دردشة رمضانية

  • 7/25/2013
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

فكرت مليا في اختيار ما أكتبه اليوم على سبيل الدردشة، فالمواضيع والهموم كثيرة لا يمكن الإتيان عليها في هذه العجالة، ولعدم الإطالة عليكم سنتوقف ــ وباختصار ــ عند أربع محطات، وخير الكلام ما قل ودل. المحطة الأولى: مع بداية رمضان تنهال المسلسلات التلفزيونية بكم هائل، والكثير منها ــ للأسف ــ هابط، والمؤسف أكثر، أن يتزامن موسمها مع هذا الشهر الفضيل بدون وازع ديني وأخلاقي نظرا لما يرد بها من حوار ومشاهد ومضامين سيئة تخدش الحياء ولا يوجد من يحرك ساكنا، إذا كان الأمل مفقودا في كثير ممن يشاركون في هذه المسلسلات في أن يترفعوا عن ما يسمى بالفن الهابط بما يمثله من الأفكار الخبيثة والظهور بأجساد عارية والتعمد في إظهار مناظر يتبادل فيها الأشخاص في المسلسل الخمور والمبالغة في ذلك في حين أن مثل هذه المواقف والمظاهر بدأت تنحسر في الغرب غير المسلم وتتفشى في قنوات العرب التلفزيونية، والتي يملكها ــ على حد علمي ــ عرب مسلمون.. هنا أتساءل: أين دور القائمين على هذه القنوات؟، أين الغيرة على الدين والأخلاق؟!، فرفقا بأبنائنا وبناتنا، فأنتم مسؤولون عن ذلك (فوربك لنسألنهم أجمعين)، فإذا كان القائمون على هذه القنوات يغطون في سبات عميق، فأين دور الرقيب؟ وقد يقول البعض إنها الحرية، ولكن الحرية لا تعني أبدا الابتذال، والحرية لا تصبح حرية إذا كان فيها تعد على الغير. أضف إلى ذلك ما يقدم من برامج حوارية يطل علينا من خلالها من يسمون أنفسهم بالخبراء والمحللين، وفي كثير من الأحيان ما يكونون هم أبعد عن ذلك. المحطة الثانية: هندسة مرورية؟ وهل يوجد ذلك لدينا، فهذا اختصاص بحد ذاته، حيث ما نشهده في الآونة الأخيرة من موضة الانعطاف بحرف اليو (u-tun) في كثير من الشوارع الرئيسية والازدحام الشديد الناتج عن ذلك عند نقطة الانعطاف يدعنا نتساءل: من أين أتت هذه الفكرة التي يبدو أنها لم تحل مشكلة أو لعلها حلت مشكلة بمشكلة أخرى، ولعله أريد بها الإصلاح، ولكن الأمر لا ينتهي عند إلغاء إشارات المرور وتسهيل السير في اتجاه واحد فقط، والأصوب تسهيل السير في جميع الاتجاهات وعدم الاعتماد على ترحيل المشكلة إلى موقع آخر، كما أن عملية الانعطاف المذكورة تزيد من فرصة وقوع الحوادث المرورية، ولا أظن أن هذا ما نريده، حيث يضطر قائد المركبة بعد الانعطاف إلى الاتجاه من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين والعكس، ناهيك عن ما حصل من صعوبة التنقل من حي إلى آخر، ولعلي أضرب مثلا بحي الشاطئ وحي الخالدية، وهنا أهمس في أذن صاحب الفكرة بأنه ليس هناك عيب البتة في الاعتراف بالخطأ، بل العيب في الاستمرار فيه. المحطة الثالثة: العشوائيات في جدة التي تزداد عشوائية يوما بعد يوم، والغريب في الأمر أن كثيرا من الأحياء التي تسمى عشوائية أحياء جديدة لم يمض عليها بضع سنوات ويتعاقب الأمناء في العشر سنوات الأخيرة، وليس هناك من يحرك ساكنا وكل يرمي بالمسؤولية على من سبقه، والدليل على أن الموضوع مستمر هو ما نشاهده من البناء الجديد في كل يوم في الأحياء المذكورة، فمن يملك الإجابة على هذا التساؤل؟ أو من يتحمل المسؤولية؟ المحطة الرابعة: وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك إلى واتس آب إلى يوتيوب وغيرها ومالها من سلبيات كثيرة، حيث أصبحت مرتعا للخوض في أعراض الناس وتتبع عيوبهم وعوراتهم ونشرها، وهذا مخالف لتعليم ديننا الحنيف، فهل نسينا ذلك، وهل هذا هو سبيل الإصلاح أم إشعال فتنة، وهناك مثل يقول «السلاح بيد الجاهل يجرح». وفي الختام، أرجو أن يكون كلامي خفيفا على من يهمه الأمر، وكل هذا كان من قبيل الدردشة والفضفضة، وهذا ــ بحد ذاته ــ علاج نفسي، ولم أقصد أن أبحث عن من على رأسه بطحة. وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة :