حلب تترقب إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب

  • 12/28/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البنية التحتية لشبكة الكهرباء في حلب إلى تأهيل كامل. وبالإضافة إلى مشاريع تزويد الكهرباء، تحتاج الأعمدة الكهربائية المحطمة والأسلاك المتشابكة في كل حي لأي عملية إصلاح كبيرة. ويقول مصدر في وزارة الكهرباء "يجري العمل حاليا على مشروعين تمولهما الحكومة لتزويد حلب بالكهرباء" بكلفة تفوق أربعة مليارات ليرة سورية (نحو ثمانية ملايين دولار أميركي). ويحتاج المشروع الأول 45 يوماً لانجازه، أما الثاني وهو الأكبر، فسينفذ على مرحلتين على مدى عام ونصف العام. معاناة أشهر طويلة وبالإضافة إلى الكهرباء، لم تسلم محطة سليمان الحلبي، محطة ضخ المياه الأساسية في حلب من المعارك. ويجري العمل حاليا على تقييم الأضرار فيها. وكانت الفصائل المعارضة تسيطر على المحطة التي يعمل فيها حاليا ثلاث مضخات من أصل تسعة. ويوضح رئيس قسم الميكانيك في المحطة عيسى كورج (42 عاما) أن المضخات الثلاث توفر المياه "لمساحة لا تتجاوز عشرين في المئة من الأحياء"، مشيرا إلى أن "المحطة تحتاج لأشهر طويلة" كي تستعيد سابق عهدها. ويشير مدير عام مؤسسة المياه في حلب فاخر حمدو إلى تعرض مستودعات المحطة "للسرقة"، لافتا إلى صعوبة استيراد التجهيزات اللازمة بسبب العقوبات الدولية على سوريا. ويتحدث عن "معاناة في تأمين قطع بديلة". وتبدو أثار المعارك واضحة في المحطة حيث النوافذ المكسورة والأبواب المحطمة، في حين تتدلى الألواح الحديدية من سقف طاله الدمار. وتضخ المحطة من سد نهر الفرات الواقع في شمال البلاد تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ما يشكل أيضا عائقا أساسيا أمام عملها. ويشرح حمدو أن "المصدر الرئيسي للمياه هو تحت سيطرة داعش وهو المتحكم الرئيسي بكميات المياه الواردة إلى المدينة من منطقة الفرات"، مشيرا إلى أن التنظيم يعمد دائما إلى قطع المياه. "حلب عادت" ويستنفر مجلس بلدية حلب ورشه منذ أيام ويولي المجلس أهمية خاصة للمدينة القديمة الأثرية التي لم تسلم من الدمار والمعارك جراء موقعها على خط تماس سابق. ويقول مدير مدينة حلب التابع لمجلس المدينة نديم رحمون أن حلب القديمة "خط احمر". ويوضح أن العمل سيجري على "تصنيف الأحجار في المدينة القديمة لإعادة استخدامها في مرحلة إعادة الإعمار"، بحيث يتم الاحتفاظ بكل حجر كان جزءا من نسيجها العمراني. ورغم أن عودة الخدمات الرئيسية إلى المدينة تحتاج أشهرا، لكن الأهالي يشعرون بالراحة مع بدء عمليات فتح الطرق المقطوعة بين الأحياء. ولا يتردد السكان للوصول إلى وجهتهم في القفز بين الحفر أو تسلق السواتر الترابية، في حين تعمل الجرافات والآليات بشكل متواصل على رفع الركام وفتح الطرق خصوصا عند نقاط التماس السابقة بين الأحياء الغربية والشرقية. ويلفت رحمون إلى أن المحافظة تدخلت "بشكل فوري لفتح المحاور الرئيسية" من اجل "عودة نبض الحياة إلى المدينة من فعاليات تجارية واقتصادية وخدماتية". ويتواصل محمود بلسان من مجلس بلدية حلب مع العمال على الأرض، ويقول "نعمل أربع وعشرين ساعة، وفي أيام العطل والأعياد"، مضيفا "من المفترض أن ننتهي من فتح معظم الطرق في حلب قبل نهاية العام الحالي". في حي اقيول، يقول عبد الجواد ناشد (32 عاما) "جئت قبل أيام لتفقد منزل أخي وتسلقت أكوام التراب، إستغرق الأمر ساعة ونصف الساعة" للوصول. أما اليوم وبعد إزالة السواتر، فقد تمكن من المجيء بسيارته في "رحلة لم تستغرق سوى عشر دقائق". ويقول زكريا (42 عاما) وهو مالك متجر لبيع مفروشات، "الحمد لله، الطرق كلها اتصلت مع بعضها وحلب عادت واحدة".

مشاركة :