عواصم - وكالات - بعد ساعات على دخول وقف النار في سورية الذي وقع أول من أمس، في أنقرة برعاية تركية - روسية حيز التنفيذ، أفادت «لجان التنسيق السورية» أن مروحيات النظام السوري استهدفت وادي بردى شمال غرب العاصمة السورية، بـ 12 برميلا متفجراً (شمال غرب دمشق). كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات اندلعت، ظهر امس، في منطقة وادي بردى. وأوضح «المرصد» أن مروحيات النظام قصفت مواقع لفصائل من المعارضة ولـ «جبهة فتح الشام»(جبهة النصرة سابقاً)، لافتاً إلى أنه «لم يعرف الطرف المسؤول عن اندلاع تلك الاشتباكات التي تعد خرقاً لوقف النار». وقال احد السكان في منطقة قريبة من الاشتباكات «كانت اصوات القصف قوية جدا خلال الصباح، وقد ارتج المنزل اكثر من مرة على وقعها»، مضيفا «كنت متفائلا بالهدنة لكن الوضع اليوم يشبه وضع الأمس. لم يختلف كثيرا». وتعد منطقة وادي بردى المصدر الاساسي الذي يغذي دمشق بالمياه. واتهمت السلطات الفصائل قبل ايام بتلويث المياه ثم قطعها عن دمشق إثر هجوم عسكري بدأه الجيش قبل تسعة ايام للسيطرة على المنطقة. كما أعلن «المرصد» إن الطيران السوري نفذ 16 ضربة جوية على الأقل استهدفت مقاتلين معارضين في محافظة حماة في شمال البلاد امس، مشيرا الى إن اشتباكات وقعت أيضا بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قرب دمشق منذ بدء سريان الهدنة. وكان اتفاق وقف النار واجه قبل الاشتباكات في بردى بداية هشة، إذ بعد ساعات من دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس -الجمعة، أعلن «المرصد»، إن «اشتباكات اندلعت بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام»، لكنه أكد أن «الاتفاق لا يزال سارياً وصامداً رغم الانتهاكات في حماة وإدلب». وفي التفاصيل، لفت «المرصد» إلى أن «المعارضة المسلحة انتهكت اتفاق الهدنة واستولت على موقع في محافظة حماة». في حين أكدت فصائل معارضة أن «جيش النظام انتهك أيضا الهدنة وقصف مناطق في قريتي عطشان وسكيك في محافظة إدلب المتاخمة لحماة». وقال محمد رشيد الناطق باسم جماعة «جيش الأنصار» المعارضة، أمس، إن «قوات النظام انتهكت الهدنة وقصفت مناطق في قريتي عطشان وسكيك في محافظة إدلب المتاخمة لحماة». كما أفاد «المرصد» بسماع إطلاق نار في محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سورية بعد وقت قصير من دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، أضاف أنه «لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح»، مشيرا إلى أن «الأطراف المتحاربة ملتزمة على الأرجح بالهدنة في المناطق الأخرى في سورية». على جبهات اخرى، اكد مراسلون لـ «فرانس برس» في مناطق تحت سيطرة الفصائل وتحديدا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وادلب، استمرار الهدوء وعدم سماع دوي اي قصف او غارات منذ منتصف الليل. وخرجت العديد من التظاهرات في محافظات إدلب ودمشق وحلب تحت شعار «الثورة تجمعنا» للمطالبة بإسقاط النظام وتوحد الفصائل المعارضة المسلحة. ودعا المشاركون في التظاهرات إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب من مسؤولي النظام السوري، والذين يتحملون مسؤولية قتل مئات آلاف المدنيين وتعذيب الكثيرين في السجون. من ناحيته، أكد رئيس «منصة موسكو» للمعارضة السورية والعضو القيادي في «حزب الإرادة الشعبية» وفي «جبهة التغيير والتحرير» قدري جميل أن اتفاق الوقف الشامل لإطلاق النار على الأراضي السورية «يمكن ويجب أن يصمد لانطلاق العملية السياسية في الأستانة»، مستغربا في الوقت ذاته بما أعلنه مساء أول أمس الناطق باسم فصائل المعارضة المسلحة التي وقعت عليه أسامة ابو زيد من أنقرة بأن المشاركين في الأستانة هم الفصائل والهيئة العليا للمفاوضات، وقال: هذه رغبته ورغبتنا ألا تحضر الهيئة العليا. واعتبر جميل في تصريح خاص لـ«الراي» أن «اتفاق وقف النار يجب أن يصمد لانطلاق العملية السياسية في الأستانة، لأن القوى التي أقرته وساهمت به هي قوى حقيقية وفاعلة على الأرض، وأقصد الأطراف الضامنة وخصوصا تركيا وروسيا». ومن شأن صمود وقف النار ان يمهد لمحادثات سلام مرتقبة الشهر المقبل، واعلنت موسكو بدء الاستعدادات لعقدها في استانا، عاصمة كازاخستان، في يناير على الارجح. وأفاد مكتب رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف امس، إنه أمر وزارة الخارجية بالتحضير لاستضافة محادثات في شأن سورية في المستقبل القريب. ورغم عدم مشاركتها في المفاوضات، وصفت واشنطن الاتفاق بـ«التطور الايجابي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نرحب بكل جهد لوقف العنف وانقاذ الارواح وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات سياسية مثمرة». الى ذلك، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أمس، إن بلاده وزعت مسودة قرار في مجلس الأمن لدعم وقف النار الهش في سورية، وقال إنه يأمل أن يجرى التصويت على القرار اليوم.وفي أنقرة، أعلن الجيش التركي،أمس، إن المقاتلات الروسية شنت ضربات على ثلاثة أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حول مدينة الباب في شمال سورية في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أول دعم جوي روسي على ما يبدو لعمليات الجيش التركي في المنطقة.
مشاركة :