ديار بكر: «الشرق الأوسط» بينما أصبحت الانتخابات البلدية في تركيا أمس استفتاء طارئا على حكم رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، فإن الأغلبية الكردية التي تسكن مناطق جنوب شرقي البلاد تعتبر الاقتراع مفتاحا لمحادثات السلام لتسوية القضية الكردية. وبدأ كبار مسؤولي المخابرات في تركيا محادثات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، في 2012 قادت إلى هدنة قبل سنة. لكن إردوغان ترك عملية السلام على نار هادئة للتصدي لفضيحة الفساد، وهي واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها في حكمه المستمر منذ 11 عاما. وعلى هذه الخلفية نظم حزب السلام والديمقراطية الموالي للأكراد حملته الانتخابية لتعزيز موقفه في المنطقة. ولحزب السلام والديمقراطية نفس قاعدة التأييد ونفس هدف حزب العمال الكردستاني المحظور، وهو الحصول على حكم ذاتي لمنطقة الجنوب الشرقي التي يغلب عليها الأكراد. وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن انتخابات أمس تمثل اختبارا يظهر إلى أي مدى أثرت عملية السلام على موقف حزب السلام والديمقراطية ومنافسه الرئيس حزب العدالة والتنمية. ويعتقد حزب العدالة والتنمية أن عدم حدوث إراقة للدماء في العام الماضي وأن إصلاحاته الديمقراطية ستعمل على إضعاف موقف حزب السلام والديمقراطية. وتضع استطلاعات الرأي حزب السلام والديمقراطية في مرتبة متقدمة على العدالة والتنمية في ديار بكر وفي الكثير من أنحاء الجنوب الشرقي. وقال ساكن يدعى علاء الدين كيليج وهو يدلي بصوته «نأمل في أن تؤدي الانتخابات إلى إحلال السلام والإخاء. النتيجة واضحة بالنسبة لديار بكر لكن يتعين على جميع السكان أن يدلوا بأصواتهم من أجل تعزيز محادثات السلام». لكن لا توجد أي مؤشرات على انصراف الناخبين في المنطقة عن حزب العدالة والتنمية بسبب فضيحة الفساد التي تواجهها حكومة إردوغان.
مشاركة :