تقارب بين طالبان وموسكو وطهران يثير القلق الأفغاني

  • 12/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زاد التقارب الظاهر بين مقاتلي حركة طالبان وروسيا وإيران في الأشهر الأخيرة القلق الأفغاني من نشوء حرب جديدة. وصرح الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان أن «موقف روسيا يستند إلى أن طالبان هي التي تحارب تنظيم الدولة». وتابع نيكولسون «لا تستند الشرعية التي تنسبها روسيا إلى طالبان على وقائع بل تهدف خصوصا إلى زعزعة الحكومة الأفغانية وجهود حلف شمال الأطلسي ودعم أطراف النزاع»، وأضاف أن «الموقف مشابه فيما يتعلق بإيران. هناك علاقات بين الإيرانيين وطالبان». تقول مصادر من الحكومة الأفغانية والمقاتلين إن روسيا باعت مروحيات إلى القوات المسلحة الأفغانية وزودت مقاتلي طالبان بدعم عسكري في الوقت نفسه. من جهته، أعلن مسؤول أمني أفغاني كبير لوكالة فرانس برس «نحن قلقون جدا إزاء شحنات الأسلحة الروسية التي تم ضبطها مؤخرا في مناطق حدودية مع طاجيكستان». وتابع المسؤول «من شأن دعم عبر الحدود لحركة طالبان أن يزيد الوضع الأمني في شمال أفغانستان تعقيدا». وأكد قيادي في حركة طالبان أن المساعدات الروسية ساعدت الحركة في الاستيلاء على مدينة قندوز في أكتوبر الماضي، كما التقى ممثلون عن المقاتلين مرات مع مسؤولين روس في طاجيكستان وروسيا. واعتبر المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي «يجب ألا تقيم أي دولة اتصالات مع مناوئة لأفغانستان. إنه إساءة لضحايا الحرب». وتابع صديقي «نطالب روسيا وإيران بالعمل مع الأفغان من أجل تعزيز النظام والحد من الإرهاب». يعرب دبلوماسيون غربيون في كابل بعيدا عن الإعلام عن القلق إزاء وصول العديد من «القدامى» المعتادين على أساليب الحرب الباردة إلى السفارة الروسية في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو توترا شديدا. من جهته، اعتبر مايكل كوغلمان المحلل لدى معهد «وودرو ويلسون» في واشنطن أن أفغانستان لا يمكنها أن تتهاون إزاء المخاوف التي تبديها روسيا وإيران من تحقيق تنظيم الدولة الإسلامية اختراقا في أفغانستان. وتابع كوغلمان أن تنظيم الدولة ربما ليس متجذرا في أفغانستان لكن الناس بدؤوا يشعرون بوجوده ويخافونه»، مضيفا «لذلك لا يمكننا أن نستبعد أن تحاول روسيا وإيران تعزيز علاقاتها مع طالبان تحسبا». شهدت أفغانستان حروبا نتيجة تدخل قوى عظمى على غرار الحرب بالوكالة بين روسيا وبريطانيا في القرن التاسع عشر أو عندما كان الولايات المتحدة تدعم انطلاقا من باكستان في ثمانينيات القرن الماضي المجاهدين الأفغان الذي يحاربون الجنود السوفيات. كما تتأثر أفغانستان بالتنافس بين الهند وباكستان منذ تأسيس هاتين الدولتين في العام 1947. لذلك فإن الاضطرابات التي تزرعها هذه العناصر الخارجية يمكن أن تزداد سوءا بالنظر إلى صعوبة التنبؤ بما سيقدم عليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خصوصا أن خططه بالنسبة إلى أفغانستان لا تزال غير واضحة.;

مشاركة :