«الأوقاف»: المبالغة في زخرفة المساجد والأثاث الفاخر تشتت انتباه المصلين

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال مدير إدارة الأوقاف والدعوة والإرشاد في محافظة الأحساء الشيخ أحمد الهاشم أن المبالغة في انتشار الزخرفة والإضاءة العالية في المساجد وتركيب الأعمدة والأثاث الفاخر، قد تشتت انتباه المصلين، مبينا أن هناك مَنْ يقول عنها زخرفة إسلامية مع أنه لم يرد شيء بالدين عن الزخارف الإسلامية. وأضاف الشيخ الهاشم لـ«اليوم» إن الأمور الواردة في فقه بناء المساجد النهي عن المبالغة في الزخرفة، التي تُخرِج المسجد من طبيعته ووظيفته بوصفه مكانًا لعبادة الله وذكره وإقامة شعائره، بحيث يصبح مُعرَّضًا للتفنن في الزينة والزخرفة، التي تَشغَل المصلي عن الخشوع في صلاته، والاستغراق في عبادته، والتدبر لما يتلوه من قرآن، وما يَقرأه من ذكر وتسبيح ودعاء واستغفار، وان هناك مَنْ يصرف مبالغ كبيرة في أعمال الديكورات المكلفة والزينة وشراء الفرش والأثاث الفاخر باهظ الثمن. وأشار إلى أن تعداد المساجد والجوامع في المحافظة بلغ 1140، تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، منها 850 مسجداً، و290 جامعاً، منوها إلى تباين تصاميم تلك المساجد والجوامع بين التقليدية الحديثة والمساجد الأثرية التاريخية، وهناك مساجد حديثة تأخذ طابع الزخارف الإسلامية، التي مزجت الحديث بالتراث. وذكر الهاشم في معرض حديثه: «سابقاً المساجد تبنى من اللَّبِن والطين، وجريد النخل، أما الآن ولله الحمد نعتني بقوة البناء ونضارته، ونأخذ الطابع الروحاني، مبيناً أن المساجد في الوقت الحاضر تبنى بالخرسانة، والجودة العالية في البناء، ناهياً عن المبالغة في تزيين المساجد». وأوضح أن هناك مساجد تعتليها الزخارف والبساط الفاخر والإضاءة العالية والأعمدة المزخرفة والأثاث باهظ الأثمان، فهناك تباين شاسع في الهوية المعمارية للمساجد بين الحداثة والتراث. وأشار الى «أنه شاع انتشار الزخرفة الإسلامية على جدران المساجد في الوقت الحاضر، وتركيب الأعمدة، التي عليها الزخارف الملونة واللافتة للانتباه، والتي قد تشتت المصلين، مدعين بذلك أنها زخرفة إسلامية، مع أنه لم يرد شيء بالدين عن الزخارف الإسلامية». مضيفاً إن الدين لم يأمر بوجود المأذنة في المساجد، وما هو متعارف عليه في اليوم الحاضر أن المآذن والقباب تشكّل أحد أهم العلامات البارزة، في عمارة المساجد، وقد يتضمّن المسجد الواحد، أكثر من مئذنة، وقبة، كما هو السائد، في المُدن والحواضر الكُبرى، في ربوع العالم الإسلامي ذات الطراز المعماري العثماني. واستعرض الهوية المعمارية للمساجد، مبينا أن أول مسجد تم بناؤه هو مسجد قباء حينما هاجر الرسول -صلى الله علييه وسلم- إلى المدينة، الذي أقيمت جدرانه من اللَّبِن والطين، وجعل سقفه من جريد النخل، وعمُدُه الجذوع، وفرشت أرضه بالرمال، والحصباء، وجعلت له ثلاثة أبواب، وبعد ذلك استحدثت المساجد في العصر الأموي، وبعدها في العصر العباسي، وعصر المماليك ومن ثم تطورت في الحكم العثماني، الذي شاع فيه المساجد والمبالغة فيها، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك، كما شهدت المساجد تطورات كثيرة حتى وقتنا الحاضر.

مشاركة :