يقول علماء من كلية الطب بجامعة وارويك بالمملكة المتحدة، إن المرأة التي تعاني نقص فيتامين B12 أثناء الحمل يكون جنينها عرضة للإصابة بداء السكري وبعض الاضطرابات الأيضية الأخرى. فيتامين B12 هو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء ومن الأطعمة الغنية به الحليب، والبيض، والجبن، والدجاج، والأسماك؛ ويتوفر أيضاً في شكل مكملات غذائية وتدعم به بعض الأطعمة كحبوب الإفطار، وهو فيتامين ضروري لكثير من وظائف الجسم مثل تكون خلايا الدم الحمراء وتركيب الحمض النووي والوظائف العصبية، والكمية الموصى بها يومياً هي 2.4 ملجرام لمن هم في عمر 14 عاماً فما فوق تزاد قليلاً لتصل إلى 2.6 ملجرام للنساء الحوامل و2.8 للمرضعات، وتوصلت دراسة سابقة إلى أن المرأة الحامل التي تعاني نقص الفيتامين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديها ويقل وزن الجنين عند الولادة مع الإصابة بارتفاع الكوليسترول، وما توصلت إليه الدراسة الحديثة هو أن الطفل الوليد تكون لديه مقاومة كبيرة للأنسولين ما يجعله عرضة للإصابة بداء السكري النوع الثاني وحاول العلماء معرفة ما إذا كان لهرمون اللبتين المعروف بهرمون الشبع علاقة بالأمر وهو هرمون تنتجه الخلايا الدهنية بالجسم يخبر الجسم بتوقف حاجته للطعام، وقاموا بتحليل 91 عينة دم مأخوذة من أمهات ومن مواليدهن عند الولادة لفحص معدلات الفيتامين كما قاموا بتحليل 42 عينة من الأنسجة الدهنية للأمهات والمواليد و83 عينة من أنسجة المشيمة؛ ووجد الباحثون أن الأطفال المولودين لأمهات لديهن نقص ذلك الفيتامين كانت معدلات هرمون اللبتين لديهم أكثر من المعدل الطبيعي ما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري والاضطرابات الأيضية الأخرى، ويعتقدون بأن نقص الفيتامين أثناء الحمل ربما يؤثر في برمجة الجين المرتبط بهرمون اللبتين ما يغير من عملية إنتاجه أثناء نمو الجنين، ويعلق الباحثون على ذلك قائلين إن غذاء الحامل يؤثر تأثيراً دائماً في صحة الجنين فمن المعلوم أن الطفل الذي يولد لأم تعاني سوء التغذية يكون عرضة لمشاكل صحية كثيرة منها مرض السكري 2، ويؤثر نقص الفيتامين B12 في عملية أيض الدهون لدى الطفل ما يسهم في التعرض لتلك المخاطر وهو ما جعل العلماء يبحثون في علاقة هرمون الخلايا الدهنية (اللبتين).