التكيف والحنين للوطن.. تحديات يواجهها طلبة الثانوية المبتعثين

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:إيمان سرور انتهت في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فترة التسجيل للتقديم للبعثات الدراسية، الذي يشرف عليها مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة للطلبة المواطنين المتميزين علمياً في الصف الثاني عشر بالمدارس الحكومية والخاصة، حيث سيتم الإعلان عن قبول المتقدمين لتلك المنحة في شهر إبريل/ نيسان المقبل، بعد أن تم فتح باب التسجيل أمامهم في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما أعلن المكتب عن فتح باب التسجيل هذا العام مبكراً لالتحاق طلبة هذا الصف، بالجامعات داخل الدولة، وهو ما تم في 15 يناير/ كانون الثاني الجاري، أي عقب انتهاء الفصل الدراسي الأول، على أن يكون الإعلان عن قبولهم في المنحة بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي. تهدف البعثة إلى اختيار نخبة من الطلبة المواطنين المتميزين علمياً، وإيفادهم للدراسة في أرقى الجامعات العالمية المرموقة خارج الدولة، إضافة إلى تأهيل جيل قيادي من أبناء وبنات الإمارات قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ورفد الدولة بكوادر وطنية مؤهلة في مختلف التخصصات العلمية، بهدف تنمية وتطوير العنصر البشري في الدولة، من خلال اكتساب أحدث المعارف والعلوم والخبرات. ويقدم برنامج المنح الدراسية هذا العام 150 منحة دراسية للطلبة المتفوقين من خريجي الثانوية العامة للدراسة في 30 جامعة داخل الدولة، فيما خصص 50 مقعداً للمنح الدراسية الخارجية في أرقى الجامعات العالمية مثل جامعة هارفارد. سيرة وسلوك ويشترط في المتقدمين لبعثة البكالوريوس، أن يكون الطالب مواطناً، وألاّ يكون مضى على تاريخ تخرجه في الثانوية العامة سنتان، وأن يجتاز اختبارات اللغة الإنجليزية أو أي اختبارات أخرى. ويتحمل المكتب كلفة الإيفاد، المتمثلة في راتب شهري مجزٍ قدره 5500 دولار أمريكي لطلبة بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلبة المتميزين علمياً، و4500 دولار لطلبة البعثات الخارجية، إضافة إلى تغطية الرسوم الدراسية ومخصصات مالية للكتب الدراسية، وبدل تذاكر سفر مرتين سنوياً، وتأمين صحي، ومصروفات الاستعداد للسفر للمرة الأولى، مع تقديم مكافآت للطلبة الذين يظهرون تميزاً أكاديمياً، فيما تتضمن مزايا المبتعثين للدراسات العليا تقديم راتب شهري قدره 6500 دولار لطلبة بعثة صاحب السمو رئيس الدولة المتميزين علمياً. تحديات وأكد المرشدون الأكاديميون، أن من أبرز التحديات التي يواجهها الطلبة في الخارج الصدمة الثقافية التي قد يتعرضون لها بسبب غياب الأشياء المألوفة لديهم، والحنين إلى الوطن، وتغيير المناخ والطعام، وتغيير نمط الأشخاص وطرقهم، وضغوطات الحياة الدراسية الجديدة، والنمط السريع للحياة اليومية الغربية، مشيرين إلى أن مظاهر هذه الصعوبات تكوّن الشعور بالعزلة والغربة، والشك في صحة قرار السفر ذاته. وأوضحوا أن الطلبة يمرون بمراحل عدة خلال دراستهم في الخارج: الانبهار، وحدّة الطباع والعداء، والتفهم والتأقلم، والاندماج والقبول، ومدة كل مرحلة وشدّتها تعتمد على تكوين شخصية الطالب نفسه، مشدّدين على ضرورة احتفاظ الطلبة بفكر مفتوح، وتجنب تقييم مفاهيم المجتمع الجديد بناءً على مفاهيم مجتمعهم، والحذر من الانطواء. من جانبهم، أشاد عدد من طلبة المدارس الذين تقدموا للبعثة، بالمزايا التي تُقدّمها بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلبة المواطنين المتميزين علمياً، مشيرين إلى أنها كفيلة بتشجيع الطلبة وتحفيزهم نحو الجد والاجتهاد. وقال الطالب محمد حسن الكعبي مبتعث: إنّ الطالب المبتعث، يصطدم في الوهلة الأولى بالعادات والتقاليد وطريقة المعيشة. فالبعض يُصدم باللغة الجديدة المتداولة حوله، والبعض الآخر بقوانين البلد و الجو واختلاف الطعام، فكل طالب يواجه صدمته الخاصة في الأشهر الأولى حتى يتعوّد عليها وتتحول هذه الصدمات إلى عادات طبيعية في حياته، ولكن مع الأيام يتأقلم مع الحياة الجديدة. وقالت عائشة النقبي خريجة: إنّ الأشهر الأولى، كانت تمر على الطلبة المبتعثين ثقيلة، حيث لم يتعوّدوا على طبيعة الحياة المعيشية في الخارج بعيدين عن الأهل، ولكنهم يعوضون ذلك من خلال تجمعاتهم كطلبة إماراتيين وعرب في المناسبات والأعياد الدينية والوطنية، وهذه كانت من أجمل اللحظات التي تمر عليهم في الخارج. وقال الطالب محمد الكمالي مقدم على منحة: إنّ من أهم الأشياء التي يؤمن بها، هي وجوب الثقة بالنفس لدى كل طالب ينوي السفر للدراسة بالخارج، والإيمان بأنه سيصبح شخصاً آخر بعد الوصول إلى هذه البعثة، كما يجب على كل شخص ينوي الابتعاث، أن يكون مستعداَ لتحمل مسؤولية كل شيء من أبسط الأشياء، كالكيّ أو الغسل، إلى مسؤوليات أكبر مثل المحافظة على ذاته وهويته في بلد يختلف في ديانته وحضارته عن بلده. الدراسة الجامعية والغربة أشار الطالب سعيد بدر المصعبي إلى أنّ الدراسة الجامعية ليست سهلة، فكيف إذا اجتمعت مع الغربة والبعد عن الوطن، لافتاً إلى أنّه سيتغلب على أي صعوبة قد تواجهه أثناء دراسته قدر المستطاع وأنّ ما يثلج صدره، أن هناك مشرفين أكاديميين من أبناء الدولة سيقومون بمساعدتنا وتذليل أية صعوبات تواجهنا. الوالدان والمرشدون قالت الطالبة مهرة سالم محمد في الصف الثاني عشر: إنّها تقدمت للمنحة وهي متخوفة جداً من الخروج إلى البعثة، مشيرة إلى أنّ وجود المرشدين الأكاديميين للطلبة المبتعثين، خلق الاطمئنان في نفس كل طالب مبتعث، لافتة إلى أنّ تجربة الدراسة في الخارج سوف تكسبها خبرة أكثر في الحياة. احترام ثقافة البلد المضيف ينصح محمد الكثيري، كلَّ طالب ينوي الدراسة في الخارج، أن يقرأ عن المنطقة التي سيبتعث إليها ويقرأ عن عاداتها وثقافاتها؛ فاحترام ثقافة وقوانين البلد المراد الدراسة بها، مهمٌّ جداً لتجنب المشاكل المختلفة، ويحبذ أيضاً أن يتعرف على شخص يدرس في تلك المنطقة لكي يجد من يلجأ له في حالة الضرورة. تحقيق الحلم قالت الطالبة اليازية جاسم: إنها ترغب في مواصلة دراستها في إحدى الجامعات العالمية، وأن الدراسة في الخارج كانت أحد الأحلام التي راودتها منذ الطفولة، وسَعَت لتحقيق هذا الحلم بمساندة أهلها، لافتة إلى أنها اجتماعية بطبعها، وتحب التعرف على الثقافات الأخرى.

مشاركة :