قبل بلوغ سن الثلاثين - ثقافة

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تبلع الثلاثين ستفكر حتماً: ماذا فعلت في السنوات العشرة الأخيرة؟، سنوات العشرين المليئة بالثقة في النفس والرغبة في الحياة والانطلاق، والتي تحدد إذا كنت ستعيش حياة مختلفة جيدة مليئة بالفرص والتحدي، أو حياة تقليدية مملة تنتظر موتها! وأنت في العشرينيات من عمرك ستمر عليك السنوات سريعة، وتكتشف أن ملامحك أصبحت أكثر نضجاً، وحياتك تفتقر إلى الحرية والفرص، والكثير من التعقل والحذر قبل اتخاذ القرارات. إذا كنت شاباً في العشرينيات أوصيك عبر هذا المقال بأربعة وصايا من المهم أن تأخذها بجدية قبل أن يصبح عمر الثلاثين قريباً منك. في عمر العشرينيات يكون في داخلك طاقة هائلة فإما أن تسلك طريقاً تقليدياً فتسير مع الآخرين وتنجح أو طريقاً مختلفاً فتبدع، يقول عصام حجي العالم الفلكي المصري الذي يشغل منصباً كبيراً في وكالة ناسا الفضائية وهو في الثلاثينيات من عمره: « لأنني عملت على تطوير نفسي بشكل مكثف في فترة العشرينيات في الوقت الذي كان فيه أقراني وأصدقائي منغمسون في تجهيزات الزواج، والبحث عن عروس مناسبة وتجهيز شقة مناسبة وتأثيث المنزل وتوفير ثمن متطلبات الزواج، وحجز قاعات الأفراح، كنت أنا أنهي دراستي لدرجة الدكتوراه، وأسافـر لتحقيق حلمي بالعمل في وكالة ناسا الفضائية وأنا في هذا السن الصغير»، الزواج مطلب مهم جداً لتوفير الاستقرار الجسدي والنفسي في حياتك وتكوين أســرة مناسبة والاستقلال بذاتك، ولكن نصيحتي ألا تجعل الزواج عثرة في طريقك للنجاح في حياتك، وألا تتخلى عن أحلامك وطموحاتك وتتفرع لشراء ملابس الأطفال. تحول إلى مدمن قراءة هذه النصيحة الأبدية التي لا يخلو أي موضوع عنها، في العشرينيات من عمرك لا تترك كتاباً إلا وقرأته، ولا مقالاً جدياً إلا وقد حفظت منه جملة واحدة على الأقل، ولا تترك قصة أو رواية مليئة بالأفكار إلا واستفدت من هدفه، إن القراءة هي أساس تفتح مداركك، والتي ستجعلك إنساناً راقياً وناجحاً عندما تصل إلى سن الثلاثين، والأهم من كل ذلك ألا تحصر قراءاتك في مجال واحد، بل نوع في قراءاتك، اقرأ في التاريخ، الأدب، الفيزياء وعلم النفس. في وصيتي الثالثة وقبل أن تشرع في تحقيق هدفك اسأل نفسك لماذا تفعل كل ذلك؟ وإلى ماذا تريد أن تصل؟، على الأغلب لن تشعر أن هذه الوصية بالأهمية التي تفكر بها وأنت في مقتبل عمرك، ولكنك حتماً ستشعر بأهميتها عندما تجد نفسك على مشارف الثلاثين ومازلت لا تعرف السبب وراء كل ما قمت به في حياتك. أكبر خطأ ممكن أن تقع به في حياتك، أن تسلك مسيرا على نفس خطى أقرانك، أن تتخرج من جامعتك فتلتحق بالوظيفة إلى اللانهاية، فإذا فعلت ذلك فإنك وصلت إلى الضياع، طريق تقليدي يسلكه الجميع: شهادة، وظيفة، راتب، زوجة، أطفال، ومن ثم تترك كل ذلك وتموت، بل عليك أن تسلك طريقاً مختلفاً كتأسيس شركة، استغلال موهبة، فكرة جديدة، شهادة أكاديمية مرموقة، أو مقهى لبيع القهوة التركية! في النهاية لا يوجد أحد سعيد سعادة مطلقة، حتى الناجحين يمرون بصعوبات وتحديات وأحياناً فشل، فلا تعتقد أن الحياة ضدك أنت وحدك، الحياة لا يوجد فيها خط مستوي، فهي إما صعود إلى الأعلى أو النزول إلى الأسفل، كل يوم يمر عليك هو سلم بنائي أنت تبنيه بنفسك إما الصعود إلى الأعلى أو النزول إلى الأسفل. sahar.gh.b.a@hotmail.com Instagram: @saharbnali

مشاركة :