«سجن شعار».. علاج الفكر الضال بـ «الحسنى»

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت خدمات النزلاء في سجن المباحث العامة بأبها أو المعروف باسم «سجن شعار» لقربه من عقبه شعار إلى أشبه بالخدمات الفندقية (5 نجوم) بعدما تميزت في التنوع وفي الطرق الحديثة المبتكرة في إطار الحرص على الإصلاح والتأهيل وتوفير كل ما يحتاجه النزلاء لمراجعة أنفسهم والعودة لجادة الصواب. وفي جولة لـ «عكاظ» برفقة عدد من مسؤولي القطاعات الحكومية وإعلاميين على السجن كان واضحا في المدخل بوابات ذكية وأمنية تعد الأولى من نوعها، إذ تحتوي على نقاط فرز متقدمة وغرف مدرعة ومجهزة، بالإضافة إلى المصدات الهيدروليكية الأرضية وسيارات مزودة بأسلحة الرشاش أمام البوابة احترازيا في حالات الطوارئ لا قدّر الله. أما المباني فتميزت بالطراز الحديث التي تتوفر فيها جميع وسائل السلامة والوسائل المساعدة لما أُنشئت من أجله، وتُعد نقلة نوعية في مباني الإصلاحيات المعدة لهذا الغرض. وتابعت «عكاظ» وجود بعض التوسعات الإضافية في بعض السجون التي من المتوقع أن تُساهم في وضع مكان مخصص لـ«التشميس» يلحق بالغرف وهي ما تُسمى بالديوانية أو بيت الشعر. وكان الحرص واضحا والاهتمام الكبير والعناية بالنظافة الخاصة بالغرف والعنابر والممرات والمطبخ وأماكن تجهيز وتخزين الطعام ونظافة النزلاء وتوفير مغاسل، وطاقم عُمال يقومون على الغسيل المستمر ونظافة فرش النزلاء وملابسهم المسموح بها وكذلك خياطتها. ومن ذلك الاهتمام تنوّع الأكل المقدّم للنزلاء إضافة لوجود بعض الأطعمة المخصصة لمن لديهم بعض الأمراض مثل مرضى السكري والضغط والسمنة وبعض الأمراض الأخرى. رعاية طبية فائقة في الجناح الصحي وفي جناح مستشفى قوى الأمن داخل السجون لاحظنا وجود خدمات صحية مميزة جدا تتفوق على نظيراتها في القطاع الصحي خارج السجون من حيث النظافة والأجهزة والتنظيم والتطوير وإدارة الجودة، فهناك مستشفى فيه جميع التخصصات الطبية المتكاملة ومزود بجميع التقنيات الحديثة والكوادر الطبية المؤهلة، إذ يحتوي على عدد من العيادات المتخصصة مثل عيادات الأسنان والقلب والعظام والباطنة والنفسية والمختبرات الطبية وقسم للصيدلية وقسم للأشعة وأجهزة طبية متكاملة وغير ذلك. كما لاحظنا وجود صراف آلي داخل السجون وذلك لاستخدامه من قبل النزلاﺀ وصرف أي مبالغ منها لمصاريفهم الشخصية. عربات بيع متنقلة ورياضة وفرت إدارة السجون في الممرات عربات متنقلة مخصصة للبيع الحلويات والماكولات الخفيفة.كما خصصت مكانا للقراﺀة والاطلاع، إذ يوجد هناك مكتبة كبيرة بها عدد من الكتب المتنوعة والمفيدة، كما يوجد هناك إمكانية لإستعارة الكتب من خارج السجن لمن يطلبه من النزلاﺀ، وذلك بعد عرضه على لجنة المناصحة والرعاية وبعض العلماﺀ والتأكد من سلامته ومن ثمّ إحضاره إلى جانب تخصيص مواقع واسعة لممارسة الرياضة بكامل أجهزتها الحديثة والمتطورة، مع وجود ملاعب متنوعة لممارسة جميع أنواع الرياضات. نزلاء لـ «عكاظ»: تعلمنا وفهمنا عكس الاستقبال الحار الذي بادر به عدد من النزلاء في السجون للوفد الزائر مدى الرضى الذي يحظون به داخل السجن، إذ حرص النزلاء على تقديم القهوة العربية والحلويات والتمور، في موقع يسمى الديوانية. «عكاظ» تعرفت على مدى التغير الذي حدث لهم بعد دخولهم السجن، بسؤال عدد منهم عن رسالتهم بعد خروجهم من السجن لكل من أوشك أن يقع في بئر التلوث بالأفكار الضالة، ولم يتردد أحدهم بالتأكيد على أن ما رآه في السجن وما تلقاه من معاملة خلال الفترة الماضية كان دافعا للتأهيل السريع، وقال «قدموا لنا الفهم الصحيح في كل شيء وأشكر لهم ما بذلوه من جهود للإصلاح وتصحيح لأوضاعنا حيث كانت معاملتهم معنا بالحُسنى». وأضاف «رسالتي إلى كل شاب لوّث فكره بالشبهات والضلال بأن يرجع للعلماﺀ الأجلاﺀ ولا يُوقع نفسه في أماكن الشُبه ويبتعد عنها بكل ما يستطيع وعمّا يُشوش فكره بالأفكار الضالة، وأن يقف الشخص مُدافعاً عن هذا البلد المبارك الذي ميّزه الله تعالى بالحرمين الشريفين وميّز هذه الدولة المباركة بأنها تُطبّق شرع الله».وقال آخر لـ«عكاظ»: «أحذر هؤلاء من أن يقعوا في الفخ لاصطيادهم للمساس بأمن هذه البلاد بأي أذى بأيّ حالٍ من الأحوال». وقال نزيل ثالث: «على المرﺀ أن ينظر فيمن حوله من الدول المُجاورة التي أصبحت في دمار وخراب بسبب زعزعة أمن بلادها على أيدي شبابها مع الأسف الشديد».

مشاركة :