أبوظبي ـ جذبت الفعاليات التراثية المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة المقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في نسختها العاشرة، جمهورا كبيرا من عشاق الأصالة والعراقة على مدى الأيام الماضية وهو ما يؤكد نظرة اللجنة العليا للمهرجان بأن تلك الفعاليات لها جمهور كبير وعريض يحرص عليها ويستمتع بها ويشارك فيها. وأكد عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في المهرجان أن مهرجان الظفرة نجح فى دوراته السابقة والحالية في تحقيق الأهداف التى تم وضعها للمسابقات التراثية من قبل لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ما انعكس على مستوى الإقبال المتزايد سواء من قبل المشاركين أو من قبل الجمهور الذى احتشد داخل مواقع السباقات للاستمتاع بالفعاليات التراثية التي يحرص المهرجان على تقديمها للزوار والمشاركين وعشاق التراث والأصالة. وأشار المزروعي إلى تحول مهرجان الظفرة إلى كرنفال ثقافي يهتم بالأسرة والطفل بشكل رئيسي إلى جانب اهتمامه بالثقافة والتراث، حيث حققت البرامج الثقافية والمسابقات الترفيهية مثل الرسم وتلخيص القصص وباقي البرامج الأخرى المقدمة للأطفال ضمن فعاليات قرية الطفل في مهرجان الظفرة، نجاحاً كبيراً ساهم في جذب الآلاف من الأطفال والعائلات إلى موقع القرية على أرض الحدث. وأضاف المزروعي أن النسخة الحالية من المهرجان شهدت 16 فعالية تراثية شارك فيها اكثر من 14 ألف مشارك هي مزاينة الإبل للمحليات الأصيل والمجاهيم، مسابقة الحلاب، مزاينة الصقور، ومسابقة الصيد بالصقور، مزاينة السلوقي، وبطولة سباق السلوقي العربي التراثي، مزاينة التمور وأفضل أساليب تغليفها، مزاينة غنم النعيم، مسابقة اللبن الحامض، سباق الخيل العربي الأصيل، الحرف اليدوية، مسابقة السيارات الكلاسيكية، سوق الظفرة، وقرية الطفل. وبين المزروعي ان جميع هذه المسابقات لاقت إقبالا كبيرا سواء من المشاركين أو الجمهور الكبير الذي حرص على متابعة تلك الفعاليات. •ملاك يفرضون السرية على مشاركتهم مع اقتراب شوط البيرق الشوط الأكبر والأغلى بين أشهر ملاك الإبل والذي تختتم به فعاليات مهرجان الظفرة في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، يكثف الراغبون في خوض المنافسات من استعداداتهم حيث فرضت السرية نفسها خلال الأيام الماضية على صفقات كبار ملاك الإبل الراغبين في خوض المنافسات. إذ توقفت التصريحات العلنية من الملاك عن عمليات الشراء التي تتم عادة قبل بدء المنافسة بأيام قليلة تمهيدا لمفاجأة المنافسين والجمهور بالابل المشاركة، والتي يحرص كل مالك على ان يكون القطيع المكون من 50 ناقة من أجمل مزاين الإبل في منطقة الخليج بهدف التربع على عرش مزايين الإبل بعد حمل بيرق الظفرة في فئتي المحليات والمجاهيم . وأكد محمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الظفرة للإبل أن شوط البيرق يعتبر من اكبر الأشواط في منطقة الخليج العربي، ويسعى اليها كبار الملاك وعشاق مزايين الإبل حيث تكون النتائج ترجمة لجهود عام كامل من الاستعدادات المكثفة التي يبدؤها عادة الراغبون في خوض منافسات البيرق ومن يحلم بحمله عقب المهرجان مباشرة، تمهيدا للمنافسة في النسخة التالية من المهرجان لمن لم يحالفهم الحظ، لذا كان من الطبيعي أن يحرص كل مشارك في هذا الشوط على تكثيف استعداداته قبل أيام من انطلاق المنافسة مع فرض بعض السرية على عمليات البيع والشراء التي يقوم بها بعضهم من أجل تدعيم إبلهم بما هو متميز من الإبل . •قوة المشاركة وارتفاع مقاييس الجمال يعكس نجاح المهرجان وقال مدير مزاينة الإبل أن المشاركات القوية والمنافسة العالية وارتفاع مستوى المشاركات التي جرت خلال منافسات المزاينة في الأشواط السابقة يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه وحرص اغلب ملاك الابل على اقتناء المتميز من الابل سواء في المحليات أو المجاهيم. وانطلقت مسابقة مزاينة الظفرة هذا العام وسط حضور جماهيري كبير ومشاركات خليجية ومنافسات قوية بين أشهر ملاك الإبل في الجزيرة العربية وبمشاركة أكثر من 20 ألف ناقة بدأت في التنافس لحصد المراكز الأولى في أشواط المزاينة التي تتضمن هذا العام 84 شوطاً حددت اللجنة المنظمة منها 4 أشواط خاصة بمسابقة الحلاب، مع تخصيص 18 شوطاً لملاك الإبل من دولة الإمارات العربية المتحدة حصراً، فيما المشاركة مفتوحة في بقية الأشواط لملاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف المهيري أن مزاينة الظفرة للإبل شهدت هذا العام تزايد في قوة الإبل المشاركة حيث تزايدت مستوى المشاركات بشكل كبير كما أن المهرجان الحالي شهد إقبالا كبيرا من ملاك الإبل الخليجيين، ولم يكن الأمر مقتصرا على الأشواط الجماعية كما كان معتاد من قبل ولكنه ظهر أيضا خلال الأشواط الفردية التي جرت على مدى الأيام الماضية، وهو ما يؤكد أن مهرجان الظفرة نجح في تحقيق أهدافه وجذب إليه أكبر ملاك الإبل على مستوى دول الخليج العربي ليصبح أكبر تجمع للإبل في منطقة الخليج. وقال المهيري إنّ ارتفاع مستوى المشاركات يضاعف من مسئولية لجان التحكيم لاختيار المتميز منها لاعتلاء منصة التتويج، مؤكدا أن اللجنة حرصت على انتقاء أفضل مواصفات الجمال في الإبل المشاركة، وتكون المفاضلة والتمييز بين المراكز للإبل المشاركة على أساس نظام النقاط من 100 درجة. كما أوضح درجات التحكيم التى تتوزع على الرأس والرقبة (25 درجة)، الجزء العلوي (25 درجة)، الجزء الأمامي (15 درجة)، الجزء الخلفي (10 درجات)، الشكل العام والرشاقة (25 درجة) ويشمل هذا المعيار طول البدن وارتفاع المطيّة والذلالة وصحة الجسم ولمعان الشعر. •"الركن البحري" يلقي الضوء على مهن البحر التراثية في مهرجان الظفرة يروي الركن البحري الذي يقيمه نادي تراث الإمارات في مهرجان الظفرة حكاية عشق بين الأرض والبحر ممزوجة بعبق التاريخ الأصيل، حيث يتوسط ساحات السوق الشعبي بصورة مشرقة، ليلقي الضوء على المهن البحرية التراثية والحرف المرتبطة بها، والتي كان يمارسها الأجداد والآباء في الماضي. وقال النوخذة حبثور محمد كداس الرميثي، مشرف الركن البحري، إن الجناح يضم بعض الأدوات التي كان يستخدمها أهل البحر وقدامى النواخذة، ويضم كذلك أدوات الصيد وتجارة اللؤلؤ وبناء القوارب ومعدات الغوص ونماذج عن السفن، إلى جانب العديد من نماذج السفن التقليدية وغيرها الكثير من الأعمال الجاذبة والتي تروي حكاية البحر وأسراره. وأفاد بأنّ الركن البحري في المهرجان استطاع أن يستقطب أعداداً كبيرة من الزوار الشغوفين بالتعرف على كنوز الموروث الإماراتي، حيث يشكل التراث البحري الملاحي جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي في الدولة، كونه يرتبط بشكلٍ وثيق بفترة ما قبل النفط، ولقد مارس الإماراتيون منذ القدم مهن البحر، والتي تضمنت الكثير من الأعمال كبناء السفن بطرق علمية مدروسة، والصيد والغوص وتجارة اللؤلؤ. وأشار الرميثي إلى أن الجناح وبما يضمه يشكل رسالة هادفة لتعريف الزائرين من أبناء الإمارات وسياح من مختلف الجنسيات بتاريخ وتراث الدولة، حيث يحمل في طياته رسالة تؤكد أن حضارة الإمارات تمتد على كافة الجوانب، ويعتبر الجانب البحري من التراث العريق الواجب علينا أن نحافظ عليه ونعتز به ونعرف للجمهور، مشيرا إلى ضرورة إبرازه بصورة واضحة لتعليم الأجيال الناشئة هذا التراث ولتتناقله الأجيال جيل بعد جيل.
مشاركة :