خولة السويدي: المشهد الثقافي الإماراتي عالمي ينقصه حوار الأجيال

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمود عبدالله (أبوظبي) «الروائي ليس قاضياً ولا واعظاً ولا منظراً، هو يسرد حكاية، المطلوب أن تمتلك شروط الكتابة والصياغة المحكمة، وأن تكون ممتعة لجذب القارئ حتى نهايتها»، هذا ما تقوله الكاتبة والروائية الإماراتية «خولة السويدي» وهي تستعد لإصدار روايتها الثالثة بعنوان (اختلالات)، وذلك بعد أن أصدرت روايتين، الأولى بعنوان «عشب وسقف وقمر» 2013، وحازت عنها كما ذكرت لـ«الاتحاد» المركز الأول لجائزة الإمارات للرواية، والثانية «على ضفاف الشندغة» 2015، كما أصدرت تأملات فلسفية في إطار كتاب بعنوان «سنة تغيّر عمراً» 2016، وأوضحت أن روايتها (اختلالات)، التي ستأخذ طريقها إلى النشر قريباً، تتناول المريض النفسي متعدد الشخصيات، من خلال حكاية شقيقتين، واحدة منهما مصابة بالشيزوفرينيا، وفي أحداث الراوية مجموعة من الشخصيات نلمحها ونقرأها وفي مواجهتهم عالم قاسٍ. صنّفت السويدي نفسها بأنها كاتبة في الصياغات التأملية، أكثر من الراوية: «لأنني أجد نفسي أكثر عمقاً فيها»، كما أنها ترفض اصطلاح «الأدب النسوي» «لأنه في تقديري مصطلح ضبابي، وفيه الكثير من الإشكاليات، وإن إطلاق المصطلح على كل ما تبدعه المرأة فيه إجحاف كبير في حق المرأة الكاتبة لأن هناك كتاباً (رجالاً) يكتبون الأدب النسوي، وهذه حركة عالمية تضم الرجال والنساء، ويميلون بشكل متطرف وكبير إلى ما تنتجه المرأة، وأعتقد أن الكاتبات في هذا الإطار لسن أكثر من نساء في الظل». وتضيف السويدي: «اهتماماتي في الكتابة الوجدانية تتفوق على غيرها من أنواع الكتابة، حيث أعمل أيضاً على كتاب بعنوان «فلسفة الشوارع»»، ومنه تقتطف لنا هذا المقطع: (ذرات من السكون ننثرها من حولنا، مذاق الصمت المريح لا الصمت الصاخب، سيذيب كل الضجيج الذي يدكّ أعصابنا، حفنة من سكون ستحول رمالنا البركانية إلى تبر وعسجد). وتصف السويدي المشهد الثقافي الإماراتي بـ«العالمي»، ولكن: «ينقصه حوار الأجيال والتجارب، بسبب قلة المؤتمرات الأدبية المتخصصة لمناقشة شؤون الإبداع والكتابة، وإشكالياتها من منظور التطور العالمي المتسارع في هذا المجال، وهذا لا يمنع من الاعتراف بدور الرواد في تأسيس المشهد وخاصة مجال الرواية من أمثال علي أبوالريش، ومن جيلي الوسط والشباب ممن أكدوا حضوراً فاعلاً على الساحتين المحلية والعربية، أمثال: سلطان العميمي بروايته «غرفة واحدة لا تكفي»، جمال الشّحي بعمله (من مفكرة غاسل الموتى)، ونادية النّجار بعملها (مدائن اللهفة)». وحول ما ينقصها كروائية تقول السويدي: «ينقصني نص لم أكتبه بعد». وعن النقاد ترى أنه: «لا يجب الخلط بين الناقد والعاشق للنص، أو الناقد غير المتخصص في الصحف، فالأخير غالباً ما يمضي لإفساد الجميل في العمل الإبداعي، أما الناقد الموضوعي فهو يمتلك أدوات حقيقية بواسطتها يستطيع تفكيك النص وجمع شتاته للوصول إلى دلالاته، وما زلنا للأسف نفتقده في حياتنا الأدبية».

مشاركة :