كل عام و«الظواهر السلبية» بخير! - مقالات

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو وكما يقول المثل العامي (قامت الدنيا وقعدت) بعد أن وافق أعضاء مجلس الأمة في جلسة يوم الثلاثاء الماضي على تشكيل لجنة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي بموافقة 46 عضواً من أصل 58، ووجدنا أنفسنا، في مواقع التواصل الاجتماعي والدواوين، بين نارفريق المعارضين والمتعصبين والمتشددين ضد تشكيل هذه اللجنة وكأنها ستتمكن من كبح تصرفات وخرابيط المجتمع، ونار فريق المتحمسين والمندفعين والمبتهجين على تشكيلها وكأنها ستنهي كل المظاهر والأمراض المقيتة التي أصابتنا خلال فترة تشكيلها! ولكن الأهم من كل هذا وذاك وماهو متيقن منه أنا شخصياً، وبين متزن ومهاجم واسمح لي عزيزي القارئ أن أقول أيضاً - متفلسف - فإنه لا أحد يعرف بالضبط ما دور هذه اللجنة بالتحديد، وما مهامها وأهدافها، وما القضايا التي ستناقشها وتكون ضمن صميم اختصاصها بكل تجرد عن بقية مهام اللجان الآخرى؟، وهذا ما أثبتته التصريحات والنقاشات التي تمت بين أعضاء المجلس أثناء طلب تشكيل اللجنة، فإذا كان أحد يعلم بذلك فليفيدنا ويفيد القارئ جزاه الله خيراً! وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار وجود تسع لجان دائمة بالمجلس بالإضافة إلى لجنة الأولويات وغيرها من اللجان الأخرى الموقتة، لأدركنا وأدرك الأخوة أعضاء مجلس الأمة، أن جميع القضايا التي ستناقشها هذه اللجنة ستكون من صميم عمل اللجان الأخرى ومتداخلة معها بقوة، وهذا ما ستثبته الأيام القليلة المقبلة! وإذا ما رجعنا قليلاً إلى الوراء، فإن بذرة أول تشكيل للجنة كانت بسبب الصراع بين التيار الإسلامي المتشدد ومحاولاته المتكررة في فرض وصايته على المجتمع وتضييق الحريات عليه، وبين التيار الليبرالي آنذاك، وحينها شهدت قاعة عبدالله السالم معارك كلامية طاحنة بين الطرفين بسبب هذه اللجنة! ولأن حمى الخلاف بين التيارين قل كثيراً، فإن بريق تشكيل هذه اللجنة لم يعد كما كان! لذلك لا أعلم حقيقة سبب (الصيحة) وراء تشكيلها! أقول لكل معترض على تشكيل هذه اللجنة، إن دوركل لجان المجلس يقف عند رفع تقارير عن المواضيع التي تقوم بمناقشتها على أن يتضمن التقرير توصياتها بذات الخصوص فقط (وبالبنط العريض)، ويكون القرار الأول والأخير لأعضاء مجلس الأمة لاتخاذ القرار المناسب بخصوص التوصيات المقترحة، فلماذا كل هذا التحلطم والتهويل؟! وأقول لكل مؤيد لتشكيل هذه اللجنة، ماذا قدمت اللجنة منذ أول تشكيل لها إلى يومنا هذا من مقترحات وقوانين مفيدة للوطن والمجتمع؟ فلماذا كل هذا الفرح والدفاع المستميت على تشكيلها؟ ختاما: وبمناسبة بداية السنة الميلادية، نقول كل عام وأنت عزيزي القارئ ووطني ولجنة الظواهر السلبية بخير، وأتمنى من أعضائها ألا يحاسبوني على التهنئة لأنهم قد يرونها وبمزاجهم ظاهرة سلبية! Email: boadeeb@yahoo.com

مشاركة :