نحو 1500 مدني أغلبهم من النساء والأطفال، نزحوا من الأحياء الشرقية والجنوبية من الموصل باتجاه المناطق الخاضعة تحت سيطرة القوات الحكومية. العرب [نُشرفي2016/12/30] تجدد المعارك في مدينة الموصل بين القوات الحكومية وتنظيم داعش العراق- قال مسؤول إغاثي عراقي، الجمعة، إن المئات من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا خلال الساعات الماضية من الأحياء الشرقية والجنوبية، من مدينة الموصل (شمال) مع تجدد المعارك بين القوات الحكومة ومسلحي تنظيم داعش. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش انطلاق المرحلة الثانية لتحرير مناطق شرقي الموصل من ثلاثة محاور (شرق، وجنوب، وشمال) بعد توقف لنحو اكثر من 10 ايام بجميع المحاور. وبدأت السلطات العراقية الخميس اتخاذ إجراءات كبيرة لاحتواء موجة نزوح جديدة مرتقبة من الأحياء الواقعة في الجانب الشرقي لنهر دجلة. وقال إياد رافد عضو جمعية الهلال الاحمر العراقية إن "نحو 1500 مدني اغلبهم من النساء والاطفال، نزحوا خلال الساعات القليلة الماضية من الاحياء الشرقية والجنوبية من الموصل باتجاه المناطق الخاضعة تحت سيطرة القوات الحكومية". واضاف المسؤول الإغاثي ان "فرق وزارة الهجرة العراقية بالتنسيق مع قوات الامن العراقية جهزت حافلات وعجلات تابعة للجيش العراقي ونقلت النازحين الى مخيمات النزوح في الخارز شرقي الموصل والقيارة جنوبي الموصل. ويتواجد أغلب نازحي الموصل في مخيمات الخازر (على نحو 30 كلم شرق الموصل) ويتسع لنحو 8 آلاف عائلة، وحسن شام الواقع في منطقة الخازر أيضا، ويتسع لنحو 24 ألف نازح، إضافة الى مخيمات (الجدعة1، والجدعة2، والجدعة3) جنوب الموصل. ومطلع الاسبوع الجاري أعلنت الحكومة العراقية إن إجمالي عدد النازحين بلغ 137 الفاً منذ انطلاق العمليات العسكرية في الـ17 من اكتوبر الماضي. وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظرا لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس. وكانت قوات الأمن العراقية قد بدأت، الخميس، المرحلة الثانية من هجومها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل متقدمة من ثلاث جهات إلى الأحياء الشرقية حيث كان القتال في حالة جمود منذ نحو شهر. ومنذ بدء الهجوم لاستعادة السيطرة على المدينة قبل نحو عشرة أسابيع استعادت قوات عراقية خاصة ربع الموصل آخر معقل كبير للمتشددين في العراق لكن تقدمها كان بطيئا. ولم تحرز القوات تقدما يذكر على جبهات أخرى. ودخلت الحملة، وهي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، أول توقف رئيسي لها في وقت سابق هذا الشهر. لكن الخميس دخل أكثر من خمسة آلاف من الجنود وقوات الشرطة الاتحادية الذين أعيد نشرهم من المشارف الجنوبية للموصل ستة أحياء في جنوب شرق المدينة في حين تقدمت قوات مكافحة الإرهاب في حي القدس وحي الكرامة بعد أن تلقت تعزيزات. وتقدمت قوات الجيش في الوقت نفسه باتجاه الحدود الشمالية للمدينة. وشوهد مستشارون من الجيش الأميركي يراقبون العمليات. وقال الفريق الركن علي الفريجي الذي يشرف على عمليات الجيش في الشمال إن الجبهات الثلاث بدأت في التقدم صوب وسط المدينة في الساعة السابعة من صباح اليوم وإن العملية ستستمر اليوم وغدا وحتى يتم تحرير الجانب الشرقي من المدينة بالكامل. وسيطرت القوات العراقية على نحو نصف الشطر الشرقي من الموصل التي يقسمها نهر دجلة لكن لم يدخل الجيش الجانب الغربي من المدينة بعد حيث من المرجح أن تعقد الأسواق القديمة والأزقة الضيقة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي عام تقدم قواته. ومن المرجح أن يضع سقوط الموصل حدا لطموح التنظيم في بسط حكمه على الملايين في دولة الخلافة التي أعلنها غير أنه قد يظل بوسع مقاتليه شن حرب عصابات تقليدية في العراق والتخطيط لشن هجمات على الغرب أو الإيعاز بشنها. وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويساند القوات العراقية إن عملية اليوم الخميس فتحت جبهتين جديدتين داخل الموصل وحدت من قدرة الدولة الإسلامية على زيادة عدد مقاتليها أو نقلهم أو التزود بالإمدادات. وفي وقت لاحق قال الجيش الأميركي إن ضربة جوية للتحالف قرب الموصل في شمال العراق أصابت عربة فان بمرأب للسيارات في مجمع طبي وربما تسببت في مقتل مدنيين. ويوضح ذلك التحديات التي يشكلها استهداف عدو مندمج وسط السكان المدنيين. ويشارك في معركة الموصل 100 ألف من القوات العراقية وقوات الأمن الكردية وفصائل شيعية. وقال قادة عسكريون أميركيون في الأسابيع القليلة الماضية إن المستشارين العسكريين الأميركيين سيندمجون بدرجة أكبر مع القوات العراقية.
مشاركة :