صدر عن دار تشكيل هذا العام 2016 كتاب (سنين عجاف) للكاتبة: بدور المالكي، وهو كتاب يقع في 68 صفحة. ويلفت الانتباه في هذا الكتاب مؤلفته التي مازالت تتأبجد حروف الحق وتعدل ميزانه في قسم القانون، وكانت قبل ذلك قد لونت بياض الرداء الأبيض في الكلية الصحية التي نالت دبلومها الصحي منها، فهي بين رداء البياض والسواد تبحث عن لون للفرح بين طيات هذا الكتاب. والكتاب الذي أهدته الكاتبة إلى أمها (تاج كل نساء الأرض)، هو مجموعة من النصوص الأدبية القصيرة، غير المعنونة، تدور في غالبها حول شخصية فتاة بسيطة تبحث عن مكان يحتويها، يخالها القارئ مرة سندريلا، وأخرى أميرة فاصوليا، أو حورية فاتنة قادمة من البحر. وتبدو عتبة الإهداء (الأم) متجسدة داخل متن النص من خلال غياب الأم كما في أسطورة سندريلا، أو حضورها المكلل بالوحل كما في أسطورة الأمير الوسيم وحبيبته التي يغادرها بعد أن رآها متوحلة كأمها، كما أن نصوصا أخرى يحويها الكتاب توجه في خطاب متوجدا مباشرا إلى الأم. وتظهر الجماليات التناصية التي احتواها الكتاب بدءا من عتبة العنوان الذي يشف عن تماس مع قصة يوسف عليه السلام، إضافة إلى أن القراءة المتأملة تشف عن شذرات من هذه القصة القرآنية داخل المتن منها: (القميص، العمى، فرعون، الذئب). وتتجلى الأنثى بلغتها الفصيحة وبأساطيرها المتنوعة والمتشعبة مع ثقافات شتى داخل هذه النصوص فمن أسطورة سندريلا وأميرة الفاصوليا إلى الطين وأصل الخلق إلى أبعد من ذلك الضلع الرامز للأنثى في ضعفه واعوجاجه. الغريب أن تكتب فتاة في العشرين بألم أنثى تقاسي الآلام جدة كانت أو أما، وهي بذلك تجسد النضج الواعي في التجربة كما جسدتها من خلال اللغة الرصينة المليئة بالاقتباسات القرآنية التي زادتها جمالا وإشراقًا،،
مشاركة :