مع هطول الامطار تتجد مواسم الفرح حيث تعتدل الأجواء ويحلو التنزه والتخييم، غير أن ثمة مخاطر تعكر صفو المتنزهين تتزامن مع هذا الموسم كحوادث الغرق وجرف المنازل والممتلكات بسبب السيول المنقولة والتي طالما حذر الدفاع المدني من كوارثها، وكذا من المستنقعات والغدران والآبار المكشوفة والتي تجدد أحزان الكثير من الأهالي الذين يفتقدون فيها عزيزًا لديهم .. ففي هذا العام غمرت السيول في الأيام القليلة الماضية أودية المناطق الساحلية وخلفت وراءها العديد من المآسي والأحزان أكثر مما خلفت من الافراح وذلك بسبب المستنقعات والتجمعات المائية التي أصبحت مصايد خطرة للصغار والكبار وحصدت أرواح الكثير. الإحصائيات تشير إلى تزايد أعداد الضحايا، وفي الاسابيع الماضية انضم إلى القائمة عدد من الضحايا الجدد، ففي وادي قنونا بالقنفذة ابتلعت إحدى الحفر المائية عددًا من الأشقاء وفي وادي أحد بني زيد جرفت المياة عشرينيا وفارق الحياة ولم يتم التوصل إليه إلا بطائرة البحث والإنقاذ، وفي وادي دوقة 60 كلم شمال محافظة القنفذة ابتلعت حفرة عمقها يصل إلى مترين طفلتين في عمر الزهوز الأولى 12 عامًا والثانية 7 أعوام. من جهتهم أبدى عدد من المواطنين قلقهم من استمرار مسلسل الغرق في المستنقعات والغدران والسقوط في الآبار المكشوفة وطالبوا في لقاءات لـ «المدينة» الجهات المعنية بوضع حد لمصائد الموت المائية وذلك بردمها ومحاسبة المتسبين فيها وعدم التهاون معهم، واقترحوا مضاعفة الغرامات على أصحاب الآبار المكشوفة. وقال المواطن أحمد العمري إن مواسم هطول الأمطار والسيول تتزامن فيها الأفراح والأتراح، مطالبًا بالابلاغ عن أي مستنقعات أوآبار مكشوفة ليتم التعامل معا بكل جدية. فيما طالب عدد من أولياء الأمور بضرورة سرعة حصر الآبار المكشوفة والتعامل مع ذلك بجدية لحماية الاطفال خاصة انه تم اكتشاف عدد كبير من الآبار المكشوفة والتي تشكل خطرًا كبيرًا على المارة والمتنزهين خصوصًا الأطفال من صغار السن وطالبوا بسرعة التدخل لإغلاق تلك الآبار وردمها والاعلان عنها ليعرفها الجميع حتى يتسنى لهم أخذ الحيطة والحذر. وينصح الدكتور عمر حسن الراشدي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى أولياء الأمور بتفهم حالات ابنائهم النفسية والانفعالية وخاصة عند هطول الأمطار وجريان السيول بالأودية وضرورة العمل على ذلك والنصح والتوعية والتثقيف المستمر والمتابعة المباشرة للأبناء وضرورة ايجاد البدائل والتحفيز والبعد عن مكامن الخطر. إلى ذلك أكد الدكتور عبدالله بانقيب على دور الرعاية الأسرية لحماية الأطفال من مخاطر ومصائد السيول ومخلفاتها من الحفر والمستنقعات وزيادة جرعات التوعية والتثقيف والرقابية. وقال: إن هناك دورًا منوطًا بالجهات المعنية بضرورة ردم المستنقعات والآبار المكشوفة وغيرها مما يشكل خطرًا على الفرد والمجتمع، مع المشاركة المجتمعية لتكتمل الأدوار كل فيما يخصه. ومن جهة أخرى وجه محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي خطابا عاجلا لجميع رؤساء المراكز وادارة الدفاع المدني والبلديات والجهات ذات العلاقة كل فيما يخصه لحصر الآبار الارتوازية والآبار المكشوفة وكذلك المستنقعات المائية التي خلفتها مياه الأمطار والسيول وضرورة التعامل معها وتأمينها أو طمرها لإزالة الخطر وذلك تنفيذا لتوجيهات أمير منطقة مكة المكرمة في هذا الشأن وجاري المتابعة الدائمة لذلك حيث تم عقد اجتماع للجنة أضرار السيول بالمحافظة وتم عمل التوصيات وجارٍ تنفيذها لحماية وسلامة المواطن. المهندس عما بن عيد الصبحي رئيس بلدية المظيلف أكد أن هناك مشروعات خاصة لدرء أخطار السيول عن المناطق والتجمعات السكانية وتم تنفيذ العديد منها وجاري العمل في عدد آخر وسيتم عمل حواجز خرسانية لكل القرى التي تقع على مصبات الأودية لحمايتها من السيول. من جانبه أكد الناطق الاعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة العقيد سعيد سرحان أن الجهات المعنية بالدفاع المدني تقوم بنقل المعلومات الصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الى الفرق الميدانية لتبدأ في تنفيذ خططها المعدة مسبقًا بهذا الخصوص، كما تقوم بالتوعية حيث يتم نقل الظاهرة الجوية المعلن عنها لوسائل الاعلام لتقوم بدورها في اعمال التوعية سواء المرئية او المسموعة او المقروءة منها ويتم تفعيل اللجان المشتركة التي تضم في عضويتها العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة مع المتابعة المستمرة من القيادة والسيطرة للحالة الجوية وتزويد كل الفرق الميدانية بما يستجد وذلك من خلال الدوريات المتواجدة في الميدان حيث تقوم برصد الحالة على الطبيعة ونقلها لغرفة العمليات ومنها للقيادة والسيطرة للتعامل معها. وأشار العقيد سرحان الى أن هناك لجانًا خاصة بأضرار السيول وهي تقوم بأعمال كبيرة جدًا وتتم متابعة المستنقعات المائية والآبار وتم تأمين عدد كبير منها وأهاب بالمواطنين بابلاغ غرفة العمليات عن أي بئر ارتوازية أو عادية مكشوفة وتشكل خطرًا ليتم التعامل معها على وجه السرعة. المزيد من الصور :
مشاركة :