في رد على المبادرة الصينية - الروسية - الباكستانية لإزالة أسماء قادتها من اللائحة السوداء للأمم المتحدة، رحبت حركة «طالبان» الأفغانية بالمبادرة التي وصفتها بأنها «خطوة إيجابية على طريق السلام في أفغانستان». ونشر موقعها بياناً أصدره الناطق باسمها وعضو مكتبها في الدوحة سهيل شاهين، وقال فيه إن «حل المأزق الأفغاني يتمثل في الاعتراف بالحقائق على الأرض وإزالة كل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق السلام. ومن المفرح أن بعض الدول الإقليمية بدأت تتفهم حقيقة أن الإمارة الإسلامية في أفغانستان (طالبان) قوة سياسية وعسكرية على الأرض، واقتراح إزالة أسماء قادتها من اللائحة السوداء للأمم المتحدة خطوة إيجابية نرحب بها لإرساء السلام في أفغانستان» . لكن شاهين أشار إلى عدم كفاية مبادرة موسكو لتحقيق السلام الشامل في أفغانستان الذي «يحتاج إلى الاعتراف بحقوق الشعب المظلوم واستعادتها، والحفاظ على استقلال أفغانستان ووحدة أراضيها، وحق جميع الأفغان في التحرك والسفر بحرية تامة مثل بقية الشعوب». وكرر الناطق باسم الحركة أن «الهدف الأساس من إنشائها وكفاحها هو إقامة حكومة إسلامية»، مؤكداً أن الأحداث «أثبتت عمق جذور الحركة في الشعب الأفغاني، وأنها عامل استقرار وتوحيد للشعب بكل مكوناته العرقية». وتحدث البيان عن «فرض طالبان الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها، وعدم وجود جرائم أو عمليات قتل أو خطف وإنشاء نظام قضائي شفاف وضع حداً للجريمة، وهو ما يشهده الواقع الأفغاني». وتعد مبادرة دول روسيا والصين وباكستان لإزالة أسماء قادة «طالبان» من اللائحة السوداء للأمم المتحدة خطوة لإطلاق عملية حوار أفغانية داخلية للسلام بين الحكومة المدعومة من واشنطن والحركة التي تقود عملاً مسلحاً منذ بدء الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية 2001. كما أن المبادرة تقلل إلى حد ما هيمنة الولايات المتحدة على الأوضاع في أفغانستان، وتقوي محور إسلام آباد- بكين- موسكو في مواجهة محور دلهي- كابول- واشنطن المعارض لجهود باكستان، والمعادي لـ «طالبان».
مشاركة :