اليابانيون يرحبون بزيارة رئيس وزرائهم التاريخية إلى بيرل هاربر

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

رحّب اليابانيون، أمس، بزيارة رئيس الوزراء شينزو آبي إلى بيرل هاربر، باعتبارها بادرة تاريخية ورسالة سياسية إلى الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب. وبثت محطة التلفزيون الياباني الرسمية «إن إتش كي» مباشرة نحو الساعة السابعة صباحا، أي العاشرة ليلا بتوقيت غرينيتش، الخطاب الذي ألقاه آبي بعد زيارة نصب «يو إس اس أريزونا» الذي بني فوق حطام السفينة التي أغرقها القصف الياباني في 7 ديسمبر (كانون الأول) 1941. وتعدّ الزيارة الأولى لرئيس وزراء ياباني إلى النصب الذي أقيم في بداية ستينات القرن الماضي لتكريم ذكرى ألف و177 أميركيا سقطوا، عندما دمر الطيران الياباني السفينة الحربية في الهجوم. وقال البحار الياباني السابق شيزوهيكو هاراغوشي (95 عاما) الذي شاركت وحدته في هجوم بيرل هاربر قبل 75 عاما، لتلفزيون «أساهي»، أنه «تأثر كثيرا» عندما سمع تصريحات آبي الذي أشاد بالمصالحة. من جهته، قال كونيوشي تاكيموتو (95 عاما)، الميكانيكي السابق في البحرية الذي انضم إلى الأسطول الياباني عند تنفيذ الهجوم، إن الخطاب «كان رسالة جميلة تعكس مشاعر الأميركيين واليابانيين على حد سواء». لكنه أسف، لأن تصريحات آبي «تصطدم بما يقوم به، مثل إرسال جنود يابانيين إلى مناطق نزاع في الخارج، وذلك للمرة الأولى» منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي الواقع، خاض آبي معركة لإصلاح قوانين الأمن الوطني، بهدف تعديل قسم من الدستور السلمي لليابان، وتوسيع الصلاحيات الخارجية لقوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني). في المقابل، طغت على زيارة آبي بعض الشيء، زيارة أحد وزرائه إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو، المخصص لتكريم قتلى اليابان خلال الحروب الحديثة، الذي يعتبر في آسيا رمزا للتاريخ العسكري الياباني. واعتبر هاروكو ساتو، أستاذ السياسة الدولية في جامعة أوساكا، حول توقيت هذه الزيارة قائلا: «من المرجح أن تترك أثرا سلبيا على دبلوماسية اليابان، وتمس بالصورة الإيجابية التي تركتها زيارة آبي التاريخية». وتساءل تاكيموتو حول المرحلة التي ستلي انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان إلى جانب آبي. والتحية التي وجهها رئيس الوزراء الياباني إلى ضحايا الهجوم الياباني في ديسمبر (كانون الأول) 1941، وإشادته بالعلاقة بين البلدين كحليفين، يعتبرها الخبراء السياسيون بحكم الأمر الواقع على أنها إشارة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وكان قطب العقارات الأميركي دعا في تصريحات علنية إلى إعادة النظر في بنود هذه العلاقة الثنائية التي رسمت بعد الحرب، وسبع سنوات من احتلال الأميركيين لليابان. ولمح ترامب خصوصا إلى أنه على اليابان أن تساهم ماليا بشكل أكبر في دفاعها، إذا أرادت الاحتفاظ بالحماية الأميركية. وفي خطابه، حرص آبي على شكر أميركا على مساعدتها في إعادة إعمار اليابان أثناء خروجها من الحرب. وقال تاكاشي ريوزاكي، الأستاذ في جامعة ريوتسو كيزاي، إن آبي أراد بذلك استمالة الرأي العام الأميركي الذي انتخب ترامب وإثارة مشاعر الاعتزاز الوطنية، «وبدلا من تقديم اعتذارات، اختار آبي توجيه رسالة امتنان إلى أميركا». وسيكون على آبي التعايش مع إدارة ترامب، وقد بدأ بالقيام بخطوات، حيث أصبح أول قائد أجنبي يلتقي ترامب بعد فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وحاول الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا الطمأنة، صباح أمس، قائلا: «نعتقد أن العلاقة اليابانية - الأميركية لن تتغير، رغم تولي إدارة ترامب مهامها». وبحسب الصحافة اليابانية، فإن محادثات جارية لتنظيم لقاء جديد بين آبي وترامب بعد أسبوع على انتقال السلطة. وراقبت الصين عن كثب زيارة آبي، إذ لفتت الصحف إلى تشديده على العلاقات مع الولايات المتحدة على حساب آسيا. وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» القومية: «إذا أرادت اليابان فعليا المصالحة حول قضايا تاريخية، فإن آبي اختار الوجهة الخاطئة»، مشيرة إلى أنه عليه زيارة نانجينغ، موقع المجزرة التي ارتكبتها اليابان في 1937 أو أماكن أخرى في الصين. كما دعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ إلى تقديم «اعتذار صادق» للدول الآسيوية التي عانت من التدخل العسكري الياباني.

مشاركة :