تحول تدخين الشيشة إلى ظاهرة خطيرة في المجتمع، خاصة بعد أنتشارها بين عدد من الشباب والفتيات المراهقين؛ وكشفت العديد من الإحصائيات أنها تؤدي لأمراض مثل السدة الرئوي المزمن وانسداد الشرايين. ودعا عدد من المواطنين والمختصين، إلى ضرورة وضع استراتيجات تشارك فيها العديد من الجهات المعنية في الدولة لحماية ابنائنا من اخطار تدخين الشيشة. ولفتوا إلى أن تفشي تدخين الشيشية بين فتيات وشباب لم يتجاوزا السابعة عشر أصبح من الأمور التي تثير قلق المجتمع خاصة في ظل اصرار العديد من المقاهي تقديمها لمن هم دون السن. وشددوا على ضرورة وضع قواعد صارمة لتنفيذ القانون وحظر التدخين وتؤكد الإحصائيات أن تدخين الشيشة يؤدي لانسداد الشرايين والقلب وأمراض اللثة واللسان والمريء والمثانة وعدد من السرطانات كسرطان الرئة. وأظهرت الدراسات أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه (10-20) سيجارة أي أن التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في آثاره وخطورته تدخين السجائر. ويرى بعض مدخني الشيشة أنها غير ضارة وأن الإقلاع عن تدخين السجائر يعوّض بها، وهنا تكمن خطورة هذه المعلومة الخاطئة؛ حيث أكدت الدراسات أن تدخين دورة واحدة من الشيشة يطلق ما يعادل أربعة أضعاف المادة المسرطنة (pah) وأربعة أضعاف «الألدهايد»، وثلاثين ضعف أول أكسيد الكربون المتسبب في انسداد الشرايين خاصةً في القلب والمخ والأطراف السفلى في الجسم. الصالحات: النساء أكثر تأثراً بالتدخين أوضحت ريما الصالحات، ربة منزل، أن العديد من الابحاث بيّنت أن النساء أكثر عرضة لآثار التدخين الضار مقارنة بالرجال. ولفتت إلى أن الآثار السلبية تتمثل في كثرة الإجهاض ونقص وزن الجنين، وأضافت أن الأبحاث أظهرت أن تدخين الشيشة زاد بنسبة مهمة احتمال الإصابة بسرطان الرئة ومرض السدة الرئوية المزمن ونقص وزن حديثي الولادة وأمراض اللثة والمريء، ويعتمد التأثير الصحي للشيشة على طول دورة التدخين والتي قد تتراوح بين (20-80)، وعدد مرات الشفط في الدورة الواحدة وعمق الشفط، مبيناً أن الأبحاث أظهرت أن كثيراً من مدخني الشيشة يدمنون على تدخين السجائر فيما بعد، كما أن البعض يدخن السجائر والشيشة معاً. 23 ألف ريال متوسط أرباح المقهى يومياً بسبب الشيشة قال عماد عادل يعمل محاسبا في أحد المقاهى إن نسبة (%30) من مرتادي المقهى هي فئة كبار السن من فوق الأربعين عاماً، والبقية هي متوسط الأعمار، مضيفاً أن متوسط دخل المقهى بحدود (23) ألف ريال في اليوم، أي بمعدل (690) ألف ريال في الشهر، وهي أرقام كبيرة، مبيناً أن المقهى يعمل به أكثر من (12) حارسا يطلعون على هويات الزبائن ولا يسمحون لمن تقل أعمارهم عن (18) عاما بالدخول. وأوضح أن دخل المقهى الذي يعمل به يصل إلى قرابة (750) ألفا بالشهر، مضيفاً أنه تتنوع الخدمات في المقهى من شيشة ومأكولات وقنوات تلفزيونية، إضافةً إلى وجود كشك لبيع بعض المستلزمات من خواتم ومسابح وغيرها. عبدالرحمن: ضررها الصحي أكبر بكثير من تكلفتها قال خالد عبدالرحمن، أحد المقيمين، عن علاقته بتدخين الشيشة والتي امتدت لعشر سنوات، قائلا: تدخيني للشيشة كان بدافع تجربة شيء جديد بدون تدخل من أحد، إلا أنها للأسف ليس لها فوائد ومضارها أكثر، إلا أنها تعتبر وسيلة من وسائل التسلية، معبرا عن عدم تأييده لمن هم أقل من (20) عاماً الإقدام على تدخين الشيشة، داعيا إلى الاعتدال في تدخين الشيشة!. وأشار إلى أن استخدامه للشيشة يكون في فترات متفاوتة، وأنه كان بدافع التجربة، مضيفاً أن الشيشة غير مكلفة مادياً لكن ضررها الصحي أكبر بكثير من تكلفتها، مبيناً أنه بحكم عمله في مجال السياحة سابقاً لاحظ توافد الخليجيين على مقاهي الشيشة، حيث يرون أنها نوع من أنواع الوجاهة الاجتماعية. وأكد على أن الشيشة تعتبر حالياً مشكلة صحية بين الشباب خاصةً المراهقين والواجب مقاومتها، ذاكراً أن هناك إحصائيات للأمراض الناتجة عن تدخين السجائر والشيشة، خاصةً مرض السدة الرئوي المزمن إضافةً إلى العديد من الأمراض الأخرى خاصةً انسداد الشرايين والقلب وأمراض اللثة واللسان والمريء والمثانة، وعدد من السرطانات كسرطان الرئة الذي تصل نسبته ما بين (%80) إلى (%90) بسبب التدخين. د. حسن: تدخين رأس شيشة واحد يعادل 10 علب سجائر قال الدكتور محمد حسن، طبيب بإحدى العيادات الخاصة، إن تدخين رأس شيشة واحد يعادل «بكت» من السجائر، وهي تستهلك في نصف ساعة أو ساعة، وبالتالي من الطبيعي أن يكون التأثير الصحي أخطر وأضر من تدخين السجائر، مبيناً أنه وجد من خلال فحص بعض مدخني الشيشة صوت من «الأزيز» وضيق تنفس، كذلك عند إجراء تصوير شعاعي لبعض مدخني الشيشة تبين أن لديهم سوائل غير طبيعية في الرئة، ذاكراً أن علاج سرطانات التدخين المختلفة يصل ما بين (80) إلى (250) ألف ريال للشخص الواحد بل ترشد المصابين للأماكن المختصة في العلاج كذلك دورها يقتصر في مساعدة المقلعين عن التدخين بالبرامج العلاجية والسلوكية، مشيراً إلى أن هناك تصورا خاطئا ومعلومات وهمية غير حقيقية لدى مدخني الشيشة تفيد بأنها غير ضارة، وأن الإقلاع عن التدخين يعوّض بالشيشة، حيث إنها لا تؤثر على الصحة ولا تغير في لون الجلد، وهنا تكمن خطر هذه المعلومة الخاطئة. وأوضح أن نسبة (%20) من مدخني السجائر يدخنون الشيشة يومياً لدى اجتماعهم في الاستراحات والمقاهي وأن أكثر فئة عمرية تقع في تدخين الشيشة هي فئة ما بين (18) إلى (30) عاماً خاصةً النساء؛ لأنه أصبحت كنوع من «البريستيج» والتقليد بما يسمى «المعسل». وأضاف أن نسبة المدخنين للشيشة المقبلين على الإقلاع ضعيفة وذلك ظناً منهم أنها لا تضر ولا تشكِّل خطورة وبعكس ذلك فإن التأثير الصحي للشيشة والتبغ على صحة المدخن يعود إلى العوامل التالية (المناعة، العمر، نوع التدخين، كمية التدخين)، وبالتالي تشكِّل نسبة المقبلين للإقلاع عن الشيشة %10 عن أصناف التدخين الأخرى وقد اكتشفت نسبة (%60) من أعراض ضيق النفس الشديد وعدم تبادل الأكسجين الطبيعي مع الدم بسبب وجود سوائل وسموم عالية في الرئة وهذا بالتالي ينعكس سلباً على أداء كافة أعضاء الجسم، خاصةً الرئة والدماغ والقلب وحدوث الجلطات، مشيراً إلى أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد المدخنين بالنسبة إلى عدد سكانها، وذلك حسب ما ورد في الإحصائيات العالمية. ;
مشاركة :