علي بابا المرتشي يفجر موجة سخرية بمصر أثار الإعلان عن ضبط مسؤول إداري بهيئة قضائية مصرية، الثلاثاء، بتهمة الرشوة، وفي منزله الملايين من عدة عملات، موجة من السخرية بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لقبوه بـعلي بابا المصري. العرب [نُشرفي2016/12/29، العدد: 10498، ص(19)] من يدفع الثمن القاهرة - قررت نيابة أمن الدولة العليا بمصر حبس مسؤول إداري بهيئة قضائية مصرية، واثنين آخرين 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة “الرشوة”. ولقب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، المسؤول بـ”علي بابا” المصري حيث عُثر في منزله على الملايين من عدة عملات، بحسب ما أكدته هيئة الرقابة الإدارية الرسمية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن “المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا قرر، صباح الأربعاء، حبس مدير عام المشتريات بمجلس الدولة (جمال الدين محمد إبراهيم اللبان) ومتهمين اثنين آخرين 4 أيام على ذمة التحقيق في اتهامات تتعلق بتلقي رشوة”. وأوضحت أن “النيابة واجهت خلال التحقيقات المتهمين بتحريات هيئة الرقابة الإدارية بشأن تلك القضية وما يتعلق منها بتلقي مدير المشتريات جمال اللبان لتلك الرشوة، وتقديم باقي المتهمين هذه الرشوة إليه مقابل إخلاله بواجبات وظيفته”. كما واجهتهم النيابة بالمبالغ المالية التي عثر عليها بحوزة المتهم جمال اللبان في منزله، والتي كان قد تحصل عليها في صورة رشاوى، بحسب الوكالة الرسمية. وأعلنت هيئة الرقابة الإدارية في بيان لها، الثلاثاء، ضبط مسؤول مشتريات في هيئة قضائية بتهمة “الرشوة” وبتفتيش مسكنه تم ضبط، 24 مليون جنيه مصري (1.2 مليون دولار)، 4 ملايين دولار أميركي، 2 مليون يورو، ومليون ريال سعودي. كما تم ضبط مشغولات ذهبية وأوراق ملكية عقارات وسيارات، لم يحدّد البيان قيمتها. وأثارت الواقعة سخرية النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، الذين لقبوه بـ”علي بابا” المصري، في إشارة إلى قصة شعبية نُفذت كفيلم تقود فيه الصدفة البطل الفقير إلى مغارة مغلقة خزّن فيها لصوص المدينة كميات ضخمة من المجوهرات والأحجار الكريمة. إحصائيات تؤكد أن نصف المصريين يضطرون إلى دفع الرشاوى للحصول على الخدمات وقال المدوّن أحمد علي، على صفحته بموقع فيسبوك، “دولارات، ويورو، وريال سعودي، وبالملايين، ودهب كمان (ذهب أيضا)، شفت كنز علي بابا على الحقيقة”. وكتبت هند خلف على تويتر، “نفسي أعرف كان شايل (واضع) الفلوس دي (هذه) كلها فين.. ده محتاج أوضة فاضية (حجرة خالية)”. وقالت منظمة الشفافية الدولية، في استطلاع عن الفساد بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشر في مايو الماضي، إن مصر سجلت أعلى نسبة فساد في المنطقة بعد اليمن، حيث يضطرّ نصف المصريين إلى دفع الرشاوى للحصول على الخدمات. وتواجه مصر أزمة اقتصادية، دفعتها إلى الاقتراض من عدة جهات دولية، بينها صندوق النقد الدولي، في ظل ارتفاع أسعار السلع وتعويم الجنيه، لتتراجع قيمته إلى 19 جنيها مقابل الدولار الواحد، بينما كان قبل التعويم بأقل من 9 جنيهات. وغرّد المحامي خالد أبوبكر “تحية لهيئة الرقابة الإدارية ورئيسها ورجالها، معلومات مؤكدة: قضايا أخرى في الطريق، والرئيس أعطى الرقابة تعليمات بضبط كل أنواع الفساد مهما كانت”. كان الرئيس المصري عبدالفتح السيسي قد أكد، الأربعاء، أنه في حالة “أيّ تجاوز تتمّ محاسبة المسؤول عنه، الأجهزة الرقابية لن تستطيع وحدها مجابهة الفساد، كلنا معا نضع أيدينا في يد بعض كمسؤولين”. وتهكم مغرّد “كنتم مستغربين مبلغ 150 مليون جنيه رشوة، ماذا ستفعلون عندما يخرج براءة؟”. وقال آخر “رشوة بـ150 مليونا لماذا؟.. هناك رشاوى بعشرين جنيها ويمشي الحال، تبذير بصراحة”. ويرى معلقون أن الدولة تتعايش مع الفساد. ويتباهى معلقون عادة على الصفحات الاجتماعية بتحقيق إنجازات بعد تقديم رشاوى. ومؤخرا تباهى بعض الشباب، على فيسبوك بقبولهم في كلية الشرطة من خلال وساطة أقاربهم من أعضاء البرلمان أو من ذوي المناصب في الدولة. من جانب آخر، أصبح الخوف سمة سائدة، ويخشى البعض الكشف عن الفساد خوفا من الملاحقات الأمنية، وفي هذا السياق دشن نشطاء صفحة “الموقف المصري”، التي كشفت عن إهدار مال الدولة في عدد من القطاعات، واكتسبت مصداقية وشهرة بحيث تخطى عدد متابعيها نصف مليون، بالرغم من عدم معرفة القائمين على الصفحة. وقال القائمون على الصفحة عن أسباب عدم الإعلان عن هوياتهم إن “ذلك خوفا من الملاحقات الأمنية.. نحن في بلد يسجن فيه أي شخص بكل سهولة بتهم «نشر أخبار كاذبة» أو «تكدير السلم العام». وهناك شباب حبسوا بسبب فيديوهات ساخرة”. من جانبه علّق المحامي على تويتر “كل ما تحتاجه مصر هو 3000 مرتش على 5 سنين حتى يتمّ إهدار 600 مليار. جنينة كان صحّ”. وكانت محكمة مصرية قضت بحبس المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، سنة واحدة وتغريمه بتهمة “نشر أخبار كاذبة”. وفُصل جنينة من منصبه في مارس الماضي بعد تصريحات تضمنت بلوغ حجم الفساد المالي في البلاد 67.6 مليار دولار في أربع سنوات فقط ، بناء على دراسة أجراها الجهاز. واتهم جنينة عددا من “الجهات” بالوقوف وراء محاولات تشويه سمعته، ومنعته من الالتقاء بالرئيس. :: اقرأ أيضاً الصحافة الجزائرية تعاني من حصار متواصل بذريعة حفظ الأمن خطة إعلامية لرصد احتياجات الجمهور العماني من المؤسسات هواجيس.. فيديو ينتصر للسعوديات هاشتاغ اليوم: تونسيون ضد العنصرية
مشاركة :