قالت السلطات البلجيكية، أمس، إنها نجحت في إحباط 6 مخططات إرهابية على الأقل خلال العامين الماضيين. وأكد إيريك جاكوب، مسؤول البحث الجنائي في العاصمة بروكسل، إنها المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن الهجمات التي أحبطت خلال الفترة الأخيرة، وأوضح في هذا الصدد أنّه بعد التشاور مع مركز تحليل المخاطر الإرهابية ومكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي، «يمكن الآن أن أقول لكم إنه خلال العامين الأخيرين، وبالتحديد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، جرى إحباط ست هجمات إرهابية على الأقل». وأضاف جاكوب أن الأمر لا يتعلق بأشخاص متورطين في الإرهاب فحسب، بل يمكن القول إن الأمر يصل إلى التجنيد بهدف تشكيل شبكات. وأردف جاكوب: «لقد كنا نتحرك بعد التحضير الجيد، وكنّا نرى سجل جرائم المشتبه بهم وكان يتبين لنا أن الأمر يتعلق بأشخاص صغار في عالم الجريمة وفشلت عملية إدماجهم في المجتمع». وأشار المسؤول الأمني إلى أن الحصول على المعلومات من مصادر داخل المجتمعات التي يعيش فيها هؤلاء الذين يتورطون في عالم الجريمة، جوهري. ونوّه جاكوب إلى أن «أعدادًا كبيرة من أبناء المجتمع المسلم ترفض الإرهاب وتتعاون مع الشرطة لمواجهة خطر التطرف، ولهذا من المهم جدًا أن نقول إنه من الخطأ فتح أي نقاش حول (دور) الإسلام، ومن المفترض أن يكون النقاش محددًا تجاه أقلية عنيفة»، وفق ما ذكرت صحيفة «دي تايد» البلجيكية اليومية. وقبل أيام قليلة، نظّمت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا أول مؤتمر صحافي لها منذ 12 سنة، وذلك بعد أن أنشأت المنظمة شعارا جديدا وموقعا إلكترونيا أكثر حديثا، وحساب «تويتر». وقالت الهيئة إن إيصال صوت المسلمين إلى العالم الخارجي، وإدانة الهجمات نيابة عنهم أو مضاعفة المبادرات لصالح العيش المشترك، هو ما يتوقعه الجمهور والسلطات أساسًا من الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا. وأوضح رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، صلاح الشلاوي، في هذا الإطار: «نريد تحديث وسائل الاتصال لدينا لمزيد من الانفتاح على العالم الخارجي، وعلى المسلمين وغير المسلمين، ويشير اللون الذهبي لشعارنا الجديد إلى العمر الذهبي للإسلام، حين كان العالم الإسلامي ينتج الكثير من المفكرين والعلماء، في حين أنه يمثل خريطة لبلجيكا لإظهار تشبثنا بالبلاد. كما أننا أنشأنا للتو حساب «تويتر» الذي سيضاف إلى حسابنا على فيسبوك، لأننا نريد مزيدا من التأثير في الشباب، ومكافحة التطرف». وأضاف الشلاوي: «سيساعدنا ذلك أيضا على نشر رسالتنا لصالح إسلام مواطن يحترم العيش المشترك»، لافتا إلى أنه يشجع كذلك الأئمة وأساتذة الدين الإسلامي ورجال الدين على زيارة الثكنات والسجون، وعلى مزيد من التواصل الأكثر حداثة. وفي أعقاب الهجمات الإرهابية التي ضربت بروكسل في 22 مارس (آذار) الماضي، واجهت الجالية المسلمة والهيئة التي تشرف على تسيير أمورها انتقادات حادة من عدة فعاليات بلجيكية. وحاول البعض الربط بين الإسلام والجالية المسلمة في أوروبا من جهة وبين الإرهاب من جهة أخرى. وكان رئيس الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا صلاح الشلاوي، قد تحدث في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، وتناول الانتقادات التي تواجهها الجالية المسلمة، والخطوات التي قامت بها الهيئة في إطار التعاون مع السلطات لمواجهة الفكر المتشدد. وقال الشلاوي إن الهيئة تقوم بالإشراف على المساجد لتفادي أي خطاب يدعو إلى العنف أو التطرف، لافتًا إلى دورها في مواجهة تسفير الشباب إلى مناطق الصراعات للقتال. وتحدث أيضًا عن أهم العراقيل التي تواجهها الهيئة، والهدف من الخط الساخن الذي دشنته مؤخرًا للرد على تساؤلات الأشخاص والمؤسسات حول الإسلام، وتوضيح الصورة والدعوة إلى الوسطية والاعتدال.
مشاركة :