2016 ترحل مع آخر مَن تبقى مِن نجوم الثمانينيات

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

ربما لم يسجل أحد الأعوام السابقة من وفيات الفنانين، مثلما فعلت سنة 2016، وتضمّن سجل الراحلين نجوماً من الصف الأول وممثلين من الصف الثاني. كذلك غيّب الموت عدداً من المخرجين والمؤلفين، وبدا لافتاً أن معظم الراحلين تألقوا وعاشوا فترة ذهبية في الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ممدوح عبد العليم مبكراً جداً، وفي يناير 2016، فجع الوسط الفني وجمهور الدراما عربياً، برحيل الفنان ممدوح عبد العليم في إثر أزمة قلبية مفاجئة أنهت حياته في دقائق، علماً بأن الراحل لم يكن يعاني أزمات صحية، بل إن المفارقة تمثلت في وفاته أثناء ممارسته الرياضة. عبد العليم الذي ولد عام 1958، بدأ حياته الفنية مبكراً في عام 1969، إذ شارك طفلاً في برامج تلفزيونية مخصصة للأطفال تشمل رقصاً وغناء وتمثيلاً، ولفتت موهبته نظر المخرجين الكبيرين إنعام محمد علي ونور الدمرداش، فطلب منه الأخير مشاركة الفنانة كريمة مختار مسلسل «الجنة والعذراء» عام 1970. ومحلقاً بعيداً عن المجال الفني تخرج عبد العليم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة عام 1980. منذ مطلع الثمانينيات شارك في مسلسلي «أصابع الزمن» 1982 و«ليلة القبض على فاطمة»، وفي عام 1983 ظهر في «الحب في الخريف»، وعام 1988 في أجزاء السلسلة التلفزيونية الشهيرة «ليالي الحلمية» كافة. وشهدت أبرز أدواره الدرامية في التسعينيات مسلسلات «خالتي صفية والدير»، و«جمهورية زفتى» و«الضوء الشارد»، فيما قدّم قبيل رحيله بنحو 10 سنوات «أبيض في أبيض»، و«الطارق»، و «المصراوية» الجزء الثاني. سينمائياً، أدى عبد العليم أدواراً في «حقد امرأة»، و«الملائكة لا تسكن الأرض»، و«بطل من ورق»، و«كتيبة الإعدام» وغيرها. حمدي أحمد مع بداية عام 2016، فقد الوسط الفني ممثلاً بارزاً هو حمدي أحمد، وأحزن غيابه زملاءه ومحبيه من الجمهور. بدأت مسيرته الفنية منذ التحاقه بفرقه تمثيل التلفزيون عام 1961، وقام ببطولة ما يزيد على 35 مسرحية و25 فيلماً سينمائياً و30 فيلماً تلفزيونياً و89 مسلسلاً، فضلاً عن 3000 ساعة إذاعية. من بين أشهر أعماله السينمائية «القاهرة 30» و«أبناء الصمت»، وأبرز مسلسلاته «جمهورية زفتى»، و«كلام رجالة». وكان آخر أعماله فيلم «صرخة نملة» مع عمرو عبدالجليل، ومسلسل «في غمضة عين». محمود عبدالعزيز نجم آخر من نجوم مصر هو الساحر محمود عبد العزيز، رحل عن الحياة في نوفمبر 2016، وكان هذا الخبر صادماً للجميع، إذ لم تنتشر الأنباء عن تدهور حالته الصحية سوى لمدة أسبوعين، وبعدها جاء نبأ الوفاة قبيل أيام من انطلاق «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، الذي اكتسى نجومه بالسواد حزناً على رحيل عبدالعزيز. وطوال مسيرته، وهو من مواليد 1946، قدّم سلسلة كبيرة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، واستطاع أن يضع بصمته الخاصة على الساحة الفنية، وهو يعتبر الأبرز من بين أبناء جيله الذين لم يتورطوا بما عرف بموجة «أفلام المقاولات» في السبعينيات والثمانينيات التي دخلها نجوم الصف الأول، وصوروها داخل مصر وخارجها. آنذاك، قدّم النجم نحو 25 عملاً من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، أبرزها «الحفيد وطائر الليل الحزين»، و«حتى آخر العمر»، و«لايزال التحقيق مستمرا». وواصل عبد العزيز بخطى ثابتة تقديم علامات في تاريخ السينما في الثمانينيات، من بينها «العار»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«العذراء والشعر الأبيض»، و«إعدام ميت»، و»الشقة من حق الزوجة»، و«الصعاليك». تمثّل الملحمة الدرامية «رأفت الهجان» التي بدأ عرض أول جزء منها عام 1986 علامة فارقة في تاريخ محمود عبد العزيز، خصوصاً أن شهرتها ذاعت داخل مصر وخارجها، وبدا حجم الجهد المبذول فيها في النعي الذي نشره جهاز المخابرات المصرية لعبدالعزيز في واقعة هي الأولى من نوعها في الوسط الفني. محمد خان مثّل رحيل المخرج محمد خان في يوليو 2016 خسارة فادحة للوسط الفني عموماً، ولسينما الواقعية خصوصاً التي كان أحد أهم مؤسسيها مع زميله الراحل عاطف الطيب. وجاء غياب خان مفاجئاً أيضاً، إذ كان الفنان الذي ولد عام 1942 يحضّر لأعمال فنية جديدة، بعد انتهائه من فيلم «قبل زحمة الصيف» في 2015. واستطاع خان طوال رحلته الفنية أن يصنع علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، حتى أن أعماله كلها حصدت جوائزة مهمة، ومن أبرزها، أفلام «طائر على الطريق» 1981، و«موعد على العشاء» 1982، و«الحريف» 1983، و«خرج ولم يعد» 1984، و«أحلام هند وكاميليا» 1988، و«زوجة رجل مهم» 1988 ، و«عودة مواطن» 1986 ، و«في شقة مصر الجديدة» 2001 ، و«أيام السادات» 2007. محمود أبوزيد في ديسمبر وقبيل انتهاء آخر أيام 2016، دخل ضمن قائمة من ودعوا الدنيا السيناريست البارز محمود أبوزيد، ذلك بعد أقل من شهر على رحيل صديقه محمود عبد العزيز. أبو زيد الذي بدا متأثراً للغاية برحيل عبد العزيز أثناء عزاء الأخير، أحد أشهر المؤلفين السينمائيين في السينما المصرية، خصوصاً أنه قدّم شخصيات واقعية بمعالجة خاصة توقف أمامها النقاد طويلاً بالتحليل والإشادة، تحديداً أفلام «الكيف» 1985، و«العار» 1982، و«الذل» 1990، و«البيضة والحجر» 1990، و«جري الوحوش» 1987. زبيدة ثروت لم تقتصر قائمة الراحلين على نجوم جيل الثمانينيات، بل امتدت لتطاول نجمة الستينيات صاحبة أجمل عينين في السينما المصرية زبيدة ثروت التي غادرت الدنيا في ديسمبر 2016 بعد فترة طويلة من اعتزال الحياة العامة وتجنب الظهور، وقال مقربون منها إنها أرادت أن تحافظ على صورتها في عيون جمهورها، من دون أن تكشف ما فعله بها التقدم في العمر من تغيّرات. كانت بالنسبة إلى الجمهور «قطة السينما المصرية» و«صاحبة أجمل عينين»، كذلك أطلق عليها النقاد لقب «ملكة الرومانسية» بعد نجاحها في فيلم «يوم من عمري» مع عبد الحليم حافظ. قدمت أفلاماً سينمائية عدة أولها «دليلة» وأشهرها «يوم من عمري» و«في بيتنا رجل»، فيما شاركت في مسرحيتين فقط أشهرهما «عائلة محترمة جداً» مع أمين الهنيدي، واعتزلت الفن أواخر السبعينيات بعد فيلم «المذنبون». أحمد راتب سيطرت حالة من الحزن على الوسط الفني فور الإعلان المفاجئ عن وفاة الفنان أحمد راتب، خصوصاً أنه لم يكن معروفاً عنه المعاناة مع المرض، وكان يمارس حياته الفنية بشكل طبيعي، بل إنه رحل بينما كان يشارك في عرض مسرحية «بلد السلطان»، وكان انتهى قبل أيام من وفاته من تصوير مشاهده في فيلم «فوبيا». بدأت رحلة راتب الفنية عام 1968، وهو اشتهر بالأعمال الكوميدية وكتب اسمه كأحد أهم الكوميديين في مصر، وامتد نشاطه الفني مع أجيال مختلفة وكان قاسماً مشتركاً في كثير من الأفلام والمسلسلات في السنوات الأخيرة. وجاء ضمن أشهر الأدوار التي قدمها راتب ولاقت نجاحاً كبيراً دوره في مسلسل «أم كلثوم»، ومسرحية «سك ع بناتك»، ولا ننسى إبداعه في «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» مع عادل إمام.

مشاركة :