النظام يستعيد بلدتين في القلمون و«الائتلاف» يتهمه باستخدام «الغازات السامة» في حرستا

  • 3/30/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: «الشرق الأوسط» سيطرت القوات النظامية السورية أمس على بلدتي «رأس المعرة» و«فليطة» في منطقة القلمون (شمال العاصمة السورية) المتاخمة للحدود اللبنانية، بعد معارك محدودة ضد مقاتلي المعارضة، تزامنا مع اتهامها من قبل «الائتلاف الوطني المعارض» باستخدام الغازات السامة في منطقة حرستا بريف دمشق. وأفاد الائتلاف في بيان بأن «الأنباء والتقارير القادمة من حرستا تؤكد أن المدينة استهدفت بالغازات السامة والمبيدات عالية التركيز من قبل القوات النظامية فجر يوم الجمعة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من المدنيين وإصابة 25 آخرين»، لافتا إلى أن «هذه الجريمة تقع في الوقت الذي يفترض بالنظام أن يكون في صدد تسليم سلاحه الكيميائي وفقا للاتفاق الأميركي الروسي». وفي حين أدان الائتلاف ما سماه «الهجوم الجبان» على حرستا، ذكر أن هذه «ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها النظام لاستخدام الغازات السامة في الغوطة الشرقية، ونحذر من أن النظام سيعمد بلا شك إلى توسيع استخدامه لهذه الأسلحة المحرمة وغيرها بشكل أكبر وعلى نحو ممنهج ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تضع حدا للسياسات الإجرامية التي يعتمدها نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري». ميدانيا، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري نظامي قوله إن «الجيش السوري قام صباح أمس بالسيطرة على بلدتي رأس المعرة وفليطة بعد أن قضت على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة فيها»، مشيرا إلى أن «ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الإرهابيين وتدفق السلاح إليهم»، مؤكدا أن «أي إنجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضييق الحدود بنسبة أعلى وأقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات». بدوره، أشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إلى «تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة من دون أن يكون هناك سيطرة كاملة عليها». وتعد رأس المعرة وفليطة إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد أن تمكنت القوات النظامية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود. وشهدت بلدة فليطة الخميس الماضي قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر، أحمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط من جبال القلمون، جواد السيد، تأكيده «أن توازن القوى غير متكافئ بين الطرفين في هذه المنطقة»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية تملك الطيران الحربي والدبابات»، وأوضح السيد أنه «يمكن رؤية المقاتلين من الجو، ويجري استهدافهم من الطائرات أو الدبابات». وفي السياق ذاته، أكد الناشط عامر القلموني أن «40 مقاتلا فقط هم من كانوا يدافعون عن بلدة رأس المعرة»، مجددا عبر صفحته على موقع «فيسبوك» اتهام من سماهم «بياعين الأوطان» بـ«الخيانة»، في إشارة إلى بعض المقاتلين المنسحبين من القلمون. وأضاف القلموني: «استطاع الجيش النظامي ومقاتلو حزب الله أن يسيطروا على بلدات رأس المعرة وفليطة بعد اشتباكات عنيفة تبعت سقوط مدينة يبرود»، موضحا أن «القوات النظامية استخدمت سلاح الطيران الحربي والبراميل المتفجرة وصواريخ الكورنيت الحرارية بشكل مكثف للسيطرة على تلك البلدات مما أدى لسقوط تلال استراتيجية في بلدة رأس المعرة تبعها سقوط فليطة بشكل تلقائي بسبب محاصرتها بشكل كامل بعد سقوط بلدة رأس المعرة». ويسعى النظام السوري إلى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلو المعارضة باستخدامها كطرق إمداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. كما يقول حزب الله اللبناني إن السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الأشهر الماضية، جرى إعدادها في يبرود وأدخلت إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية. وبحسب مدير «المرصد السوري» فإن «الحدود في منطقة القلمون تمتد لعشرات الكيلومترات»، ما يجعل «من الصعب على القوات النظامية السيطرة على الحدود بأكملها وإن سيطرت على فليطة ورأس المعرة، وعلى الجيش وحزب الله نشر مقاتليهم على طول الحدود، وهو أمر مستحيل». في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط مدينة داريا ومنطقة مقام السيدة سكينة، ترافقت مع قصف نظامي حول مناطق الاشتباك، بحسب ما أفاد المرصد السوري، موضحا أن «الكتائب الإسلامية استهدفت تمركزات القوات النظامية على أطراف مدينة داريا». كما أشار ناشطون إلى «قصف نظامي استهدف مدينة الزبداني ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاث نساء». أما في ريف اللاذقية، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني و(المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون) من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة كسب وقرية النبعين اللتين تسيطر عليهما جبهة النصرة والكتائب الإسلامية الأخرى، وفق المرصد السوري الذي أشار إلى «قصف نظامي على محيط كسب».

مشاركة :