اللواء التركي: الأعمال الإرهابية التي نتعرض لها هدفها ربط المملكة بـ«الإرهاب»

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سجلت ندوة ثقافية عن الإرهاب ودور المملكة في مكافحته بمعرض الكتاب الدولي بجدة أول من أمس، حضوراً كبيراً، ومداخلات من قبل مواطنين ومثقفين حملت حساً وطنياً وأمنياً في حضور المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي. وعلى الرغم من محاولة تقليص مدة المحاضرة بسبب ارتباط متحدث وزارة الداخلية بحجوزات الطيران، إلا أن المتحدث رفض ذلك، وقال: الوقت لكم.. ولم أحضر هنا إلا لاستكمال الوقت، الأمر الذي تفاعل معه الحضور بتوجيه الشكر للواء منصور التركي، لاسيما وأن شرائح مختلفة من المجتمع اجتمعت في أروقة مسرح معرض الكتاب من أجل الندوة التي تحدثت عن بطولات رجال الأمن في مكافحة الإرهاب وحماية الوطن والتي استمرت لعدة ساعات. يؤكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أنه وقبل الحديث عن دور المملكة ومكافحة الإرهاب وتمويله لابد من التوقف عند الأسباب التي جعلت للمملكة دور في محاربة الإرهاب ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي. وقال: على الرغم من استهداف الجماعات الإرهابية للمنشآت الحيوية، والمواطنين، والمساجد وتفجيرها، إضافة إلى نشر الفكر الضال، إلا أن المملكة العربية السعودية نجحت في التصدي للإرهاب بكافة تفاصيله، لاسيما وأنها تعرضت لاستهداف غير مسبوق. وأوضح اللواء التركي أنه ومنذ حادثة تفجير المسجد النبوي لم تسجل الجهات المعنية ارتكاب أي مواطن سعودي لجريمة إرهابية لها علاقة بتنظيم داعش، باستثناء ما يحدث في الدمام، والقطيف، أو من مقيمين من جنسيات غير سعودية، مشيراً إلى أن داعش اتجه لتجنيد مقيمين داخل المملكة العربية السعودية لتنفيذ عمليات إرهابية بعد أن فشل في إقناع الشباب السعودي. وكشف أن المملكة حرصت على متابعة كل السعوديين ممن تم استدراجهم إلى خارج البلاد، مشيراً إلى أنه تم استعادة جزء كبير منهم، وتم تأهيليهم في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، إضافة إلى متابعة كل الأشخاص ممن تورطوا في جرائم، وتم القبض عليهم لمواجهة العدالة بالمملكة والحكم عليهم. وكشف عن جهود تبذل لمكافحة التطرف، مشيراً إلى أنهم عملوا على محورين الأول من خلال تطوير استراتيجية لمكافحة التطرف في كافة أنحاء المملكة بالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية. وأكد أن المحور الثاني يتمثل في الجهة الأمنية وهي الحرص على تطوير منظومة متكاملة لإعادة تأهيل من يتم القبص عليه، أو الموقوفين، وتصحيح مفاهيمهم قبل إطلاق سراحهم، مشيراً إلى أنها تبدأ من السجون التي تم تطويرها وفق مواصفات عالمية، إضافة الى تأهيل الموقفين اثناء قضائهم محكوميتهم في السجون قبل نقلهم إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، والذي ساهم في دعم الجهود الأمنية من خلال تصحيح مفاهيم عدد من الأبناء المغرر بهم. ولفت التركي إلى أن الجماعات، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة تستهدف أبناء المملكة، من خلال نشر الفكر الضال، والتغرير بهم لاستخدامهم أدوات لنتفيد جرائم إرهابية في داخل المملكة وخارجها. وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية استغلت حرص المجتمع السعودي على أعمال الخير، حيث استغلت المآسي التي تعرضت لها الشعوب الإسلامية وآخرها سورية، وتم استدراج الشعب السعودي للتبرع، ومن ثم العمل على تهريب تلك الأموال إلى خارج المملكة، واستغلالها في دعم الإرهاب من قبل تلك الجماعات. وأكد أن الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية مرتبطة بعناصر خارج المملكة هدفها الإساءة للشريعة الإسلامية، والربط بين الإرهاب والمملكة، مؤكداً على أن المملكة حرصت على العمل وفق استراتيجية سعت من خلالها المحافظة على الأمن والاستقرار في المملكة. وشدد على أن المملكة حرصت على حماية أبنائها من أن يكونوا هدفا سهلا لهذه الجماعات، ومعالجة من تأثر بها، إضافة إلى حماية العمل الخيري في المملكة من أن يكون متاح لتلك الجمعات التي من الممكن دعم اعمالها الإرهابية. وأضاف اللواء التركي، أن المملكة ساهمت أيضاً في المشاركة بالقضاء على الجمعات الإرهابية وهي خارج المملكة، إضافة إلى عملها على محاربة الفكر لتلك الجماعات في الداخل، مشيراً إلى أن المملكة حققت نتائج كبيرة في ذلك، ولا يمكن التقليل من دور المجتمع وما اظهره من رفض الفكر الضال، مشدداً على أن المجتمع السعودي لن يسمح بأن يكون ملاذ آمن للتنظيمات. ولفت إلى أن المملكة ومنذ بدايات العمليات الإرهابية دعت الى عقد مؤتمرات دولية لمكافحة الإرهاب، وعقد أول مؤتمر في الرياض بمشاركة 50 دولة تم خلال مناقشة ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى أن المملكة دعت إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وساندت قيام المركز الدولي ووفرت ميزانية المركز لعامين متتاليين حتى يكون نواة للعمل الدولي لمكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن المملكة شاركت في العمل الدولي لمحاربة داعش، وشكلت تحالف إسلامي عسكري دولي لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى أنها تترأس مجموعة عمل مكافحة تمويل داعش مع أميركا، وإيطاليا، ورصد كل مصادر تمويل العمل الإرهابي. وأكد أن المملكة شاركت العالم بتصنيف الأشخاص، والكيانات المرتبطة بالجماعات الإرهابية، إضافة إلى العمل على مكافحة الإرهاب في الداخل من خلال جهود رجال الأمن التي أدت إلى هزيمة تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أنهم يعملون على متابعة التهديدات الإرهابية وتعقب العناصر المتورطة، وتفكيك خلاياهم، ومصادرة الأسلحة والمواد المتفجرة، والمواد المستخدمة في الاعمال الإرهابية. ولفت إلى أن المملكة عملت على المستوى الدولي، وقدمت معلومات على لإحباط عمليتين إرهابيتين كانت ممكن تسهم في مقتل الكثير، مشيراً إلى أن هناك تعاون مباشر مع جهات نظيره في الكثير من الدول الصديقة والشقيقة، حيث يتم تبادل المعلومات، وتمرر لهم المعلومات لمكافحة الإرهاب. وقال اللواء منصور التركي: المملكة حرصت على مكافحة تمويل الإرهاب من خلال الكثير من الإجراءات، أبرزها إعادة تنظيم جمع التبرعات والاعمال الخيرية، إضافة إلى إنشاء إدارة التحريات المالية في وزارة الداخلية تتولي التنسيق لمنابعه أي عمليات مشبوهة لجمع التبرعات. وشارك في الندوة الثقافية التي استمرت لعدة ساعات مختصون وكتُاب، بينهم د. سعود المصيبيح، والكاتب محمد الساعد، د.عبدالسلام الوايل، حيث أجمع هؤلاء المشاركون في الندوة على ضرورة إيجاد منهج خاص بفقه الاختلاف يتم العمل فيه في التعليم بالمملكة لتوضيح اختلاف المذاهب، وغيرها من الأمور لتوعية النشء وتعريفه بوجود اختلاف في الكثير من الأمور، وعدم استغلاله من قبل المنظمات الإرهابية.

مشاركة :