فرحة أعياد الميلاد تغيب عن مخيمات النزوح واللجوء في لبنان والمنظمات الدولية غائبة

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لبنانية توزّع هدايا أعياد الميلاد على بعض اللاجئين السوريين والفلسطينيين . مبادرات لبنانية فردية تجوب المخيمات وتوزّع هدايا أعياد الميلاد على اللاجئين السوريين والفلسطينيين بيروت: فايزة دياب لبس لبنان حلّة العيد منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الذي يصادف في الخامس والعشرين منه ذكرى ميلاد المسيح، فتكلّلت الجبال «بالثوب الأبيض» وزينّت الشوارع والساحات والمراكز التجارية والسياحية بزينة الميلاد من شمال إلى لبنان إلى جنوبه مرورًا بالبقاع وبيروت، حيث تبارت المناطق اللبنانية بتزيين ساحاتها بأجمل زينة أو أكبر شجرة وإطلاق المهرجانات والمفرقعات النارية ومسرحيات للأطفال لاستقطاب أكبر عدد من الزوار. أمّا اللبنانيون فقد احتفلوا كما كلّ عام بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، بطقوس تقليدية حيث تجتمع العائلة على مائدة عشاء الميلاد الدافئة في منازلهم ليلة الخامس والعشرين إضافة إلى تبادل الهدايا والتهاني، وحضور قدّاس ميلاد المسيح منتصف الليل. ولكن الفرح والسلام والخير الذي حمله عيد الميلاد لأطفال لبنان وشعبه لم ينسحب على كامل الأراضي اللبنانية، فخيم النازحين السوريين ومخيمات اللجوء الفلسطيني غابت عنها فرحة العيد بسبب الفقر والمعاناة وقساوة الحياة التي يعاني منها الهاربون من منازلهم وأراضيهم بسبب الحروب التي اندلعت في بلادهم علّهم يجدون في لبنان قسطًا من الأمن والسلام. مئات الآلاف من اللاجئين المتروكين لمصيرهم في خيم بلاستيكية يواجهون الفقر والمرض وغضب الطبيعة باستثناء بعض المساعدات الغذائية لم تلتفت إليهم الجمعيات والمنظمات الدولية هذا العام لتعيد إليهم البهجة في الأعياد، باستثناء بعض المبادرات الفردية الخجولة التي حاولت قدر المستطاع رسم البسمة على وجوه هجرتها منذ زمن. ومن بين هذه المبادرات توزيع الهدايا على 300 طفل في مخيمات النزوح السوري في البقاع اللبناني، والتي تحدثت عنها لـ«المجلة» الناشطة الاجتماعية والسياسية نوال مدللي حيث أكّدت أنّ «هذه المبادرة هي فردية أقوم بها أنا وعدد من الأصدقاء منذ 4 سنوات، عندما أردت إدخال البسمة إلى وجوه الأطفال المتسولين في شارع الحمرا الذين نلتقيهم يوميًا في هذا الشارع، منهم من يعمل ماسحا للأحذية وآخر يبيع (العلكة)، فجمعناهم بمناسبة الميلاد على مائدة طعام في حديقة الصنائع وقدّمنا لهم الهدايا، وبتنا نكرّر هذه المبادرة سنويًا وهذا العام ألبسنا أحمد وهو أصغر ماسح أحذية في شارع الحمرا ثياب (بابا نويل) وتولّى توزيع الهدايا على رفاقه». وأضافت مدلّلي «مبادرتنا الفردية التي نجمع فيها التبرعات عبر نشرنا (بوستات) على مواقع التواصل الاجتماعي توسعت لتشمل مخيمات النزوح في البقاع، فهذا العام تبرّع أهل الخير بـ300 هدية تمّ توزيعها على الأطفال في عدد من مخيمات البقاع، والهدف إدخال الفرحة إلى قلوبهم خصوصًا مع غياب الجمعيات والداعمين عن دعم النازحين في عيد الميلاد كونه عيد بهجة وفرح وسلام». أمّا منظمة «الشباب التقدمي» فكان توجّهها في أعياد الميلاد إلى مخيمات اللجوء الفلسطيني، حيث أطلقت المنظمة حملة تبرعات قبل الميلاد بأسبوعين تحدّثت عنها مسؤولة الثقافة والأنشطة العامة في منظمة الشباب التقدمي ميرا مكنّا لـ«المجلة» فشرحت «أطلقنا حملة بعنوان (البسمة أقوى من جدران العزل)، للوقوف إلى جانب أبناء مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، في معاناتهم اليومية والتشديد على حقوقهم المدنية والإنسانية ورفضًا للتمييز والعنصرية ضدّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إن من خلال بناء جدران عازلة أو حرمانهم من الحقوق المدنية». وأضافت مكنّا «هذه الخطوة أتت بعد ثلاثة أشهر من زيارة قام بها شباب المنظمة إلى المخيم ولامسوا عن قرب معاناة سكانه والأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة، فجاءت حملتنا علّها تخفف جزءا بسيطًا من هذه المعاناة وتدخل البهجة إلى قلوب قاطنيه بمناسبة الميلاد ورأس السنة. المساعدات التي تبرّع بها أهل الخير تنوعت بين ألبسة للكبار والصغار وألعاب وأحذية وقرطاسية للأطفال». وتابعت: «يوم السبت في الرابع والعشرين من ديسمبر، قمنا بجولة بدأت في مركز (أمان) المتخصص في تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على مهارات يدوية ليصبحوا منتجين في المجتمع، والمحطة الثانية كانت في مركز (إنسان) الذي يهتم بإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، والذي يحتوي على آلات موسيقية ومعمل نجارة وغيرها من الأعمال الحرفية وتعرفنا على المدمنين الذين قرّروا اللجوء إلى المركز لإنهاء معاناتهم، واختتمنا الجولة بزيارة جمعية كشافة فلسطين وقمنا بتوزيع الهدايا على الأطفال». إذن على الرغم من غياب دور المنظمات الدولية والحقوقية والجمعيات والدولة اللبنانية عن أداء دورها تجاه اللاجئين والنازحين بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، فإن المبادرات الفردية وأصحاب الخير وعلى الرغم من أنّها غير كافية فإنهم حاولوا قدر المستطاع إدخال الفرحة والبسمة على وجوه جزء صغير من الفئة المهمشة في لبنان.

مشاركة :