في ظاهرة غريبة، تكاد تكون أشبه بأفلام الخيال العلمي، استيقظ أهالي حي الخالدية في محافظة بيش بمنطقة جازان على أوجاع لم تكن في الحسبان؛ حيث حاصرهم السرطان دون سابق إنذار، وفتك ببعضهم، ويتّم أطفالًا، ورمَّل نساءً، في غفلة من مديرية صحة جازان، وهفوة من الجهات المختصة. وقال عنه الأهالي بأنه الخطر المهدد لسكان الحيّ، والكابوس الذي أقضّ مضاجعهم، وزاد من أوجاعهم.. تواجدت في المكان، ووقفت على حجم المعاناة، وسط أنين بعض أصحاب المنازل، وأمل في بعضها الآخر بسرعة دراسة حالتهم. 21 حالة.. والبقيّة انتظار! وأبدى عدد من أهالي حي الخالدية في بيش لـ قلقهم من كابوس السرطان الذي فتك بعدد من أقاربهم من النساء والأطفال، بعد اكتشاف 21 حالة للمرض بين سكان الحي. وطالب الأهالي صحة جازان بإرسال فريق متخصص لكشف أسباب انتشار المرض في الحي، مبينين أنهم لا يستبعدون وجود مواد مشعّة قد تكون سبب انتشاره. وقال المواطن أيوب هملان: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، لقد فقدنا كثيرًا من سكان الحي بسبب مرض السرطان من الرجال والنساء، أولهم قريبي وهو طفل في العاشرة من عمره. وأضاف إن قريباته وابن أخيه يعانون الآن من المرض نفسه، ويتلقون العلاج، ونخشى أنْ يزيد العدد، لا سمح الله. مناشدًا الجهات المختصة، وعلى رأسها الصحة، بالبحث وراء انتشاره بهذا الشكل في تلك المنطقة تحديدًا. وأشار المواطن إبراهيم إسماعيل غجري، إلى أن والده وجده وابن عمته واثنتين من خالاته توفاهم الله بعد صراع مع السرطان، وما زالت خالتي الأخرى وابنتها تعانيان المرض ذاته؛ مناشدًا المسؤولين بعمل دراسة ميدانية للحي حتى لا يتفاقم الوضع أكثر، ولنطمئن نحن سكان الحي. وطالب المواطن قاسم مستور عطيف، ببحث الأسباب التي قد تكون سبب السرطان؛ بدايةً بفحص التربة والماء ومسح المناطق المحيطة بالحي، مضيفًا إنه فقد شقيقته بسبب السرطان الذي أصبح كابوسًا يهددنا. وتحدث كل من المواطن عبدالله هملان وفيصل أبو طالب عن معاناة الأهالي مع المرض قائلَين: لا نعلم مَن سيكون عليه الدور غدًا في هذا المرض. البلدي يطالب بتدخل عاجل من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي في بيش رمزي موسى عقيل أبو شائقة لـ أن الظاهرة لافتة للنظر، وأصبحت تؤرق الأهالي، وكثرت الشكاوى والمطالبات بتدخل الجهات المختصة، داعيًا، المختصين لسرعة عمل دراسة الظاهرة لمعرفة الأسباب التي ساهمت في انتشار السرطان بهذا الشكل.