كل عام وأنتم بخير - مقالات

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إلى كل المسيحيين في العالم، لكم من القلب كل التهاني الخالصة، لمناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الميلادية، نتعاطف مع كل الضحايا في برلين كما في باريس كما في أميركا وفي كل مكان. وبحكم اللغة والتاريخ والمصير تعاطفنا القلبي والروحي مع المسيحيين العرب في كل قطر عربي، نترحم على أرواح كل الضحايا المسيحيين في مصر العروبة، والعراق العريق، وسورية الأبية، ولبنان البهي، إن كل مسيحي موجود على أرض العروبة لهو مكسب لنا وفخر لعروبتنا. لكننا في مقالنا هذا نود أن نوجه التحية الخالصة لكل المسيحيين الشرفاء في الأراضي المحتلة... هم الأبطال الحقيقيون الذين يواجهون الموت والقمع والهوان في كل لحظة على يد المحتل، ويتعرضون للضغوط اليومية المستمرة لتهجريهم من أرضهم، لكنهم صامدون، هم الذين يقفون صفا واحدا مع المسلمين ضد الصهيوني المحتل. ويأتي من يدعّي بأن اليهود الأميركيين الصهاينة الذين يتجولون بحرية بين الأقطار العربية هم قادمون من أجل التجارة والرخاء والازدهار ولا علاقة لهم بالصهيونية! إن كل تاجر يقف مع هذا التطبيع القبيح هو تاجر سياسة، يتاجر بدماء الناس وأرواحهم، وكلنا يعرف هدف الماسونية العالمية ودورها في الحروب باسم الاقتصاد والتجارة. التجار في الخليج لهم تاريخ وطني طويل، وبصماتهم واضحة في الحركة الوطنية والمطلبية، هم من أسس الاقتصاد الخليجي، هم من بنى المدارس، هم من شيد الشوارع والحدائق والمساجد والمستشفيات، وتأتي الآن حفنة من اليهود الماسونيين وتستقبلهم قلة من التجار باسم التسامح والإنسانية! نعم إن غالبية الشعب الخليجي تحترم كل الثقافات والأعراق، وتمد يدها للمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي، وتتقبل كل أعراق الأرض وكل الجنسيات منذ مئات السنين، ونحن ضد الطائفية والمذهبية والتمييز بأي شكل من الأشكال، لكننا لا نقف أبدا مع من اغتصب أرضنا وشرد شعبنا وقتل أولادنا. لن ننسى مئات الشهداء المصريين والعراقيين والسوريين الذين سقطوا برصاص الصهاينة، ولن ننسى شهيد البحرين مزاحم الشتر، رحمه الله. ليس منا، من يدعو إلى التعايش مع من اغتصب أرضنا العربية، وحوّل غالبية الشعب العربي الفلسطيني والعراقي والسوري إلى لاجئين، تتقاذفهم المطارات وأشرعة السفن، من أجل خلق كيان يهودي خالص من جهة، ومن أجل محو أقطار عربية من على خارطة العالم، والعمل على تقسيمها وتفكيكها. يا من استقبلتم هذه الوفود بالتهليل، هل يقبل أي منكم أن تُغتصب أرضه ويُطرد من بيته، ثم يُطلب من صاحب الأرض الأصلية أن يُسلم المغتصب طواعية بيته ويوافق له على اغتصاب أرضه؟ التاجر العربي الأصيل عليه أن يكون حاسما في موقفه تجاه الكيان الصهيوني، وأي علاقة تجارية تحت أي عذر أو مسمى مرفوضة رفضاً تاماً، ما داموا محتلين أرضا عربية. إن هذا التطبيع الذي تدفع بعض الأنظمة فيه سرا وعلانية، يريدون أن يتحول من تطبيع رسمي إلى أهلي باسم التجار، لكن هذا محال. يا من يرقص مع التجار اليهود المتصهينين، لماذا لم تفكروا أن اليهود في فلسطين يعاملون المسيحيين والمسلمين معاملة لا أخلاقية وليس فيها ذرة من الإنسانية؟ لماذا لم تقولوا للوفد المتصهين طبقوا في فلسطين أولا مبادئ المساواة واللاعنصرية يا أصحاب الدم الأزرق ثم تعالوا إلينا؟ البعض يقول إن اليهود ليسوا اسرائيل، نعم نتفق مع هذا الرأي، لكن أغلب الدعم للكيان الصهيوني يأتي من يهود أميركا، وكل يهودي موجود على أرض فلسطين هو صهيوني مشارك في الجريمة، وموافق على سرقة أرض غير أرضه، واحتلال بيت ليس بيته، وطرد أصحاب الأرض الأصليين. والبعض يقول إن التجارة مع اليهود سترفع من جودة المنتجات وستجلب الازدهار والرخاء، ونحن نقول إن هذه الوفود اليهودية التجارية ليسوا يهودا عاديين، بل من المتشددين الصهاينة في أميركا، ممن يعلقون نجمة داود على صدورهم ويتفاخرون بقبعاتهم اليهودية، هم ممثلون للصهيونية العالمية، التي تمتد أطماعها من النيل إلى الفرات وليس أرض فلسطين وحدها. اليهود العاديون يعيشون بيننا منذ زمن طويل بأمان وسلام، الطوائف اليهودية تعيش بسلام في الخليج، والطائفة السامرية مثلاً تعيش في نابلس مع الفلسطينين بكل محبة وسلام، أما اليهود الصهاينة فأهدافهم واضحة كالشمس، ومن يتغابى عنها أو يزينها فهو مثيل لهم. هل سيأتي اليهود يستثمرون من أجل سواد عيوننا أم من أجل مصلحتهم الخالصة؟ للتذكير فقط، إن اليهود لم ينسوا لحظة بابل، وكثير من المخطوطات حول السبي البابلي موجودة لديهم، لذلك بدأوا من العراق وانتقموا من شعبه بعد آلاف الأعوام. إن كل ما يريدونه من أصغر دولة عربية إلى أكبرها، هو نهب ثرواتها وتحويلها إلى سوق لبضائعهم، ومثلما فعلوا مع أفريقيا، حيث سيطروا على تجارة الألماس وجعلوا أهل البلاد يعيشون في فقر مدقع، سيفعلون معكم. هل اتفاقية كامب ديفيد جلبت النهضة والازدهار لمصر؟ في عهد عبدالناصر كان سعر الدولار جنيهين، وبدأ العد التنازلي للاقتصاد المصري منذ السادات حتى الآن، ليصل الدولار إلى 22 جنيهاً؟ أهذا هو الازدهار الذي تتوقعون وتريدون؟ كما أن الصهاينة يعرفون حجم المقاطعة لبضائع الدولة العبرية في أوروبا، لذلك يريدون خلق البديل لتلك الأسواق وتعويض تلك الخسائر. إننا نقول بكل وضوح إن الشعب الخليجي والمؤسسات الأهلية ترفض التطبيع مهما تلّبس أي شكل من الأشكال، لكننا نحترم كل الديانات والأعراق والشعوب، وبخاصة الطوائف المسيحية العربية التي نكن لها كل المحبة ونتمنى لها الخير والسلام في ربوع الوطن العربي، وكل عام وأنتم بخير. aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :