان المصرفي الجديد إنجازاً متميزاً وعلامة فارقة، وسيحظى بمكانة تتيح له الاستثمار في التكنولوجيا والمنتجات والخدمات، فضلاً عن فريق عمله؛ لتلبية احتياجات العملاء، والاستفادة من فرص النمو في الإمارات وخارجها، بحسب رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، ناصر أحمد خليفة السويدي. وحفّزت عمليات الاندماج بين البنوك الإماراتية البنوك القطرية للتباحث حول اندماجات مرتقبة تهدف إلى تجميع الخبرات المتراكمة، خدمة للأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية وإدارة الثروات، والعمليات الاستشارية حول إصدار الصكوك، والعمليات البنكية الخاصة. قطر والتكتل الاقتصادي الإقليمي وفي خطوة تهدف إلى إنشاء واحد من أكبر المصارف الإسلامية في المنطقة، أعلنت بورصة قطر، في بيان لها الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول، احتمالية دمج أعمال مصارف: الريان، وبروة، وقطر الدولي، حيث أشار البيان إلى أن عملية الاندماج ستكوّن ثالث أكبر مصرف إسلامي في الشرق الأوسط، بأصول تزيد عن 160 مليار ريال قطري (44 مليار دولار)، ورأسمال يزيد عن 22 مليار ريال قطري (6 مليارات دولار). ونقلت الحياة عن الرئيس التنفيذي السابق لأحد البنوك، قاسم محمد قاسم، تأكيده أهيمة الاندماجات في ظل التشجيع من قبل مصرف قطر المركزي منذ سنوات لخلق وحدات مصرفية كبيرة قادرة على المساهمة في التنمية الكبيرة التي تشهدها دولة قطر. وأكد قاسم أن اندماج بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج في الإمارات سيدفع نحو هذا التوجه، بالإضافة إلى الإعلان مؤخراً عن دمج قطر غاز ورأس غاز لتكوين مؤسسات ضخمة قادرة على المنافسة، مشيراً إلى أن اندماج المؤسسات المالية سيحدث كيانات مالية ضخمة تستطيع أن تسهم بشكل كبير في خدمة الاقتصاد القطري، والتطور الذي يعيشه. ومن المقرر أن تخضع هذه المبادرة لموافقة مصرف قطر المركزي، وهيئة قطر للأسواق المالية، ووزارة الاقتصاد والتجارة، والجهات الرسمية الأخرى ذات العلاقة، وموافقة المساهمين في كل من مصرف الريان، وبنك بروة، وبنك قطر الدولي، بعد الانتهاء من عمليات التدقيق التفصيلية المالية والقانونية (Due Diligence)، التي ستشمل البنوك الثلاثة. قطر وامبراطورية الغاز وفي ظل سعي قطر للبترول لتحقيق رؤيتها لتصبح واحدة من أفضل شركات النفط بالعالم، عبّرت شركة قطر للبترول (حكومية)، عن عزمها ضمّ أنشطة شركتي قطر غاز ورأس غاز تحت كيان واحد، لتشكّل الشركتان أكبر منتج للغاز المسال في العالم. وأكد سعد شريدة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ قطر للبترول، خلال مؤتمر صحفي، الأحد 11 ديسمبر/كانون الثاني، للإعلان عن الدمج، أن عملية توحيد إدارتهما في شركة واحدة ستكتمل بغضون عام، وذلك بهدف توفير النفقات. وتعد قطر، التي تبلغ مساحتها 11.600 كيلومتر مربع، المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال، وقد أسهمت الأرباح التي حصّلتها البلاد من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم. وتملك قطر، العضو بمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، ثالث أكبر احتياطات للغاز الطبيعي في العالم، بعد روسيا، وإيران المجاورة، وتنتج بين 700 ألف و800 ألف برميل من النفط يومياً، كما تحتضن الدوحة مقر منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي يضم 12 دولة، بحسب الإحصائيات الرسمية. اندماج إسلامي مع تقليدي وأعلن خلال العام الجاري عن مباحثات حول اندماج البنك العربي الإسلامي الدولي والخليجي والأهلي في قطر، في حين نفى مصرفا الخليجي والأهلي عملية الاندماج، إلا أنها قد تكون خطوة مرجحة لاحقاً، رغم صعوبة إمكانية اندماج بنك إسلامي مع آخر تقليدي على غرار الحالة الجديدة المتمثلة في نية اندماج الريان وبروة وقطر الدولي، بحسب مراقبين. وحول عمليات الاندماج الأخيرة، يشير بعض الخبراء والمصرفيين إلى أن الاندماج يتطلب قرارات شجاعة من مجالس الإدارات، مع ضرورة انتشار الوعي بالقيمة المضافة للجهاز المصرفي في حال اندماج بنكين أو أكثر، مؤكدين انتشار الوعي بأهمية الاندماجات بين البنوك والمصارف الخليجية في ظل المتغيرات الاقتصادية؛ بسبب عدم قدرة المؤسسات المالية الصغيرة على مواجهة التحديات منفردة مع ارتفاع تكاليف التشغيل.
مشاركة :