تؤكد الكاتبة الصحفية أمل زاهد أن "الوظيفة ليست سبب الطلاق"؛ وذلك رداً على خبر نشرته صحيفة "الرياض"، وزعمت فيه أن الوظيفة هي السبب الأكبر في حدوث الطلاق، وترى الكاتبة أن خبر "الرياض" يفتقر إلى الدقة، وبرغم ذلك استغله الكثيرون للترويج ضد عمل المرأة؛ مطالبة بإنشاء مراكز أبحاث ترصد الظواهر الاجتماعية وتحللها. خبر وفي مقالها "الوظيفة ليست سبب الطلاق" بصحيفة "المدينة"، تبدأ "زاهد" برصد خبر "الرياض" وردود الأفعال، وتقول: "لم تكد صحيفة (الرياض) تنشر خبرها المتكئ على قراءة انطباعية مغلوطة ربطت بين الطلاق ووظيفة المرأة؛ زاعمة أنها السبب الأكبر في حدوث الطلاق؛ حتى تلقفه المناهضون لعمل المرأة ليشبعوا فيه لطماً وقدحاً في وظيفة المرأة التي فرّقت الشمل، وزرعت المشاكل في الأسر! بل صدق أو لا تصدق؛ فإن الوظيفة هي السبب الرئيسي في كل البلايا -حسب زعمهم- بداية بعنوسة الفتيات، وليس نهاية بإهمال البيت، ورمي مسؤولية الأطفال وتربيتهم على عاتق العاملات المنزليات!". يفتقر للدقة وتضيف الكاتبة: "برغم توضيح هيئة الإحصاء وتأكيدها أن خبر صحيفة "الرياض" لا يعدو كونه اجتهاداً صحفياً واستنتاجاً شخصياً مفتقراً للدقة، ظل الراقصون على أوتار الخبر مُصرّين على زعمهم الأول، بأن عمل المرأة هو السبب الرئيسي في ظاهرة الطلاق؛ مما يشي بسلطة الأفكار المسبقة وقدرتها على فرض هيمنتها حتى عندما تتوفر الحقائق الدامغة، ليس فقط فيما يتعلق بالمرأة في مجتمعنا؛ بل في كثير من إشكالاتنا الثقافية!". مشكلة الأفكار النمطية ترى أمل زاهد "أن نشر القراءة الاستنتاجية المغلوطة مصدر باسم صحفية امرأة -للمفارقة- يشي أيضاً بتمكن الأفكار النمطية المسبقة (الأفكار التي يتوارثها المجتمع دون فحص ولو كانت خطأ) من التغلغل ورسم المسارات الذهنية؛ حتى عند نساء عاملات يجنين ثمار تمكين المرأة، وفتح آفاق العمل لها! مما يؤكد أهمية الاشتغال على الثقافة وتناقضاتها، وحلحلة وإزاحة الأفكار المغلوطة المغروسة في أعماق المرأة نفسها، والتي تجعلها تكرّس الثقافة السائدة، وتعيد إنتاجها لصالح النسق المتعارف عليه؛ برغم وقوفه كحائط صد في وجه مصلحة المرأة وتمكينها اقتصادياً ومعنوياً، وما يعود به هذا التمكين من فوائد على المجتمع والوطن، وعلى عملية التنمية نفسها". الصراع الثقافي وحسب الكاتبة "يكشف أيضاً الخبر الآنف لجريدة الرياض والتفاعل المتوالد عنه، عن احتدام الصراع الثقافي في المجتمع، بين المتلقفين للخبر ممن حاولوا توظيفه واستثماره لصالح التقليد، وما تعارفت عليه الثقافة السائدة، وبين الرافضين له والراغبين في تفكيك الأفكار النمطية عن عمل المرأة، ممن أنشأوا وسماً تويترياً باسم: الوظيفة ليست سبب الطلاق، والذي اقتبسته عنواناً لمقالي". مراكز الأبحاث وترى الكاتبة أن الحل في إنشاء مراكز أبحاث اجتماعية ترصد الظواهر وتحللها، وتقول: "عودة لظاهرة الطلاق الخطيرة المتفشية في المجتمع والتي تنبئ عن خلل كبير في المنظومة الاجتماعية؛ فإن أي رأي يقال في هذا الموضوع لا يعدو كونه رأياً انطباعياً يقوم على الملاحظة لحالات يشاهدها ويقاربها صاحب الرأي، ولا يستطيع معها الإلمام بالظاهرة ككل، وأسباب تفشيها بصورة شاملة؛ وذلك بطبيعة الحال بسبب افتقارنا لمراكز الأبحاث التي ترصد الظواهر وتحللها، وتدرس المتغيرات الاجتماعية والثقافية، ومدى تأثيرها وانعكاستها على هذه الظواهر، وصولاً للخروج بالاقتراحات والحلول".
مشاركة :