نماذج متميزة من الماضي العريق تستعرضها سيدات مبدعات من منطقة الظفرة يتسابقن لتقديم لوحة تراثية أصيلة لزوار مهرجان الظفرة التراثي في نسخته الـ17، والتي تشهد إقبالاً كبيراً لزوار المهرجان من داخل الدولة وخارجها. تتجه أنظار آلاف الزوار من عشاق الأصالة والعراقة إلى الركن التراثي، وقد توافدوا من مختلف دول العالم للاستمتاع بما يضمه المهرجان من معروضات فنية، حيث يلوح الماضي العريق بأصالته من خلال مشغولات يدوية وأعمال تراثية، تنسجها مبدعات إماراتيات، يتفنن في نقل التراث العريق من جيل إلى آخر. فيما يحرص جمهور كبير من داخل الدولة وخارجها على متابعة تلك الأعمال التراثية والمشغولات اليدوية التي تم تنفيذها بحرفية عالية وإتقان كبير. ويؤكد راشد القبيسي، المشرف على الركن التراثي في مهرجان الظفرة، أن الأعمال والمشغولات اليدوية التراثية أصبح لها جمهور كبير ليس من داخل الدولة وحسب، بل من مختلف دول العالم، الذين يتسابقون للاستمتاع بما يتم تقديمه من مشغولات يدوية متميزة أمام الجمهور، كما يحرص البعض من زوار السوق التراثي على اقتناء بعض المنتجات التراثية معهم كتذكار بالمهرجان. وأضاف القبيسي، أن الركن التراثي يساهم بشكل فعال في نقل تراث الآباء والأجداد إلى الأبناء لتعريف الجيل الحالي بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي نفتخر بها، ونحرص على التمسك بها. وبين القبيسي أن هناك نماذج متميزة من المشغولات اليدوية التي تبدع فيها أمهات متخصصات في صناعة الأعمال والمشغولات اليدوية بحرفية عالية، ومنها «صناعة الغزل» التي توفر حاجات الأسرة من الملابس الشتوية والفرش والأغطية وبيوت الشعر، و«سف الخوص» لصنع احتياجات المنزل اليومية من مواد متعددة الاستعمال، مثل السلال والمراوح اليدوية أو ما يعرف بـ «المهفة»، إضافة إلى ميزان (المكيال) والضميدة والمجبة والمشب، و«صناعة البراقع» وتعد من أهم مكونات الأزياء الشعبية التقليدية، وأداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً، وصناعة «التلي» لإنتاج منسوجات مطرزة لاستخدامها في تزيين مختلف أنواع الثياب النسائية، وغيرها من الحرف النسائية المتنوعة. وتحرص اللجنة المنظمة للمهرجان على تنويع الفعاليات المقدمة لزوار السوق الشعبي، بما يلبي طموحاتهم واحتياجاتهم من برامج توعوية وتثقيفية وأنشطة ترفيهية، فبجانب الفعاليات التراثية المتنوعة، تنتشر فرق الفنون الشعبية المختلفة والتي جذبت إليها جمهوراً كبيراً من عشاق تلك الفنون، إذ لاقت عروض العيالة إقبالاً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، وجذبت أصوات الضرب على الطبول والدفوف وآلة «الطوس»، فشارك عدد كبير من الأهالي والزوار تلك الفرق حركاتهم في أجواء من الفرحة والمتعة والإثارة، فيما يحاول بعض الأجانب والسياح تحريك الرقبة، كما يفعلها فرقة الفنون الشعبية في فن الحربية، أو كما يسميه البعض فن الرزقة، والذي يعد من الفنون الإماراتية الأصيلة المرتبطة بحياة البداوة والناقة، فتميزت بها البيئتان البرية والجبلية، فحركة الرقبة والمعروفة في فن الحربية باسم (اليابس)، وهي تحريك الرقبة للأمام وللخلف، تمت استعارتها من حركة رقبة الناقة أثناء المشي، والقصائد كذلك نجدها قصائد تحاكي حياة البراري، فيتبارى شعراء الحربية في وصف البر وشظف العيش والحروب قديماً، ومع تطور الحياة والقصيد اتجه بعض الشعراء إلى القصيد الغزلي العفيف. ويستمتع الزوار من مختلف دول العالم بالاطلاع على روائع الفلكلور الإماراتي من خلال العروض المبدعة للفنون الشعبية، خاصة فني الرزفة والعيالة اللذين يتم تقديمهما في باحة سوق الظفرة، بهدف تعزيز التقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع بإتقان عالٍ، لترسم في مجملها لوحة فنية رائعة، تعطي صورة حقيقية وواقعية للتراث الإماراتي، بما يحمله من كنوز وتراث موسيقي محلي.
مشاركة :