أبلغت السلطات البلغارية رسمياً زوجة الشهيد عمر النايف، الانتهاء من التحقيقات في مقتله بالسفارة الفلسطينية بالعاصمة صوفيا في فبراير/ شباط الماضي، وأن الملف قد أغلق على أنها قضية انتحار، وليست اغتيالاً. وأثار القرار البلغاري بإغلاق ملف التحقيق بمقتل النايف داخل السفارة الفلسطينية في العاصمة صوفيا، حفيظة الكثيرين، ولاسيما عائلة الشهيد. وأكدت رانيا النايف، أرملة الشهيد عمر النايف، إبلاغها بالقرار شفهياً، دون تسلمها أية مستندات أو وثائق تثبت صدق رواية الانتحار. وعبرت رانيا النايف، عن استنكارها ورفضها للأمر، مؤكدة عدم ثقتها بالسلطات البلغارية التي تريد إخفاء جريمة الاغتيال، والتستر على قتلة عمر، الذي لجأ إلى السفارة الفلسطينية في بلغاريا من أجل حمايته من تسليمه لسلطات الاحتلال الإسرائيلي. من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية، على لسان عضو قيادتها السياسية زاهر الششتري، أن الموقف البلغاري «مستهجن» منذ البداية، ويبرر للاحتلال تصفية وملاحقة المناضلين وإعفاء من عاونه من المسؤولية. وقال الششتري، إنهم يتابعون القضية سياسياً وقانونياً، كما طالب منظمة التحرير الفلسطينية، بأخذ موقف واضح وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تخضع جميع الأطراف، بما فيها وزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية، للقانون والتحقيق. يذكر أن عمر النايف، من مواليد مخيم جنين عام 1963، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصبح أحد عناصرها القيادية. اعتقل عام 1986 بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي، وحكم عليه بالسجن المؤبد. ونظراً لاستمرار التنكيل به في سجون الاحتلال، أعلن إضرابه عن الطعام في مايو/ أيار 1990 لمدة 40 يوماً، نقل في أعقابه إلى المستشفى، حيث تمكن من الفرار. ووصل النايف إلى بلغاريا في العام 1995، وتزوج من بلغارية وأنجب منها ثلاثة أطفال يحملون الجنسية البلغارية. فيما بقيت سلطات الاحتلال تطالب بلغاريا بتسليمه، عملاً باتفاقيات جنائية تتضمن تسليم مطلوبين. وقدمت طلباً رسمياً في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، لوزارة العدل البلغارية. وأصدرت النيابة البلغارية قراراً بإبقائه رهن الاعتقال إلى حين تسليمه، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء للسفارة الفلسطينية في بلغاريا. وفي حينه حذرت الجبهة الشعبية، السفارة الفلسطينية من الإقدام على تسليمه. وأعلن عن استشهاد النايف في الـ26 من فبراير/ شباط الماضي، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، لإسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية، إن عملية الاغتيال تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي. واتهمت الجبهة الشعبية، الموساد الإسرائيلي، بالوقوف وراء اغتيال النايف. وقالت عائلة النايف، إنه ألقي به من الطابق السادس لمبنى السفارة.
مشاركة :