الحرف الإماراتية.. كنوز الأجـــــــــــداد في «زايد التراثي»

  • 12/26/2016
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

أشرف جمعة (أبوظبي) الحرف الإماراتية هدية التاريخ العريق لأبناء الدولة، فهي علامة على اكتناز عوالم الموروث الشعبي الأصيل في الذاكرة الحضارية، تعبر بدقة عن مهارة الحرفيين الإماراتيين الذين شكلوا وجه الحياة في أطوار حياتهم المختلفة حتى أضحت هذه الحرف سجلاً زاخراً بالإنجازات وواحة تطل على الماضي من شرفة الحاضر، تبرز من خلالها البيئة البحرية بكل تفاصيلها العامرة بشباك الصيد والمراكب التراثية، وأسرار الغوص عن اللؤلؤ، وقصص النوخذة، والحياة المفعمة بالجهد والعمل، وكذلك البيئة البرية الصامدة عبر الزمان، والبيئة الزراعية التقليدية التي شجرت الصحراء، وكذلك الجبلية بما تحتويه من حياة نابضة. وفي مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة في أبوظبي، كانت تطل البيئات والحرف الإماراتية على صفحة الوجود بحركية الحرفيين الذين شكلوا لوحات غاية في الثراء. تمتلك الإمارات شريطاً ساحلياً بطول 540 كيلومتراً، وبناءً عليه شكّل صيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ والتجارة البحرية في الماضي جزءاً مهماً من الاقتصاد، فكانت مئات السفن تبحر عبر الخليج العربي وخليج عُمان في رحلات طويلة للتجارة مع الهند وأفريقيا، وكانت آلاف اللآلئ تجمع بوساطة الغواصين. وقد ضم مهرجان الشيخ زايد التراثي مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية والمهارات المرتبطة بالحياة البحرية والبيئة الزراعية والجبلية، وفي أحد أركان منطقة البيئات والحرف الإماراتية كان يجلس يوسف محمد آل بشر (75 عاماً)، الذي تفنن في صناعة شباك الصيد «الليخ»، ويبين أن «الليخ» كانت تصنع في الماضي من خيوط الغزل، وتتم حياكتها من قبل مجموعة من الرجال المهرة، وكي يتم استعمالها والصيد بها في البحر يتم وضع عدد من «الكرب» كي تطفو فوق السطح، وهي عبارة عن قطع صغيرة من عصي النخيل بحجم اليد تربط في الشباك وتكون المسافة بين الكربة الأولى والثانية متراً ونصف المتر. ويشير إلى أنه لكي يكون الليخ مستقيماً تحت قاع البحر توضع مجموعة من الصخور وتسمى «بالمسو» وتشبك الليخ بالحبال، وتكون المسافة بين الصخرتين الأولى والثانية ثلاثة أمتار، وطول الليخ كاملاً يصل إلى مائتي متر، ويبن آل بشر أنه كان يعمل في البحر، وهو عمره 7 سنوات، وأنه اكتسب معرفة كبيرة، إذ إنه يعرف جميع أنواع الأسماك، وكل تفاصيل البيئة البحرية في الإمارات بوجه عام. القراقير على منصة عالية نسبياً، كان يعمل سالم محمد الفلاسي على مهنته القديمة التي تفنن فيها منذ صغره، وهي صناعة القراقير، ويلفت إلى أنه تعلمها من العائلة التي تنقلها للأبناء بشكل متصل، ويذكر أن القرقور وسيلة قديمة في الإمارات ودول الخليج العربي، وهي عبارة عن أقفاص حديدية تصنع يدوياً، ولها مدخل رفيع جداً بغرض منع السمك من الهروب وتتنوع «القراقير» في الحجم بين كبير ومتوسط وصغير، ويستغرق العمل في صناعة «القرقور» في المتوسط من يوم إلى يومين، ويصل طول القرقور الواحد إلى نحو ربع المتر وعند إنزال القرقور إلى قاع لبحر يربط بحبل قوي؛ ليمكن الصياد من جذبه ورفعه من الماء. ... المزيد

مشاركة :