ما زال حي القوزين جنوبي جدة يتنفس دخان مصنع الحديد الذي سبق إغلاقه من قبل الجهات المعنية، ومن ثم أعيد افتتاحه على أمل أن تطبق إدارته الشروط البيئية التي أملتها اللجنة المعنية بتلمس مشكلات أهالي الحي الناتجة عن المصنع. وفي الوقت الذي أجمع عدد من سكان الحي أن المصنع أخل بالشروط البيئية ما ادى إلى عودة مشكلاتهم مع التلوث إلى نقطة البداية، فإن الناطق الإعلامي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة أوضح أن المصنع منح مهلة لإصلاح الفلاتر. واستطرد الأهالي أن الحي لا يعرف نور الشمس بسبب أدخنة المصنع التي تحمل «خبث» الحديد على حد وصفهم، مؤكدين في نفس الوقت أن بعض الأهالي تعرضوا إلى عدة أمراض بسبب التلوث الناتج عن المصنع وان لديهم تقارير طبية تكشف أن المصنع هو السبب الرئيسي لإصابتهم بالأمراض. وفي هذا السياق، دعا كل من عبدالوهاب السليماني وسعد الجدعاني وعلي الجدعاني بضرورة إجبار إدارة المصنع بتنفيذ الشروط الصحية ومنها استخدام الفلترة لمنع تصاعد مخلفات الحديد، لافتين إلى أن المصنع لم يطبق الشروط وأن التلوث عاد ليطال الأراضي المجاورة نتيجة رمي مخلفات الحديد. من جانبهم عبر كل من اسماعيل الأحمري ووليد الجدعاني وإسماعيل حكمي عن استغرابهم من وجود المصنع بجوار منازلهم مشيرين إلى أن أطفالهم ضمن المتضررين وأن أزمات الربو وحساسية العيون والصدر باتت ملازمة لهم كما أشاروا إلى أن هناك حالات درن موجودة بين السكان ومنهم من توفي بأمراض لها علاقة بالتلوث البيئي الحاصل هناك على حد قولهم. وكانت «عكاظ» سبق ان نشرت معاناة أهالي الحي العام الماضي حيث تم في حينها تشكيل لجنة للوقوف على وضع المصنع ورفع تقرير مفصل عنه للجهات المعنية على أن تدرس اللجنة موضوع وجود المصانع الملوثة للبيئة في بعض أحياء محافظة جدة ومدى تضرر الأهالي منها. وفي موازاة ذلك تواصلت «عكاظ» مع الناطق الإعلامي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني الذي أوضح أن هيئة الأرصاد وحماية البيئة كانت ضمن اللجنة المكلفة بتقييم وضع المصنع وتم أخذ التعهد على إدارته وتم إعطاؤه مهلة لمدة عام لتركيب فلاتر وتعديل الوضع القائم بما يتناسب مع البيئة والشروط العالمية المتبعة للمصانع.
مشاركة :