كان افتتاح شركة الظاهرة المصنع الأول للأرز في الخليج العربي خبراً جميلاً سرني، وأشعرني بالأمان الغذائي والاستقرار التجاري. هذا الخبر يحمل في داخله صمام أمان لغذائنا وغذاء أجيالنا القادمة. وبحكم خبرتي في مجال الأرز، الذي عملت فيه لسنوات، وصممنا حينها حملة إعلانية لاختراق أسواق الأرز وكسر الحصار والاحتكار الذي تسيطر عليه «مافيات» تجارية من جنسيات غير عربية، ونجحنا، سنبحر قليلا في عالم الأرز، وهو بحر من العلوم والعمليات والتقنيات والتشريعات، تقوم عليه اقتصاديات دول، وحياة مجتمعات. الصين أكبر الدول إنتاجا للأرز، إلا أنها لا تصدره، وهي الأكبر عالمياً استيرادا له. وبعض الإحصائيات المهمة من غرفة دبي، نوفمبر 2016، تؤكد أن الإمارات أكبر دولة في إعادة صادرات الأرز، حيث مثلت 79% من إعادة صادرات الأرز عالمياً، خلال الفترة من 2004 إلى 2015، على مدى 11 عاماً، مشيراً إلى أن دبي تعيد تصدير نحو 33% من وارداتها من الأرز إلى العالم. وأكد التقرير أن 92% من واردات الإمارات من الأرز مصدرها الهند وباكستان، كما يمكن للسوق الإماراتي تنويع مصادر استيراد الأرز، لتشمل دولاً مثل تايلاند وفيتنام، التي يتوقع مستقبلا أن تصبح من أكبر الموردين عالمياوالقمم العالمية دائما ما تناقش التغيرات المناخية المستقبلية وظاهرة «النينو» المتسببة للجفاف والتصحر، إذا فإنشاء مصنع للأرز في أبوظبي قرار صائب ومشروع ناجح بكل المقاييس وقيمة اقتصادية مضافة للدولة، كما أنه سيسهم في تحقيق تطلعات الحكومة بتحقيق منظومة الأمن الغذائي والاستدامة. وأتمنى أن يحتوي المصنع مختبراً متخصصاً، فهو صمام الأمان وأساس الربح والخسارة لكل تجار الأرز، فوسائل الغش التجاري في عالم الأرز كثيرة ومعقدة. وأهمية المختبر أنه يحمي من الخسارة بسبب الغش، لأنه يكشف نسبة الرطوبة، ونسبة طول الحبة ونوعها، فهناك فرق بين الحبة الطويلة بسمتي UP كرنل، وحبة طويلة «سوقندا»، ولا يكتشف ذلك إلا المختبر، وهذا الفرق يحدث اختلافا في سعر الطن من 300 إلى 400 دولار أقل في السوقندا. ... المزيد
مشاركة :