يعتبر العلاج الكيماوي من الطرق التي تستخدم في المساعدة على الشفاء من أنواع السرطانات المختلفة والقضاء على الأورام الخبيثة، وقتل الخلايا التي حدث بها خلل وأصبحت تتكاثر بكميات كبيرة ومن دون سيطرة فعلية من الجسم، والعلاج الكيماوي من الطرق الحديثة التي تم ابتكارها واكتشفها العلم المتقدم في هذا الشأن للخلاص من كابوس السرطان. رغم ما سبق، فإن هذا النوع من العلاج له الكثير من الآثار الجانبية على المرضى، ويسبب الكثير من المضاعفات والأوجاع، وتصف بعض الحالات التي تعالج بالكيماوي هذا العلاج بأنه متعب للغاية ويسبب حالة من الضعف العام للجسم، ويصيب بحالة من عدم الاستقرار والوجع، ويصبح أشبه بتجرع العلقم للعلاج من مرض خطر وكابوس صعب على الشخص المصاب، وأثناء العلاج بجرعات الكيماوي يفقد الشخص الشهية، وتلتهب المعدة وترفض الكثير من الوجبات، ما يؤدي إلى فقدان الجسم لبعض العناصر الغذائية الضرورية له، فيضطر الطبيب المعالج إلى تركيب محاليل للمريض لتغذية الجسم ببعض الأملاح والمعادن والعناصر الغذائية، في محاولة لتقويته واستعادة جزء من الصحة، لكي يكون قادراً على استكمال برنامج العلاج المحدد، فالعلاج الكيماوي رغم فائدته الكبيرة في الحصول على نسب عالية للغاية من درجات الشفاء في بعض أنواع السرطان، إلا أنه يمثل فترة عصيبة على المريض، وإحساس بالإجهاد والإرهاق والانزعاج والاكتئاب من تأثير هذا العلاج، وتختلف درجات التأثير والضعف تبعاً للصحة العامة للمريض وقوة التحمل، كما تؤثر أيضاً درجة توغل المرض في الجسم وتفاقمه على حالة المريض وشدة الأعراض التي يشعر بها. الانقسام الخلوي تشير بعض الدراسات إلى أن العلاج الكيماوي أو العقاقير المضادة للسرطان تعتبر أدوية تحتوي على مركبات كيميائية، وهذه المركبات تعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها والتخلص منها، فهي تقضي على الخلايا الخبيثة التي تنمو بمعدلات سريعة، وأيضاً تعمل على وقف تكاثر هذه الخلايا وإيقاف نموها، ومنع انتشارها وانقسامها، فمن مهام الجرعات الكيماوية الوقوف أمام نشاط الانقسام في الخلايا السرطانية، ويستخدم العلاج الكيماوي من عشرات السنين، ويتطور بسرعة وأصبحت تأثيراته أقوى، وتم إنتاج وابتكار أنواع كثيرة الآن، يتم استعمالها في العديد من الأورام السرطانية، وتأتي بنتيجة جيدة، والفرق بين العلاج الإشعاعي والعلاج بالجرعات الكيماوية، أن العلاج الكيماوي له القدرة الكبيرة في القضاء على الخلايا المصابة بالسرطان في كل أنحاء الجسم، فهو ينتشر ويتوغل في جميع أنسجة الجسم ليدمر الخلايا السرطانية ويقضي عليها، ولذلك الإحساس بالألم والوجع وتأثير الكيماوي أكثر بكثير من تأثير العلاجات الأخرى، أما العلاج الإشعاعي فدوره محدود ويقتصر في القضاء على الخلايا المصابة بالسرطان في مكان معين أو جهاز أو نسيج محدد من الجسم، ولذلك يفضل معظم الأطباء المختصين استخدام العلاج الكيماوي في علاج الحالات المصابة بالسرطان، وذلك لأن نتيجة الشفاء التي تتحقق منه أكبر من أي علاج آخر حيث يدخل إلى كل خلايا الجسم ويبحث عن الخلايا السرطانية لتدميرها، وثبتت فعاليته في كثير من الحالات التي تم علاجها وأصبحت طبيعية واستكملت مسيرة الحياة بصورة جيدة. اعتبارات كثيرة تختلف طريقة العلاج بالكيماوي من شخص إلى آخر، حسب شدة المرض وانتشاره ونوع السرطان وحسب المكان والأنسجة التي أصابها، وأيضاً يؤخذ في الاعتبار عمر المصاب ودرجة تحمل العلاج والحالة الصحية العامة للمريض، وبعض الاعتبارات الأخرى التي يحددها الطبيب المعالج، حيث يضع خطة وبرنامج علاج يتضمن عدد جرعات الكيماوي التي سوف يتناولها المريض وكميات هذه الجرعات ونوع الكيماوي نفسه المستخدم في العلاج، وأيضاً بعض العلاجات المساعدة الأخرى التي يتم استخدامها، كل ذلك يحدده الطبيب المعالج، ويضع خطة بديلة في حالة إصابة المريض ببعض المضاعفات التي تمنع استكمال الجرعات المقررة، وتصبح هناك خطورة حقيقية على حياة المريض في حالة استكمال هذه الجرعات، فيبدأ الطبيب بالدخول في الخطة البديلة لعلاج المصاب بالسرطان، ليصل في النهاية إلى الهدف الأساسي أي تدمير والقضاء على الخلايا السرطانية بشكل كامل، وذلك حتى لا تعود مرة أخرى إلى النشاط والتكاثر والانتشار، ومن الأشياء المهمة أن يكون المريض نفسه مهيأً ومستعداً لتناول العلاج الكيماوي، ولديه علم ببعض التأثيرات التي سوف تحدث له، ويذهب للطبيب ومعه من يساعده بعد تناول الجرعة، وأنه سوف يخلد للراحة فترة عمل الكيماوي في الجسم، ويقل نشاطه اليومي المعتاد بصورة كبيرة، لأن هناك آثاراً جانبية قوية لهذا العلاج تتطلب الراحة. الآثار السلبية توضح بعض الدراسات أن من الآثار السلبية للعلاج الكيماوي أنه لا يفرق ولا يميز بين الخلايا السرطانية الخبيثة المصابة والتي تنمو بمعدل سريع وعشوائي، وخلايا الجسم السليمة التي تنمو بمعدل سريع بشكل طبيعي، مثل خلايا الشعر وخلايا الأمعاء والتي تتجدد وتنمو بمعدل سريع لملاحقة التجديد المستمر فيها، ما يؤدي إلى الإصابة ببعض الآثار الجانبية السلبية، وهناك طرق عديدة لاستخدام العلاج الكيماوي، ومنها أن يتم استخدام العلاج الكيماوي فقط في علاج السرطان، وفي بعض الحالات الأخرى يستخدم العلاج الكيماوي بعد إجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم السرطاني، وفي هذه الحالة يستخدم الكيماوي للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية ومنتشرة في مكان آخر داخل الجسم بعد العملية الجراحية، لضمان التأكد وعدم عودة الورم السرطاني، ويمكن أن يستخدم أيضاً بعد جراحة تصغير الورم السرطاني، في حالة عدم القدرة على إزالة الورم كاملاً، كنوع من العلاج المكمل للقضاء على ما تبقى من هذا الورم السرطاني. خطة شاملة في بعض الحالات يضع الأطباء المختصين خطة شاملة لمحاربة السرطان، ومنها استخدام العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي وهذا النوع من العلاج المتكامل أصبح يفضله الكثير من المتخصصين لأنه يعطي نتيجة كبيرة، وفي بعض الحالات المتفاقمة والتي وصلت لدرجة كبيرة من الخطورة يستخدم الأطباء العلاج الكيماوي والإشعاعي والحيوي، في محاولة من الأطباء لتخفيف الأوجاع والأعراض، لأن هذه الحالة أصبحت درجة شفائها صعبة وهي على مقربة من الموت. أهمية التفاؤل تبين الدراسات أنه بعد الانتهاء من جرعات العلاج الكيماوي يعود الجسم إلى حالته الطبيعية، وينمو الشعر في الرأس والجسم كما كان، وتعود الخلايا السليمة التي تأثرت وتضررت بفعل تأثير الكيماوي إلى طبيعتها، وتتحسن المعدة والأمعاء، وتتجدد الخلايا التي تضررت بشدة، ومن المهم أن يعتني المريض بنفسه في مرحلة العلاج الكيماوي، ويتفاءل ويبتعد عن الأوهام والوساوس والحديث عن قرب النهاية، فكل هذه العوامل لها تأثير كبير في التقليل من حدة الأعراض الجانبية الناتجة عن العلاج الكيماوي، حيث سجلت الأبحاث تحسناً كبيراً في بعض الحالات التي ظهرت بحالة نفسية جيدة ونوع كبير من التفاؤل مع العناية اللازمة، حيث تراجعت لديهم حدة الأعراض بشكل واضح، والطبيب المعالج هو من يحدد نوع العلاج الكيماوي الذي يجب استخدامه مع كل حالة مصابة بالسرطان، وأيضا هل تناول هذا المريض نوع من العلاج الكيماوي قبل ذلك، ونوع الورم السرطاني للمصاب له دخل في نوع الكيماوي المستخدم. الأمراض الأخرى يراعي الطبيب حالة المريض من حيث إصابته ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض السكري أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو الأمراض الأخرى، كما تتفاوت وتختلف المدة الزمنية التي تفصل بين الجرعات الكيماوية، وأيضاً يقرر الطبيب عدد الجرعات حسب الدور المطلوب من العلاج الكيماوي، وحسب نوع الورم السرطاني، وحسب حالة المريض الصحية، والمدة الزمنية الفاصلة بين الجرعات فرصة مهمة للجسم للعمل على تجديد الخلايا واستعادة الطاقة المفقودة واستعادة العافية، وإعطاء فرصة كافية لتفاعل الجسم مع العلاج خلال هذه الدورة العلاجية. أعراض جانبية تكشف الدراسات عن بعض الأعراض الجانبية التي تظهر على المريض بسبب تناول العلاج الكيماوي، ومنها الإصابة بالأنيميا الحادة، وهي نقص ملحوظ في عدد كريات الدم الحمراء، ونقص أيضاً في عدد الصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء، وتساقط لشعر الرأس وجميع خلايا الشعر بالجسم، والإحساس بحالة من التعب المستمر، والإصابة بحالة من التقيؤ والغثيان، ويفقد المريض شهيته وينقص وزنه بصورة سريعة وملحوظة في خلال أيام، وربما يسبب العلاج الكيماوي إصابة المريض بالعقم، ويصاب بحالة من الإمساك والإسهال، ويشعر بحالة من الألم في الجسم كله والتكسير في العظام، ويميل لون الجلد إلى الاصفرار، وتحدث مشاكل في الحلق والفم، ويتأثر الجهاز العصبي، حيث إن العلاج الكيماوي لا يستطيع التفرقة بين الخلايا السرطانية سريعة النمو وبين بعض خلايا الجسم التي لها معدل سريع أيضاً في النمو، مثل خلايا النخاع العظمي، وهذه الخلايا هي المنوطة والمسؤولة عن إنتاج وتصنيع خلايا الدم بأنواعها، ما يفسر لنا تناقص كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وأيضاً يدمر الخلايا التي تبطن الفم والأمعاء وكما ذكرنا يقضي على خلايا الشعر، فيحدث هذه الآثار الجانبية، وتختلف هذه الأعراض حسب نوع العلاج الكيماوي المستخدم، وقوة المريض صحياً وفترة العلاج.
مشاركة :